التوازن صمام النظام 

علي الشرجي



علي الشرجي

علي الشرجي
الحاجة إلى التوازنات ضرورة بشرية مستمرة في كل زمان ومكان لتحقيق السلام والتعايش الايجابي ولإطلاق الملكات والإبداعات وتسخيرها في خدمة الإنسان والأوطان بعيدا عن احتكار الحقيقة والحياة برمتها لمصالح أقلية على حساب الأكثرية من الشعوب.
ولنا في النظام العالمي الجديد وغياب توازن القوى الدولية درس ينبغي أن يكون مفيدا للعالم اليوم ونفس الصورة يقدوا في غياب الأحزاب واستحواذ الحزب الواحد في بعض الدول على كل شيء دارسا آخر لمن قطعوا شواطا مهما في الممارسة الديمقراطية التي تضمن التوازن على طريق الوحدة والتنمية وترسيخ مداميك دولة المؤسسات القابلة للنمو والتطور والضامنة للتعايش والاستمرار.
ولا يعرف قيمة الديمقراطية الناشئة سوى من يفتقدها تماما ومن يستحقر ويستخف بالنظام ومؤسسات الدولة أية دولة في نوبة انفعال سياسي سيصطدم بلا شك بالفوضى وهي النقيض المنطقي للنظام الذي يريد البعض إسقاطه كما يحدث اليوم في عديد دول عربية.
كم نحن بحاجة للتوازن والاعتدال في الطرح والمطالب المشروعة حتى يتسنى الوصول الآمن والمنهجي والمنطقي للغايات النبيلة والتطلعات الشعبية المنطقية والمستحقة¿
وبالتالي فإن على الأنظمة أن تنظر إلى شعوبها بواقعية وبالمقابل الشعوب تعبر عن نفسها بشكل حضاري وتلتفت إلى ما حولها من تحديات ومتغيرات جديدة بأن تأخذ بعين الاعتبار..
ونحن في اليمن لا أحد أحسن من أحد نظاما وشعبا سلطة ومعارضة فلولا التوازن الشعبي لحدث ما لم يكن بالحسبان وإن كانت كل الاحتمالات السيئة مفتوحة يظل مبدأ التوازن السياسي والجماهيري صمام الأمان الذي يردع بعض الحمقى والمتهورين من اتخاذ إجراءات وتصرفات طائشة لا تخدم الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ولا تطلعات البسطاء من الناس ممن ينقادون وراء شائعات الإعلام وتوليعات الموضة العربية اليوم وإن كانت حسناتها حتى اللحظة أقل من سيئاتها فإن التغيير الإيجابي والآمن والمقنع هو الخيار الدائم باعتباره سنة من سنن الله في الحياة..
 وعلى الرغم أن الأوضاع في اليمن على صعيد الحريات والممارسات الديمقراطية أفضل بكثير عن الدول الشقيقة لكن التعبير للتطوير وليس للتدمير أو التشفير والتحقير والتغرير!!! ومن السهل إدراك ذلك في عنف الهزة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي أصابت وتصيب الدول العربية اليوم أنظمة وشعوبا.. حيث يبدو وكأنها تسحق كل شيء في طريقها بعد أن وزعت معظم أوراق اللعبة السياسية إقليميا ودوليا وللأسف يحدث ذلك في ظل غياب التوازنات!!

قد يعجبك ايضا