الإرادة التي أحبطت خطط الانقلابيين!!
طه العامري
طه العامري
طه العامري
{ يثبت شعبنا يوما بعد يوم تمسكه الصارم بقيادته وبمؤسساته الشرعية والدستورية رافضا كل محاولات الانقلابيين الذين يحاولون استغلال بعض الظواهر للانقضاض على المؤسسات الشرعية والديمقراطية وعلى منظومة القوانين والتشريعات التي ترسخت خلال سنوات من تحولاتنا سنوات توارت فيها الظواهر الانقلابية «العسكرية» و«الاجتماعية» إلى أن برز لنا هؤلاء المرابطون على بعض الساحات ممن استغلوا حاجة «الشباب» فرابطوا بجوارهم وصادروا احتجاجات «الشباب» بعدما كان هؤلاء الرموز أنفسهم قد صادروا كل فرص الحياة الكريمة على هؤلاء الشباب وهم منú وقفوا وراء خروج الشباب إلى «الساحات» العامة وربما فكر هؤلاء الرموز من «الفاسدين» أن ما قام به «الشباب» كثير عليهم أي على الشباب فلحقوهم إلى الساحات ليصادروا أصواتهم وإرادتهم ومن ثم يعملون على تسخيرها لمصالحهم الخاصة في لعبة قدرية مثيرة.
لقد كان هدف أولئك الذين هرولوا إلى الساحات العامة من رموز ووجهاء غير مجهولين على شعبنا الذي يعرف تاريخهم جيدا ويعرف أن وجودهم في مفاصل الدولة والسلطة والحكومة والحزب الحاكم كان يشكل عائقا أمام أي محاولة للإصلاحات أيا كانت ضرورتها الاجتماعية والوطنية بيد أن الجماهير اليمنية الهادرة التي خرجت عن صمتها أمام «صلف وغطرسة وقلة أدب البعض» ممن ركبوا موجة المرحلة وسعوا إلى فرض أنفسهم كرموز ومرجعيات للمرحلة «القادمة» التي كانت مأمولة وكانوا على ثقة حد اليقين بأن القادم الوطني لهم وهم منú سيشكöل أطيافه على حساب الإرادة الشعبية والخيارات الوطنية وعلى حساب دولة النظام والقانون والمؤسسات التشريعية لكن الله تعالى وإرادة قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وإرادة جماهير شعبنا التي التفت حول قائدها ورمزها وزعيمها وباني نهضتها الحضارية كل هذه العوامل شكلت سياجا متينا حال دون تمكين الطامعين في السلطة والطامحين إلى مزيد من استبداد الشعب من خلال هذا المد الجماهيري الذي التف حول القائد وحول الشرعية الدستورية ومؤسساتها السيادية فكان هذا الزخم الجماهيري بكل ما يحمل من عنفوان وطني وإرادة جمعية متمسكة بالشرعية وبكل المنجزات الديمقراطية والحضارية سدا أمام «ثلة المراهقين» الذين تصوروا أن قدراتهم «المادية» ومكانتهم «الوجاهية» قد تمكنهم من فرض خياراتهم وتحقيق أهدافهم في لحظة تحول تاريخية حافلة بالعواصف والظواهر المثيرة التي عمت أرجاء الوطن العربي وهو ما حمس البعض إلى خوض المغامرة في لحظة كدنا فيها نفقد وطنا ومكاسب ومنجزات على خلفية الصخب الإعلامي الذي رافق خطوات أولئك المغامرين الذين كشف الله تعالى كيدهم وأحبط أعمالهم لينهض الشعب اليمني بأصالته وعراقته التاريخية والحضارية ليقطع على أولئك «المارقين» طريق أحلامهم المريضة وليجبرهم على احترام خيارات الشعب الذي حقق الكثير من المنجزات الوطنية والحضارية خاصة في ما يتصل بمعادلة السلطة والحكم إذ لم يعد ممكنا إدارة الانقلابات بأي صورة وبأي شكل وطريقة غير طريقة «صندوق الانتخابات» وهو الطريق الوحيد والمتاح للجميع للتنافس والوصول إلى «السلطة» وهذا هو الطريق الذي اختاره شعبنا وارتضاه ليكون الوسيلة المثلى لإدارة شؤونه الحضارية والوطنية وهو ما لم يؤمن به البعض خاصة الإخوة في «اللقاء المشترك» الذين توهموا أنهم حين صادروا إرادة الشباب سيكونون قادرين على فرض خياراتهم المريضة والالتفاف على الاستحقاقات الديمقراطية من خلال استغلال موجة الفوضى التي عمت معظم الأقطار العربية.
وتناسى هؤلاء أو تجاهلوا أن الشعب اليمني يختلف ويتميز بكثير من المميزات التي تجعل تداعياته وأحداثه تميز نفسها عن أحداث وتداعيات الأشقاء ولأن هناك منú ركب قطار «المغامرة» متسلحا ببعض المقومات المادية والمعنوية والوجاهية والاعتبارية ورصيد «حزبي» لا يستهان به ومكوناته وعلى أمل أن يفعل كل هذا فعلته في الإرادة الوطنية من خلال إرباكها وشل حركة رموزها وأدواتها وقواعدها الجماهيرية الواسعة في لحظة مشفوعة بحالة صخب إعلامي غير مسبوق من شأنه أن يثير الرعب في أكثر العقول الراسخة لكن الله تعالى لم يحقق لهؤلاء الانقلابيين أحلامهم فنكسهم وأركسهم وأحبط أفعالهم فالتف الشعب حول قيادته الشرعية والدستورية والتاريخية فكان هذا التلاحم الذي أرعب المتآمرين وزلزل الأرض تحت أقدامهم.
وها نحن نشاهد ونتابع خطابهم المرتبك والفاقد حتى لأبسط القيم الأخلاقية التي يفترض أن يتحلى بها الناشط السياسي والحزبي فما بالكم وهؤلاء يضعون أنفسهم بديلا لزعيم احتضن الجميع ومن مختلف الأطياف والمشارب زعيم وقائد تاريخي قابل السيئة بالحسنة وقابل المؤامرات بالمودة والحب وتعامل مع خصومه بكل تقدير واحترام وتكفي كلمته أمام الجماهير المؤيدة له والتي تقاطرت من كل أراضي