حضور فلسطين في انتفاضة الشعب العربي 

الدكتور عبدالعزيز المقالح


الدكتور/ عبدالعزيز المقالح

د. عبدالعزيز المقالح

   هل يمكن القول إن فلسطين بدأت انتقامها غير المباشر من بعض الأنظمة العربية التي تجاهلت أمرها وتناست مأساتها وتحالفت مع العدو الصهيوني على قضيتها ¿ وهل جاءت ساعة العقاب لأولئك الذين لم يكتفوا بالتفرج على ما يحدث للشعب العربي الفلسطيني ولأرضه وللمقدسات التي تخص كل عربي ومسلم¿ وهل في هذا الذي يحدث ما يذكر بمواقف الخزي والعار من الحرب التي شنها الاحتلال الصهيوني على غزة وما خلفت تلك الحرب فيها من ضحايا بين الأطفال والنساء والشيوخ والقيادات ومن تدمير للمدارس والمستشفيات ¿ هل يمكن القول: إن ساعة العقاب لأنظمة تقيم العلاقات السياسية مع العدو الصهيوني قد دنت وأن الأنين الذي يردده المسجد الأقصى منذ سنوات قد وصل كما لم يصل من قبل وتحول إلى انتفاضات في الشوارع والميادين العامة¿ وأن دعوات اليتامى قد استجيبت.

   هناك من يقول إن التاريخ يعيد نفسه وإن ما حدث في أعقاب النكبة (1948م) من انقلابات وثورات عربية في مواجهة الأنظمة التي صمتت على سقوط فلسطين يشبه ما يحدث الآن تماما وإنه انتقام من الصمت الرسمي والتواطؤ مع العدو الصهيوني وإن هذا هو السبب الأساسي والخفي وراء هذه الغضبة الجماهيرية العارمة مع وجود عوامل أخرى ذات أهمية. لكن ما يجول في الوعي غير المباشر للغاضبين هو المحفز والشاهد على التراكم الذي امتلأت به النفوس إلى درجة الغليان والانفجار وإعلان الغضب الشامل تجاه السياسات المغلوطة التي بسببها بدأ الجمهور الغاضب وهو يجول في الساحات يتذكر صور الدمار الذي نزل بغزة وتلك الحرائق التي غطت سماء تلك المدينة النبيلة المحاصرة .

   ومن هنا ينبغي أن لا ينسى العرب في كل مكان أن ردود أفعال التجاهل لما حدث ويحدث يوميا في فلسطين من قتل واغتيال وتدمير واعتداء على المقدسات هو العامل الأكبر وراء ما يحدث وإن اختفى وراء شعارات أخرى لا تقل أهمية كالتعبير عن طغيان الفوارق وتهميش الشعوب عن المشاركة السياسية في إدارة شؤونها الاقتصادية لكن قضية فلسطين وهي قضية كرامة تكاد تتقدم كل المؤثرات وتبدو – بلا أدنى شك – المحرك الخفي للجماهير التي انطلقت بعفوية وبعيدا عن التسييس والمتسيسين وفي غياب تام من الأحزاب التي تأتي متأخرة لالتقاط الثمرة ومحاولة العودة بالأمور إلى ما كانت عليه من تنافس وخصام واقتسام للمغانم السياسية بعيدا عن قراءة العوامل والدوافع الداخلية والخارجية والمتطلبات الحقيقية للذين ضاقت صدورهم وأهينت كرامتهم .

   إن ثورة البطون ليست كافية ليقال عنها ثورة وهي تعبير إنساني مؤقت وطريقة احتجاج طبيعي في زمن الذين يأكلون ما لذ وطاب ويكدسون الأموال بلا حساب وغيرهم لا يجد ما يسد الرمق لكن الثورة لن تكتمل إلا إذا كانت من أجل الكرامة كرامة الفرد وكرامة الوطن وكرامة الأمة فما حدث ويحدث في فلسطين العربية هو من أكبر العوامل لكي تثور النفوس وتتأجج الصدور وتنطلق الجموع فوق كل شبر على الأرض العربية لكي تقول لأعداء الأمة وللواقفين في صف الصهيونية العالمية نحن هنا ولن نقبل بأن نبيع طوبة واحدة أو شبرا واحدا من أوطاننا ومقدساتنا وذلك بالتأكيد هو الرد وهو الجزاء الذي دفعته الأنظمة المتعاونة مع الشيطان . والتي كانت في كثير من مواقفها السياسية والعملية لا تقل شراسة وطغيانا على النضال الفلسطيني من العدو نفسه لكي تثبت ولاءها وإخلاصها للحاكم القابع في البيت الأبيض الذي يقيس ولاء الحكام العرب له بمقدار ولائهم لهذا الكيان الإرهابي المخيف .
الشاعر الكبير محمد عبدالسلام منصور و(رؤى في الإبداع):

    الكتاب الجديد للشاعر الكبير من إصدارات الشارقة في سلسلة (كتاب الرافد) ويضم مجموعة من الكتابات الإبداعية الراقية في الشعر والخيال والأسلوب وموضوعات أخرى تشد إليها مشاعر القراء. كما يضم عددا من الدراسات النقدية التي تكشف عن وعي متقدم ورؤى واضحة المعالم في مجال تأويل الشعر وتفسيره من منظور نقدي حديث يجيد التعامل مع النص الإبداعي وما يعبر عنه من أحلام ومعان خلاقة.
تأملات شعرية :

هي في القلب

نصحو على ذكرها

وننام على ذكرها

يستفز مشاعرنا صوت أطفالöها

ودوي استغاثاتöها

وهي أول حرف تضيء مناقبه

في كتاب الكرامةú.

من وعاه استوى ونجا 

من تجاهله تاه

واحترقتú روحه

في جحيم الندامةú!
 

قد يعجبك ايضا