مشاهد يومية..محمد ضيف الله… 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش
 
{ في تعز حيث لا يزال للقلب فيها مسكن فتحت عيني على شارع 26 سبتمبر وللشارع صورة لدي قبل أن يشق في الصورة المدرسة الأحمدية والبتول يحرث وسط الشارع كانت المساحة لا تزال أرضا خصبة اليوم يحرث الشارع سيارات وأقدام من كل لون ولون الصورة أهداها لي الإبي الابن وريث مقهاية الإبي الشارع لا يزال موجودا وإن أسمته الشابات «شارع الحب» لأن لا أحد عرفهن بتاريخه ومدرسة الثورة أمر بهدمها منú لا اسم له في ذهني ولا على فمي!! لا سامحه الله!! إذ لا أشعر بالنقمة تجاه حتى منú يكرهني كما أشعر بالكره لذلك الذي تجرأ وبجرة قلم هدم جزءا من التاريخ اليمني!!
 
على بعد أمتار من الباب الكبير كانت أيامها عمارة تنتصب اسمها عمارة «المحضار» جرى هدمها في ما بعد لتخرج تعز منها إلى شارع التحرير الذي طالبت ولا أزال بتغييره إلى اسم الفضول إذ قد تحرر جنوبنا فماذا بقي ليتحرر¿ اسم الفضول أو محمد علي عثمان أو الشيخ أحمد سيف الشرجبي أو محمد مفرح أو عبدالغني مطهر أو عبدالعزيز الحروي أو المشير السلال أو عبدالله جزيلان أو لبوزة جديرون بأن يعتلوا ناصيته وله وللمدينة ولنا كل الشرف.
 
ثمة محطة بترول كانت أمام العمارة ومن هناك لا تزال صورة اللواء محمد ضيف الله مرتسمة في ذهني حيث رأيته يعمل مع المحضار وظلت الصورة لا تفارقني.
 
هذا الرجل – رحمه الله – من جيل تحمل على عاتقه ترسيخ الجمهورية والحفاظ على الديمومة مشتعلة إلى ما شاء الله جيل أتى تحديدا إلى بيت الرماح حيث تكدس الشباب منضمين إلى الحرس الوطني كلهم قادمون من أجل نداء الوطن.
 
محمد ضيف الله علي مغلس عبدالرقيب عبدالوهاب محمد صالح فرحان يحيى الكحلاني بازرعة محمد علي مقبل علي الشيباني محمد علي الجبري منصور أحمد سيف عبدالله مهيوب قاسم عثمان أبو ماهر منصور محمد أحمد محمد شرف نعمان فيصل سيف أحمد والذاكرة التي ظل فيها التذكر حاضرا لا تزال تختزن أسماء كثيرة عرفتها من البعيد وصورة محمد ضيف الله ظلت تطاردني حتى تعرفت عليه.
 
والقوات الجوية التي تحملت العبء الأكبر للحفاظ على سماء الوطن يوم أن كان الوطن محاصرا في صنعاء إلا أن جيل محمد ضيف الله صمد وقاوم ونحت الصخر تشبثا بالأرض والكرامة فكان أن فك حصار الوطن في صنعاء استمرت الشعلة موقدة حتى عمت البلاد كلها يوم 22 مايو 1990م.
 
رجال كثيرون قضوا نحبهم عزة وكرامة لا يزال منهم موجودا علي شعنون والثلايا ومنهم منú ذهب رحم الله محمد مهيوب الوحش ومحمد صالح فرحان الذي أتى من عدن وكان عاملا في محطة بترول وحارب حتى وصل قيادة سلاح المشاة واسألوا عنه أحمد الناصر سيقول لكم منú هو محمد صالح فرحان وكان الناصر قائده في لواء الثورة.
 
قدم ذلك الجيل ليلتقي بأقرانه من يحيى الظرافي إلى الديلمي إلى عبدالله رزق البابلي إلى الشريفي إلى عبدالواسع النظاري إلى قافلة من الرجال الشجعان الذين دافعوا وقاتلوا ولم يدعوا ولم يمنوا حتى أن سعيد أحمد غالب أحد الذين دافعوا مات في قريته نسيا منسيا!! لكنه مات راضيا فقد أدى واجبه وذهب ورحم الله مجاهد أبو شوارب الجندي النبيل الذي لم نسمع منه مجرد كلمة «أنا» بل إنه الشجاع الوحيد وفي العيد الخامس والعشرين لثورة سبتمبر ومن التلفزيون أنصف أحد المظلومين لقد أشاد يومها بشجاعة محمد مهيوب الوحش الذي له من أبيه أثر فقد شارك والده في حرب فلسطين 1948م ليلحق الولد ويدافع عن الوطن في 1962م حتى انتصر الوطن على الحصار.
 
محمد ضيف الله أحد هؤلاء الرجال يذهب بصمت لم تسمعه يقول «أنا» مطلقا لم يستعرض مواهبه ولم يطلب ثمنا مات بهدوء كالأشجار العالية المثمرة رحمه الله والمجد للجيل الذي يمثله ليس من ذكرناهم – فقط – بل إن الأسماء التي لم تذكر وأنا لا أدعي معرفة بها بل هي الذاكرة التي التقطت سيرة هؤلاء الأفذاذ منú لم يطلبوا الوطن ثمنا لتضحياتهم طوبى لهم.
 
}  }  }  }
 
الزرافة
 
{ المقدم أحمد الزرافة يرقد بمستشفى الشرطة بعد أن تعرض لجلطة وما نرجوه أن يتولاه الأخ الوزير برعايته وله منا الدعاء بالشفاء.
 

 

 

 

 
 

قد يعجبك ايضا