في عرس التبابعة العظام!!

عبدالجبار سعد

عبدالجبار سعد –
علي عبدالله صالح
التبع اليماني العظيم
الذي أعاد لليمانيين مجد حلمهم القديم حيث كانت هذه الأرض الموحدة لها أجمل الأسماء وأحسن النعوت.
كانت البلدة الطيبة
وكانت البلاد المقدسة
وكانت أرض الله
وكانت العربية السعيدة
كانت اليمن التي حكمها سبعون تبعا بعضهم نسبت إليه النبوة مثل التبع ابي كرب أسعد الكامل وبعضهم ملك المشرق والمغرب مثل تبع ذي القرنين.
أكثر من ألفي عام قبل الإسلام كانت اليمن محكومة بالتبابعة الذين لم يكن أحدهم يسمى تبعا حتى يحكم اليمن بتهامتها وجبالها وفيها الشحر وحضرموت وعدن وشبوة والمخاء وصنعاء ومارب وظفار وسقطرى باختصار كل اليمن الموحد حاليا وانقطع التبابعة بالإسلام العظيم الذي دخلت فيه اليمن وكل بلاد العرب في دولة الخلافة الإسلامية.
ودخل آخر ملوك التبابعة في الإسلام وأصبحوا فاتحين عظاما كانت أسرة ذي يزن هم بقايا تبابعة دولة سبأ وحمير ومعين وأوسان وقتبان وحضرموت التي ظلت موحدة أو شبه موحدة لأكثر من ثلاثة آلاف عام منها ألفا عام موحدة بالكامل.
في عصر ما بعد الإسلام
تتابعت دول على حكم اليمن وحكم اليمن أمراء وأئمة وسلاطين ومشائخ ضمن حكومات مختلفة الأسماء لم تبلغ أي منها حكم اليمن الواحد إلا دولتان هما دولة علي محمد الصليحي ودولة الإمام المتوكل على الله إسماعيل وكلاهما لم يكونا مرضيين لغير مذهبهما من المذاهب الإسلامية في اليمن.
علي عبدالله صالح كان الرئيس الذي وحد اليمن في دولة يمنية واحدة وكان مؤمنا بالفطرة رضيه الناس كلهم من سقطرى والمهرة إلى حجة وتهامة ومن صعدة إلى عدن يتعامل مع كل أبناء شعبه تعاملا واحدا والجميع بمذاهبهم الدينية وانتماءاتهم السياسية على مسافة واحدة منه.
الكل امتدحه علماء وسادة ومشائخ وقضاة ومثقفون وأدباء وشعراء وسياسيون وبالجملة لم يبق أحد ممن يوصفون الآن بالمعارضين ولا الموافقين ولا مابينهما إلا امتدحه ولم يكن مدحهم ليبلغ مافيه من عظمة رغم أن الممدح كان يخجل من المادحين.
منذ عصر التبابعة لم يحكم اليمن رجل بمستوى التبع اليماني علي عبدالله صالح.
بحكمته وشجاعته وذكائه الفطري وحسن خلقه وسماحته وكرم نفسه وحلمه وصبره وسعة صدره وصدقه وعلو همته وترفعه عن الصغار والضغائن والأحقاد وعن سفاسف الأمور وقدرته على اتخاذ القرار في الوقت المناسب وصفات كثيرة أخرى تعجز الواصف.
الذين غابوا عن عرس التبابعة لتهنئة التبع اليماني المعاصر الثاني الرئيس المشير عبده ربه منصور هادي وتكريم التبع اليماني المشير علي عبدالله صالح لم يكن أحد منهم جاهلا بصفات العظمة والكمال في التبع اليماني العظيم علي عبدالله صالح وما منهم إلا امتدح في وقت من الأوقات شخص التبع وعظمته..وغيابهم عن المشهد يشير إلى صفات لم تكتمل لهم.. فالمؤمنون إخوة يتقاتلون ويتصالحون والرجال ممن يحملون صفات المروءة والشهامة يتقاتلون ثم يتصالحون ويصافح الرجل منهم غيره بصفاء نفس وترفع عن الأحقاد ولكن هؤلاء جعلونا نأسف لأن من رجال اليمن من هم في هذا المستوى من الأخلاق.
أيها التبع اليماني العظيم والله ما أكبرك إلا كبير ولا جحدك إلا صغير «ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل».
وعزاؤنا أنك قد أسلمت علم اليمن الموحد إلى تبع يماني عظيم مثلك سيحمل الأمانة بقوة بعون الله والله وصالح المؤمنين معه.
لا نقول وداعا أيها التبع اليماني العظيم فمثلك لا يغيب فقد حفر اسمه في ذاكرة التاريخ ولكن تذكر يا سيدي أن الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل هم الأشد بلاء.
وتذكر أن سيدنا الإمام علي عليه السلام قبلنا ظلوا يلعنونه على سبعين ألف منبر قبل أن تكون الصحف والقنوات والمواقع لأكثر من ستين عاما ولم تغير هذه الحملات من طهارته ولا سلبته محاسن نفسه التي لا نزال نستظل بها ونتأسى بها.
«فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض» صدق الله العظيم.
أستاذنا الكبير باسندوة والرجل المجرب والسياسي المحنك والأديب والمطلع على كثير من الشئون لقد أبكيت ملايين اليمنيين وأسرت قلوبهم في موقفك العظيم بمجلس النواب ونعتقد أن قيمك كلها كانت معك في ذلك الموقف فكيف غابت هذه القيم بصاحبها يوم التكريم¿
مثلت نلتمس له العذر يا أستاذنا وفي كل الأحوال سمعنا الحكماء يقولون بأنه لا يجب أن يضع الكبير الكامل رأسه على كتفي صغير جاهل والشاعر يقول وأنت من عشاق الشعر:
لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من طبعه الغضب

قد يعجبك ايضا