مشاهد يومية.. الحل في العقل…
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
{ قال الأستاذ عبدالصمد القليسي في آخر فقرة له في عموده الأسبوعي «تيارات» في «السياسية»
: «يبقى في الختام أن أقول إن الحل الوسط بين التغيير الفوري والتغيير في الموعد الدستوري
موجود».
يهيمن على رؤوس الناس في هذه البلاد هم كبير يجعل أيا منا حين يقول رأيا يتداخل بمداخلة يسجل
وجهة نظر أن ينقسم الناس بين فسطاطين «مع وضد» وتصل علاقة الناس العامة ببعضهم إلى
«ضرورة» أن تقول ما نرضاه «لكي تكون معنا» قلت ما تراه صائبا دخلت خانة «أنت
ضدنا» ويبدو لي أن علم السياسة سيقف حائرا أمام حالة كهذه فإذا ذكرنا أنفسنا – فقط – أن السياسة
فن الممكن فشوفوا أنتم أين يمكن إدراج الحالة التي تتلبسنا دائما.
وحين يتحول الناس في آرائهم إلى مع وضد فلن تجد مساحة وسطى تنيخ فيها جمالك!! وعليه لا بد من
فسحة وسط الملعب ليجلس فيها منú يسيدون العقل ليس وسيطا بل هاديا للسفينة التي يفترض أن
تبحر بوحي من حكمة معهودة يبدو أننا بفقدان علائمها وعلاماتها نخسر أو سنخسر كل شيء فوق ما
نخسره يوميا على صعيد كل أنواع العلاقات ونخشى أن نفقد في لحظة غضب عامة كل شيء وهذه
البلاد لا تتحمل يكفينا ما فينا فإذا حسبناها هكذا مرحلة انتهت بالسبعين يوما ثم نقفز إلى العام
1990م وبداية نوع من الاستقرار بعد 1994م وإن كانت آثارها تجرجرنا إلى الآن ورحم الله
الأستاذ الكبير عبدالله البردوني فمراحل الاستقرار قصيرة لا نكاد نأخذ أنفاسنا حتى ندخل في دوامة
جديدة ويبدو لي أن «الدونية» التي تحكم حياتنا هي السبب فأنت تنجز منجزات بحجم الجبال ثم
تخربها بيديك لمجرد فقط أن تتأكد أنها بالفعل منجزات عظيمة فمتى تتوافر – إöذا – الثقة بالنفس لكي
نخطو خطوات أهم تعصمنا من الانحدار إلى الهاوية والسحيق منها.
قلنا ولا نزال إن البلد في هذا الظرف الراهن بحاجة إلى استحضار الحكمة أضف إلى الحكمة
استحضار وتحكيم العقل وإعطاءه فرصة ليكون هو والحكمة وحدهما الحل الوسط بين «التغيير
الفوري والتغيير في الموعد الدستوري».
منú يستحضرهما¿ هنا السؤال الكبير الذي يفترض أن يخوض فيه كل عاقل وإن كنا فقدنا حكماء
كثيرين تستدعي حكمتهم اللحظة لكننا لا نريد أن نقول إن الجعبة أصبحت خالية.
ويبدو لي في اللحظة الراهنة أن ما يفترض أن يعزز الاهتمام بمعطياتها ومتطلباتها توافر الرؤية لدى
كل الأطراف إن صح التعبير وأولها الشباب في ميدان التغيير فما لم تسند شعاراتهم رؤية واضحة
لما بعد الفوري أو الموعد الدستوري بالفعل سندخل في المجهول ويكفينا أننا لم نخرج من الوادي
الأول حتى اللحظة.
إذا لم تسند شعاراتك رؤية واضحة أو تكون نتاجا لها فأنت – فقط – تستهلك نفسك وتستهلك الوقت في
ما لا طائل من ورائه وعليك – إöذا – أن تحدد رؤيتك للوصول إلى بر الأمان فما نراه بعض اللحظات
من رفع شعار شبيه بحبتي والا الديك يكون صاحب «اذهب وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون» لا
يدرك معنى أن تترك الأمر لهبوب الريح فإذا أتى من الشمال فأنت معه وإن أتى شرقيا لا مانع من
السير أمامه فقط لإثبات أنك تريد التغيير لكنك لا تدري إذا كان ثمة هاوية أمامك لم تحسب حسابها.
إن اللحظة الراهنة تستدعي إعمال العقل في الميدانين وما بينهما وعلى الصامتين دوما والمهملين
دائما ومنú وضعوا على الرف عمدا أن يخرجوا عن الصمت فاللحظة تستدعي فهي لحظة الوطن ما
في ذلك شك.
وانظر إذا ظل الجميع يصرخون – فقط – برغم كل النداءات لبعض الهدوء لنسمع صوت العقل
فأخشى أن نفقده ونجد أنفسنا وقد طالت شعورنا واتسخت ملابسنا وصرنا نعدو هائمين في شارع
مجاهد صاعدين هابطين لا نكاد نسمع حتى ما يصدر عن ذلك الاستريو القابع في الركن سوى «
باعدوا من طريقنا».
إن الحقيقة المطلقة التي نراها أمامنا واضحة وضوح الشمس أن التغيير هدف منشود وإلى الأفضل
وليس كمسكن لبعض الوقت لنعود بعدها إلى حليمة وعادتها القديمة لكن التغيير بعد هذا البيات
الشتوي الذي نمنا فيه جميعا رافعين الشعار الأزلي «ما بدا» يحتم علينا أن نبحث عن المخرج ثم
الطريق والطريق إلى تغيير يحملنا إلى آفاق نرى عبرها وجوها جديدة ورؤى أخرى لكن ما نريده
اللحظة رؤية يتوافق عليها الجيمع ليس عيبا أن يقدموا التنازلات المقرونة بالضمانات وأهمها الصدق
ونبذ المناورات فالوطن بحاجة إلى استحضار العقل.