«الجزيرة» .. أركان حرب الفوضى «الخلاقة»..!!
عبدالله الصعفاني
مقالة
عبدالله الصعفاني
عبدالله الصعفاني
{ هل كنا كمواطنين عرب في مصيدة إعلامية¿ وهل كان الطعم – بضم الطاء – هو المواقف الإيجابية لقناة «الجزيرة» تجاه الحرب ضد العراق والحرب على غزة والحرب على لبنان¿
> هي حقيقة.. لقد أقنعتنا «الجزيرة» بأنها مع الحقيقة ومع الموضوعية حتى جاء موعد تنفيذ الأجندة القديمة «الفوضى الخلاقة».. فإذا بنا نكتشف السر الذي لم يعد سرا.. أو السر المفضوح.
> وعذرا.. لست في وارد الإدلاء بشهادات أخلاقية.. وإنما قراءة حالة إعلام فضائي تتصدره «الجزيرة» بالسباق على تكريس قيم الكراهية والحض على الفرقة وإشعال الحرائق!!
> ماتت الأصول الإعلامية مرة واحدة.. وانتحرت الأخلاق والتقاليد المهنية.. وصارت الأكاذيب دون غيرها هي التي تتصدر واجهات الفضائيات وبنظام السباق العجيب.. حيث ما إن تكشف قناة عن ساقها حتى تسارع أخرى لتكشف عن نهديها.
> لم يكن الحكم في تونس أو مصر أو ليبيا أو حتى في اليمن والبحرين وعمان والسعودية مثالثا.. والفساد بنسب مختلفة يمتد من الركبة ويصل أحيانا إلى الحلقوم.. ولكن هل يجوز أن يجري «لي» الحقائق على هذه الصورة في ترسانة إعلامية وجيوش فضائية تتصدرها قناة «الجزيرة»¿
> أعرف وتعرفون أنه لا يوجد إعلام محايد.. ولا توجد قناة تلفزيونية لا تخدم هدفا سياسيا.. ولكنني أتساءل كما تسألون : هل تجيز التعريفات الإعلامية ومواثيق الشرف أن تتحول قناة تلفزيونية فضائية من ناقل ومحلل للحدث إلى صانع للحدث بهدف نقله مشوها¿
> قناة «الجزيرة» تحديدا لم تعد تنقل الحدث وإنما تصنع الحدث ثم تنقل الانفجار على الهواء ثم تستدعي عضو الكنيست الإسرائيلي السابق الدكتور عزمي بشارة لا ليحلل وإنما ليقول للمتظاهرين ما هي الخطوة التالية وكيف يتحركون من الميادين وإلى أين.
> حدث هذا في مصر.. وهو يقول لهم عندما أوقفت السلطات المصرية خدمة التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» : الآن أعتقد أنهم سيتوجهون إلى هنا وهناك فيفعلون ذات الشيء.
> نفس الكلام قاله وهو يطلب من الثائرين على نظام القذافي بأن المطلوب هو سرعة تشكيل أنفسهم.. واسمحوا لي هنا أن أربط بين أجندة الفوضى الخلاقة وبين مغادرة عزمي بشارة الكنيست إلى قناة «الجزيرة».. ولست في وارد الدفاع عن هذا النظام أو ذاك.. لكنني أسأل : هل تجوز تغطية ما هو – فقط – معارض حتى في حركة الشعوب داخل شوارع الرفض والترحيل وشوارع التأييد كما في الحالة اليمنية¿ عن أي مهنية وأي حياد وأي موضوعية وأي رأي ورأي آخر¿
> كنت أتجنب تحليل معنى أن يقول فيصل القاسم لأحد ضيوفه في برنامج «صراع الديكة» : أما حذرتك من شرب الينسون والليمون قبل مجيئك إلى «الاتجاه المعاكس».. وكنت أقفز على منظر أحمد منصور وهو يحيينا – بلا حدود – ويلعب بحواجبه.. لكنه يقول بصرامة لضيفه الذي لم يحل الواجب : لقد جئت هنا – فقط – لتجيب على أسئلتي.. ولم يبق إلا أن يقول له : اذهب ثكلتك أمك».. لن تستلم أي ظرف في هذه المرة.
> لقد تراجع الأداء المهني لقناة «الجزيرة» بصورة فاضحة للأذكياء ومحدودي الذكاء بنفس الدرجة.. وشخصيا فقد أشفقت على المذيع المحترم محمد كريشان وهو يضطر إلى شرب الماء وأحد المتداخلين يصب جام غضبه على الأداء المهني لهذه القناة.
> لقد صار معلوما أن شرط ظهورك في قناة «الجزيرة» ضيفا أو متداخلا أو حتى شاهد عيان أن تقول بأن الأرض حولك تهتز.. وأن «الجزيرة» في الطريق لإذاعة فوزها بمعركة إسقاط الأنظمة المختارة بعناية.. ولا يهم حتى لو استبيحت دماء الإخوة وتكدست المدن العربية بالجثث.
> لقد قضيت معظم عمري المهني في الحديث عن الفاسدين الذين لم يجدوا منú يلجمهم عن العبث بالمال العام وبالوظيفة العامة وبالفرص المتساوية.. وتساءلت أمام الرئيس علي عبدالله صالح نفسه : متى تكون الهيبة للدولة والسيادة للقانون¿ وكيف نطمح إلى أن نبني دولة ولا «نغثي أحدا»¿ ويشهد على ذلك زملائي في مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين.. غير أن ما يحدث اليوم في اليمن ليس إلا الشطط وليس إلا الانتهازية الحزبية التي لا تريد أن تراعي في اليمن وشعبه إلا ولا ذمة استنادا على قنوات فضائية تثير عندك أسئلة من نوع لمصلحة منú استباحة الدماء والنفخ في الفتن ورفض الحوار¿ ولماذا يتم ركوب أوجاع الشباب المحترم ومعاناتهم على هذا النحو¿
> وأختم بهذه الأسئلة : من المسؤول عن العبث بقلوب ملايين الناس بكل هذه الأكاذيب¿ هل هو – فقط – المراسل¿ أم قناته الفضائية¿ أين يبدأ هذا الكذب¿ في مقر القناة¿ أم م