ورحل فارس الكلمة فضل النقيب 


الأستاذ الجليل فضل علي النقيب الذي توفي بعد معاناة من المرض في ألمانيا التي كان يتعالج في أحد مستشفياتها وذلك عن عمر ناهز (76) عاما .. بعد حياة حافلة بالعطاء الثقافي والإعلامي الإبداعي الذي دخل به قلوب الناس بدون استئذان.
وفقيد الوطن الأستاذ فضل النقيب غني عن التعريف .. فهو من مواليد قرية القدمة حاضرة مشيخة الموسطة من (آل النقيب) مديرية منطقة يافع بمحافظة لحج .. تلقى تعليمه الأول في كتاب القرية (المعلامة) ثم في مدرسة قعطبة.. والتحق بعد ذلك بمدرسة (بازرعة) الإسلامية والمعهد العلمي الإسلامي في كريتر عدن لإكمال المرحلة الابتدائية والاعدادية ثم سافر إلى القاهرة لدراسة الثانوية العامة في مدرسة (الخديوي إسماعيل) التي حصل منها على شهادة الثانوية العامة والتحق بعدها بجامعة القاهرة في كلية الآداب قسم الصحافة وتخرج منها في عام 9691م بليسانس صحافة بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف وكان الأول على دفعته.
وبعد تخرجه من الجامعة عاد إلى عدن عام 0791م وأقام فيها حوالي خمس سنوات عمل خلالها مدرسا في كلية عدن ورئيسا لقسم الأخبار في إذاعة عدن ثم مديرا للإذاعة ونائبا لرئيس مجلس الإذاعة والتلفزيون ومقدما ومعدا لبرنامج تلفزيوني عرف باسم (فنجان شاي) كما عمل لبعض الوقت في وزارة الثقافة.
وفي عام 4791م وصل إلى صنعاء مع وفد اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين برئاسة الشاعر اليمني الكبير الأستاذ محمد سعيد جرادة (رحمه الله) وعضوية الأستاذ القدير محمود علي الحاج والأستاذ فضل النقيب وذلك ضمن اللجنة التحضيرية الخاصة بانعقاد المؤتمر الأول لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين .. وبعد الانتهاء من تلك المهمة قرر الأستاذان فضل النقيب ومحمود علي الحاج عدم العودة إلى عدن .. وذلك نتيجة لما تعرضا له من مضايقات هناك.. وعاد الأستاذ محمد سعيد جرادة وحيدا إلى عدن.
وأثناء إقامة فضل النقيب ومحمود الحاج في صنعاء ربطتني بهما صداقة حميمة .. وبعد عدة أشهر سافرا إلى العراق الشقيق وبقي محمود الحاج فترة في بغداد ثم عاد إلى صنعاء ليقيم ويعمل فيها حتى يومنا هذا.
أما الفقيد فضل النقيب فقد أقام في بغداد منذ عام 4791م وحتى عام 1891م حيث عمل هناك في البرامج الثقافية وسكرتير التحرير لمجلة (الإذاعة والتلفزيون) .. ثم غادر بغداد في 1891م إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة حيث ظل يعمل هناك في القطاع الخاص حتى عام 5891م بعد ذلك غادر السعودية إلى أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة التي عمل فيها محررا صحفيا وكاتبا لعمود يومي في جريدة (الاتحاد) الاماراتية لمدة (51) عاما .. كما عمل مستشارا ثقافيا في سفارة الجمهورية اليمنية في أبوظبي منذ عام 1002م وحتى وفاته.
وهكذا عاش الفقيد الغالي الأستاذ فضل النقيب فارس الكلمة (شعرا ونثرا) مغتربا (83) عاما خارج الوطن .. ولكن بعد قيام الوحدة اليمنية المباركة في عام 0991م قام بعدة زيارات لأرض الوطن والتقى بالأهل والأصدقاء.
كان الفقيد العزيز الأستاذ فضل النقيب صحفيا لامعا في الصحافة اليمنية والعربية حيث انتزع بكتاباته العربية إعجاب وتقدير وحب الكثير من القراء اليمنيين والعرب .. كان (رحمه الله) قد أصدر كتابا بعنوان (دفاتر الأيام) عن ذكريات الأيام والعاصفة التي عاشها في عدن في السبعينات.
نعم لقد كان فقيدنا الغالي فضل النقيب فريدا من نوعه في الثقافة والصحافة والأخلاق النبيلة والتواضع الكبير والكرم والشهامة وحب الخير للناس .. كل الناس..
ومهما نسيت فلن أنسى أبدا تلك الزيارة الرسمية لشهيد الوطن الكبير الفاضل عبدالعزيز عبدالغني رئيس المجلس الاستشاري آنذاك التي قام بها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة في عام 1002م .. وهناك في جناح الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني (رحمه الله) بفندق (إنتركونيتنال) بأبوظبي .. كان الأستاذ فضل النقيب جالسا في غرفة الاستقبال مع رئيس المجلس الاستشاري والوفد المرافق له وسفيرنا بالإمارات ودخلت عليهم وهم يتحدثون حول برنامج الزيارة فقال أحد أعضاء الوفد: (اقترح أن يكون هناك تنسيق إعلامي بين الأخ رياض شمسان والأخ فضل النقيب) فإذا بالأستاذ فضل النقيب يقوم من مقعده ويقول بصوت عال: (مش معقول أبو رياض هنا في أبوظبي يا مرحبا يا مرحبا) وتعانقنا بالأحضان.
والحقيقة كعادته دائما كان شهما كريما ولم يقصر معي بتقديم أي شيء يمكن تقديمه .. وفرح بي كثيرا وحملني الهدايا عند مغادرتنا الإمارات العربية إلى أرض الوطن.
وأخيرا نعزي الأخ محسن علي النقيب واخوانه وكافة آل النقيب بوفاة الفقيد العزيز فضل النقيب داعين الله جل شأنه أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهمنا وأهله وذويه الصبر والسلوان .. إنا لله وإنا إليه راجعون.
 
 
 
 
 

قد يعجبك ايضا