إنه شعب طيب وحسب
عبدالله الصعفاني
مقالة
عبدالله الصعفاني
عبدالله الصعفاني
أختلف مع الذين يقولون: نحن شعب عرطة .. وكل الحكاية أننا شعب طيب .. طيب وحسب.
> وبعد الذي كان ويكون من الحفاظ على الخصائص الإنسانية والوطنية كمواطنين أظن بأننا سنواصل الحفاظ على الطيبة في زمن الرئيس القادم بذات تمسكنا بها في زمن الرؤساء والأئمة والسلاطين السابقين واللاحقين إلى ما شاء القلب اللين.
> ولست هنا في وارد اعتبار الهروب من المدرسة عملا ذكيا أو اعتبار النوم في الفصل الدراسي دليل مثابرة .. لكننا بالفعل بحاجة لتذكر أنه لا شيء أهم من رابطة التسامح ورابطة البحث عن وطن آمن ومتطور .. غير أنه لا غنى لنا عن الطيبة الإيجابية التي ترفض بقاء الحال على ما هو عليه دونما لجوء للقضاء.
> وتأملوا كيف أن البلدان التي تركب المترو والقطار السريع إلى البلاد التي تركب الأفيال ينشغلون بأسعار الخدمات ويطالبون بأن تكون الخدمة دائمة ورخيصة بينما يتوقف طموحنا عند الحصول على هذه الخدمة ولا بأس لو كشرت حيتان البحر واليابسة عن الفك المفترس وسط بيان شتوي للضبط وخمول صيفي للربط.
> الناس في بقاع الكرة الأرضية يطلبون من الحكومات المتعاقبة أن تكون قنوعة في احتساب أسعار السلع ذات الإطار الخدمي كما هو الحال بالكهرباء والغاز ومختلف مشتقات النفط .. أما نحن فمنتهى طموحنا مغادرة الحصول على “نصف” خدمة كهرباء و”ربع” خدمة صحية و”ثلث” تعليم حقيقي و”ثمن” عدالة في مرفق أمني أو قضائي .. أما إذا وصلت الإجراءات حد تخفيض سعر كيس القمح وتنكة السمن فما أروعها من حكومة.
> مثل هذا الكلام قلناه في زمن سابق ويجب أن نقول أكثر منه في أزمان قائمة ولاحقة وإلا فأي معنى للحديث عن الثورة أو التغيير .
> أعرف بأن عصا موسى لم تصل ولن تصل إلى يد حكومة محمد سالم باسندوة أو غيرها من الحكومات ولكن .. لا مفر من الأخذ بكل وسيلة من شأنها تعزيز ثقة المواطنين بقادم أفضل .. فقط كيف يتم اتخاذ قرار تفعيل إرادة الإيمان بإمكانية تنمية حل لكل مشكلة.
> وإذا كان الله جلت قدرته وتعاظمت مكرماته لإ يساعد من لا يساعد نفسه فإن الخليجي والأمريكي والأوروبي سواء بالنية الحسنة أو التسويف بحاجة لأن نقنعه أننا جادون في كسب معركة التطوير وأن شوالة المال العام غير مخرومة وأن مكافحة الفساد بالنزاهة والشفافية خيار لا تراجع عنه.
> وستبقى القابلية محل شك بدون خطاب إعلامي مختلف ليس بالحد من أخبار (طلع ونزل) وليس باستحضار القاعدة الشعبية (من تزوج أمنا صار عمنا) وإنما بعمل حكومي متكامل يثمر أخبارا تزف بشرى القبض على القاتل وقاطع الطريق وقاطع الكهرباء وناهب المال العام وقاطع ارزاق العباد والتوقف الفوري عن تصريحات مسؤولي (عفوا لا تشكي لي و إلا سأضطر أسفا لأن أبكي لك).
> الناس طيبون .. نعم .. لكن من الوفاء مبادلة الإحسان بالإحسان والسعي نحو وطن تظلله قيم النزاهة والعدالة والإنجاز.
> أعرف بذات معرفة الوزير والبرلماني صخر الوجيه أن هذه البلاد تعيش فجوة مالية كبيرة تحتاج لوقفة الشقيق والصديق بلغة الفعل وليس بلسان حال وعود عرقوب .. غير ان وعود ما وراء الحدود لا تغنينا عن المسارعة إلى منع اتساع الخرق على الراقع.
منطلقين من كون الأزمات يمكن أن تكون فرصة للشعوب الأصيلة لكي تنجز حلا لكل مشكلة.
> ومن الفشل أن لا تحسم اللجنة الأمنية سلاح المدن ويواصل وزير الكهرباء الشكوى من قاطعي الكهرباء فيرد عليه وزير النفط بالشكوى من مفجري أنابيب النفط بينما لا يبادر وزير التربية والتعليم إلى منع قيام الباعة بصلب المنهج المدرسي الجديد في الأرصفة فيما يشكو الطلاب استلام كتب إما قديمة أو ممزقة وسبق حل اسئلتها من السابقين..
> ولا يوازي فساد سلاح المدن وسلاح قطع الخدمات والأزراق إلا العبث بالمال العام إيرادا وصرفا خارج القواعد المالية والإدارية وفي دوائر ضيقة لا تخشى الفضيحة حتى والحرامي فيها من فئة المتردية والنطيحة وما أكل السبع والأمثلة كثيرة لمن أراد التعرف على الطوبة والمعطوبة .
> ويكفي إذا أردنا بعض الحل أن يكون عند كل وزير أو حام للمال العام صندوق أسود أو أبيض أو أحمر. مش مهم اللون يستقبل هذا الصندوق الشكوى والوثيقة التي تقود إلى حساب و”دردحة” وركوب الحمار بالمقلوب.
> لقد تعب الناس وأفرطوا في الطيبة وصار من واجب كل صاحب قرار أن يرد الجميل ويفي بالواجب ويتفاعل مع التغيير أو ينقرض غير مأسوف عليه.