المجزرة! 

معاذ الخميسي



معاذ الخميسي

معاذ الخميسي
> وحده البرلماني المصري مصطفى بكري استطاع أن يضع نقاطا كثيرة على الحروف لنقرأ المشهد الجديد لأم الدنيا “مصر” بواقعية ما يحصل وما يحدق بها من مخاطر لا تريد لبلد عريق أن ينهض من عثرته ولا أن يذهب باتجاه الاستقرار والأمن والأمان والبناء والنماء.. ولا أعتقد أن مانعا سيحول بين أن نقارن ونقيس مابين مصر واليمن تحت شعور الخوف من المجهول والرعب مماتخبئه الأيام.. والأقدار!
> ولو تابعتم جلسة البرلمان المصري الطارئة أمس الأول بخصوص مذبحة وجريمة بور سعيد بعد مباراة الأهلي والمصري ولاحظتم لوجدتم بعض المتحدثين يسبحون عكس تيار الرؤية الثاقبة والتقييم الواقعي ومنهم من شطح وآخر حرص على أن يتكلم دون أن يعي ما يقول أو يعرف عن أي شيء يتكلم كالذي تساءل لماذا لم يحضر محافظ ومدير أمن بور سعيد المباراة والذي اعترض لأن مباراتي الأهلي والمصري والزمالك والاسماعيلي أقيمتا في وقت واحد وهما في الأصل اقيمتا في وقتين مختلفين!
> بالطبع.. ما حدث ويحدث حتى اليوم وما هو مرشح لأن يزيد في مصر من أحداث دموية ومشاكل أمنية وحالات سطو واختطاف وتفجير هو مؤلم وحزين ويبعث بالأسى والحسرة على الحال الذي وصلت له بعد عام وأكثر من ثورة 25 يناير!
> ولأني أعيش هذه الأيام العصيبة في حياة اخواننا المصريين قريبا منهم وفي أوساطهم فإني أشعر بما يعانون منه وأشاركهم المآسي التي ما أن تختفي حتى تظهر وبقوة.. وليس أفدح ولا أوجع من أن تتحول مباراة في الرياضة التي ارتبط بها التنافس الأخلاقي وما يسمونه بالروح الرياضية وعرفت بأهم مدارس ترويض النفس لتقبل الخسارة.. إلى مجزرة دموية يموت فيها شبابا صغارا ومشجعين رياضيين ذنبهم أنهم تركوا ميدان السياسة وخلافات ومطاحنات وأحقاد الساسة وذهبوا ليستمتعوا بلعبة كرة القدم ولم يعرفوا أن هناك من أفسد كل شيء وبما في ذلك الرياضة!
> لقد اختزلها مصطفى بكري وهو يقول بأن الاقتصاد المصري ينهار والجيش يهان ورجل الأمن معنوياته في الأرض والمخطط الخارجي لأمريكا وإسرائيل في الشرق الأوسط يسير لإسقاط الدولة وتقسيم مصر إلى خمس دويلات كما خطط الصهيوني برناند لويس للدول العربية.. ولم ينس بكري أن ينتقد رئيس مجلس الشعب لأنه التقى بسفيرة أمريكا في الوقت الذي كان مفترضا منه أن يرفض لقاءها بعد تدخلها في قضية التمويل الأجنبي!
> وحسب ما أظن أن ما قاله بكري حول مؤامرة التقسيم ومخطط برناند هو الذي قلناه منذ عام ووجدنا من يتهمنا بالوهم مع أننا قلنا وكررنا ومازلنا أن التغيير مطلوب بل وضرورة وجميعنا في خط التطلعات ومع البحث عن عيش أفضل وحياة أجمل.. لا عن ما يلفنا حاليا من مخاوف وأخطار تصل إلى مجزرة قتل ما يفوق السبعين شابا في لحظات مجنونة مابين الأخ وأخيه!
> المجزرة التي حدثت في بور سعيد.. يجب أن يكشف من وما وراءها وأن لا تأخد اتجاه الإثارة ثم تموت في “شبر ميه” ويكفي أن نضعها على طاولة البحث عن الحقيقة لنعرف أسبابها ودوافعها ومخاطرها لنستفد منها في حالتنا اليمنية وننظر إلى أين نسير في ظل أجواء”ملغومة” ليس فقط بالتقطعات واختفاء الكهرباء والماء والبترول والغاز وإنما برعب المجازر”أعوذ بالله” من شرها وشر الأشرار وكيد الفجار.. واللهم ارحم الشهداء وكن عونا وسندا للأحياء !
 
Moath1000@yahoo.com
 
 

قد يعجبك ايضا