الأمن قبل الانتخابات الرئاسية

يحيى طاهر الحكيم

يحيى طاهر الحكيم –
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية يزداد القلق بعد تداول أخبار عن فلتان أمني وانتشار المسلحين في عدد من المدن دون أن يكون للأجهزة الأمنية في تلك المدن أي دور لمنع حمل السلاح والتجول به في الشوارع وإذا صدقت تلك الأنباء في غياب أي توضيح أو نفي من قبل الجهات المسؤولة عن الأمن فإن من حق الناس أن يخافوا ويقلقوا بعد أن كانوا قد تنفسوا الصعداء لانتهاء التوترات واختفاء نذر الحرب وإن كانت اللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار ما تزال تعمل على إنهاء المظاهر المسلحة وإخراج المليشيات المسلحة من أمانة العاصمة ومدينة تعز ويبدو أن جهودها لم تفلح تماما في تحقيق هذا الهدف والسير في تنفيذ خططها وبرامجها بكامل المسؤولية والحزم.
وقد كان المطلوب بإلحاح من اللجنة العسكرية أن تمضي في تنفيذ مهامها بحزم ودون محاباة لأي طرف كان خصوصا وقد مر وقت طويل لأكثر من شهرين على بدء عمل اللجنة الذي يتسم بالبطء والرتابة دون أن تعلن عن الأسباب.
ولو تحركت اللجنة العسكرية بسرعة منذ بدأت عملها لكانت الأجواء قد تهيأت تماما لإجراء الانتخابات الرئاسية في أجواء آمنة ومستقرة ولما تصاعد انتشار المسلحين في عدد من المدن وفي طليعتها مدينة عدن تخيلوا أن مدينة عدن التي شهدت قبل قرن ونصف من الزمان قوانين منع حمل السلاح المدينة الأولى في الجزيرة العربية والخليج تشهد اليوم مظاهر انتشار المسلحين وتجولهم في شوارعها لإخافة سكانها وأهلها الطيبين لمنعهم من الخروج بكثافة يوم 21 فبراير الجاري لانتخاب مرشح التوافق والوفاق والإجماع الوطني لرئاسة الجمهورية الأخ عبدربه منصور هادي والتي ستتم عبرها ومن خلالها عملية انتقال السلطة سلميا وخروج اليمن من الأزمة والتأسيس لمرحلة جديدة ومختلفة في حياة اليمن واليمنيين.
من حق كل الناس أن يسألوا ويتساءلون بمرارة: من يدفع بهولاء المسلحين للانتشار في المدن وإخافة الناس وإقلاق سكينتهم¿ ولمصلحة من يتم ذلك¿ ولماذا الآن ونحن نعرف أن حمل السلاح في المدن ممنوع منذ زمن بعيد¿.. وأين دور وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية المسؤولة عن حفظ الأمن من مثل هذه الظواهر المرفوضة من أبناء الشعب اليمني الذين بدأوا يتفاءلون بواقع مختلف تقل فيه معاناتهم ومتاعبهم.
نذكöر بأن البلاغ الصحافي الصادر عن مجلس الأمن يوم 25 يناير 2012م قد أكد على إجراء انتخابات رئاسية ذات مصداقية وسلمية خالية من العنف وأيضا أكد على المناخ الحر والبناء في النواحي السياسية ووسائل الإعلام والمجتمع المدني.

قد يعجبك ايضا