منصور .. يا منصور
بدر بن عقيل
بدر بن عقيل –
هاهو الوطن اليمني وفي مخاض عسير وفي أتون مرحلة صعبة جدا من تاريخه المعاصر على أعتاب الانتخابات الرئاسية المبكرة في الحادي والعشرين من فبراير الجاري لانتخاب المرشح التوافقي لرئاسة الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي ليضيف بهذا الحدث قيمة ورصيدا حضاريا وديمقراطيا جديدا انتهجه اليمنيون دربا وخيارا لا تراجع عنه منذ تحقيق اليوم المشهود في 22 من مايو 1990م يوم إعادة اللحمة الوطنية الواحدة.
صحيح أن الانتخابات الرئاسية المبكرة القادمة تأتي استثنائية في ظرف استثنائي لكن أهميتها تكمن بأنها تأتي ضمن سلسلة من الخطوات الناجحة وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها المزمنة للخروج بالوطن من عنق الزجاجة ومن قمقم بعض النوايا الخبيثة التي تريد إعادة عجلة التاريخ إلى الخلف !!.
إن الانتخابات الرئاسية المبكرة القادمة لغة اخرى جديدة من لغة الصناديق التي نقشت على جدار الزمن اليماني بأحرف من نور لغة حية وصادقة وشفافة تلغي كل لغة أزيز الرصاص وفوهات المدافع ورحى الصراعات والانقلابات الدموية التي عرفها شعبنا اليمني قبل وحدته المباركة .. ولم يجن منها غير المعاناة والجراح وتركة ثقيلة حبلى بالمآسي!!.
لغة جديدة تعلöمنا وتعزöز من ادراكنا بكيفية يكون التبادل السلمي للسلطة ووضع مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار!!.
الانتخابات الرئاسية المبكرة القادمة تعني عودة العقل والحكمة اليمانية الى جادة الصواب والالتفاف نحو قيادة جديدة تقود سفينة الوطن إلى بر الأمان فلقد علمتنا الأزمة التي عصفت بالوطن خلال أحد عشر شهرا من العام الماضي 2011م أنه لا أحد منا يملك سفينة نوح أو عصا موسى!!.
نعم فلا قطعة الكلاشنكوف وأصابع الديناميت وأزيز الرصاص وإقامة الحواجز والمتاريس والأسلاك الشائكة ونصب خيام (الغبراء وداحس) تبني وطنا وتحقق أحلاما وتصون مكاسب . وتحافظ على وحدتنا الوطنية ونسيجنا الاجتماعي والسكينة العامة ..!! بل كانت طرقا ووسائل واتجاهات أرعبت الوطن والمواطن وأقضت مضجعه وكادت تقضي على الأخضر واليابس بعد أن خلفت وراءها كما هائلا من تداعيات ونتائج خطيرة ومرة ..!!
علمتنا الأزمة ورياحها العاصفة أنه لا مناص من تكاتف الجميع وتعاضدهم وتآزرهم وتشابك أياديهم وأن الابتعاد والتغريد خارج السرب اليماني مجرد وهم وهلاك !! ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية» ¿! فكم ذئبا وخلال هذه الأزمة كشر وغرس أنيابه والتهم فرائسه وأخافنا بعوائه!!¿.
إن الانتخابات الرئاسية المبكرة القادمة ومرشحنا التوافقي لرئاسة الجمهورية منصور منصور بإذن الله ورغبة شعبنا الطيب في حياة كريمة وبناء حاضر جميل والتطلع إلى مستقبل أفضل ننعم فيه بالخير والنماء والاستقرار .
منصور يا منصور وأنت رجل جئت من رحم هذه الأرض اليمنية المعطاءة وعركت بك الظروف والأحداث وتعلمت منها الدروس والعبر وفن القيادة وانك يا منصور لقادر أن تخرج بالوطن من نصر الى نصر .
صحيح أن الظرف صعب وثمة نفق مظلم وواضح للعيان لكن هناك ضوءا في آخر النفق تدركه أنت برجاحة عقلك وصبرك وستمضي نحوه بثبات وإرادة جندي لم يعرف يوما استراحة المحارب فما أكثر الجبهات والمعارك التي شهدها ويشهدها الوطن ستمضي بشجاعة وحولك حتما سيلتف كل الرجال المخلصين والشرفاء ولنخرج في النهاية من النفق المظلم !!
ولقد علمنا التاريخ أنه من رحم الظروف والمصاعب القاسية يأتي الرجال الذين هم أهل للتحدي واقتحام الصعاب فكيف برجل جاء من (ابين) مصنع الرجال الشجعان العصيين على التراجع أو الخوف . رجال قدموا أرواحهم ودماءهم في سبيل انتصار الثورة والجمهورية والوحدة .
منصور يا منصور .. لأن وطننا اليمني اليوم وأكثر من أي وقت مضى لم يعد يقبل أي نبتة شيطانية أو أولئك الذين ارتضوا لأنفسهم الإرتماء في مستنقع الخيانة والعمالة وأن يعيقوا المسار ويقفوا حجر عثرة أمام تطلعات شعبنا ورغبته في الحياة .
منصور يا منصور .. لأن صناديق الاقتراع في الحادي والعشرين من فبراير الجاري ستقول : نعم لرئيس توافقي عليه وسنضع أيدينا في يديه لنمضي معا وبثبات على دروب الخير والتنمية والبناء والاطمئنان ولنصنع من توافقنا يمنا قويا ومعافى.