حكومة وطن
محمد حسين النظاري
محمد حسين النظاري
محمد حسين النظاري
< المرحلة القادمة هي مرحلة إعادة بناء الوطن ليس تنمويا فقط ولكنه البناء الشامل الذي يرمم كثيرا من الشقوق التي حدثت لا أقول خلال الأشهر العشرة الماضية ولكن خلال الفترة الممتدة من بعد الانتخابات الرئاسية 2006م فالوطن بحاجة ماسة لتكاتف جهود الشرفاء من أبنائه مهما كان توجههم وانتمائهم طالما وأن المصلحة المشتركة هي للوطن كله لا لحزب أو منطقة أو قبيلة أو أسرة.
< الحكومة التي أعلن عنها الأخ المناضل عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية وفق التفويض الرئاسي الممنوح له من فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية هي بحق حكومة وطن بأكمله لأن اليمنيين أجمع على اختلاف مشاربهم ينظرون إليها كمنقذ من الوضع المأساوي الذي وصلنا إليه.
< تشكيل الحكومة بحد ذاته إنجاز كبير لأنه يعني أننا نسير وفق الآلية المزمنة للمبادرة الخليجية لاسيما وأنها جاءت عقب إقرار اللجنة الأمنية لإنهاء انقسام الجيش والأجمل في هذه الوزارة التي ظهرت بعد كثير من التكهنات وضربت بمعظمها عرض الحائط ومثلت الأسماء الواردة فيها اتفاقا بين المؤتمر الشعبي وحلفائه والمشترك وشركائه ولعل نقطة الاتفاق على الأسماء المشكلة هي جوهر القضية كونها تنبئ عن أن سير الحكومة الوطنية سيكون متناغما كيف وهي خلت من الأسماء التي صنفها كل طرف على أنها استفزازية كذلك المستقيلون من الحكومة السابقة.
< من سنوات طويلة يظهر لنا تشكيل حكومي معظمه من الوجوه التي تدخل الحكومة لأول مرة وهذا بحد ذاته شيء يبشر بالخير لأنه يحمل معاني التغيير الذي يطالب به الجميع لما فيه مصلحة الوطن والمواطنينوهذا سيعكس نفسه على هؤلاء الوزراء الجدد الذي بكل تأكيد سيجتهدون لإبراز وجودهم عبر العمل الجاد.
< وبتشكيل هذه الحكومة فإننا نتقدم بجزيل الشكر لدولة رئيس الوزراء الدكتور علي مجور وكافة أعضاء حكومته على ما بذلوه خاصة خلال الفترة العصيبة حين عملوا تحت مسمى حكومة تصريف أعمال فرغم الأوضاع الصعبة إلا أن أداءهم كان أفضل من ذي قبل.
< على كل يمني أن يعتبر دولة رئيس الوزراء المكلف الأستاذ محمد سالم باسندوة وجميع أعضاء وزارته يمثلونه شخصيا لأن هذه الوزارة ما جاءت إلا لتحقق للمواطنين في بداية الأمر الاستقرار الذي اشتقنا إليه ومن ثم التكفل بتوفير الاحتياجات الضرورية من غذاء وماء ودواء وكهرباء ومشتقات نفطية إلى جانب ايلاء اللحمة الوطنية أهمية خاصة لان الشرخ الذي حدث يجب أن يعالج وبمعالجته سيتم تجاوز الكثير من العقبات.
< من أهم الملفات التي أنشئت الحكومة من أجلها التحضير للانتخابات الرئاسية المبكرة والتي يتفق فيها الجميع على ترشيح المناضل عبدربه منصور هادي نائب رئيس المؤتمر الشعبي وأمينه العام ليكون ثاني رئيس للجمهورية اليمنية بعد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي قاد البلاد بحكمته المعهودة عنه لهذه النقطة التي ظنها البعض بعيدة عنا بعد السماء عن الأرض لكن بتوفيق الله وإخلاص الشرفاء في السلطة والمعارضة وصبر الشعب الوفي وصلنا إليها ولله الحمد.
< أتمنى أن تسخر الأقلام والمنابر والتجمعات ما فيه دعم هذه الحكومة لأنها حكومة وطن بأكمله ولنطوي صفحة الماضي بمآسيه ولننظر إلى المستقبل عبر باب الأمل الذي فتحه الباري عز وجل لنا وفق نبوءته صلى الله عليه وآله سلم القائل «إذا اشتدت الفتن فعليكم بأهل اليمن» فوداعا لكل ما يعكر صفو العلاقات ويكدرها ومرحبا بكل نافذة ضوء نلتقي من خلالها على ما يحب الله ورسوله لوطن الأمن والإيمان.
< علينا كذلك ألا نحمل حكومة باسندوة ما لا تطيق فليس بيد الرجل وأعضاء حكومته عصى سحرية ليغير الحال بين عشية وضحاها رغم أن المنادين بسقوط النظام كانوا يظنون ذلك وبأنه وبمجرد استبدال حكومة المؤتمر ستتساقط قطرات العسل على المواطنين الأمر أصعب من ذلك بكثير فالمعضلة الاقتصادية هي الصعبة وما لم يتجاوب الأشقاء في دول الخليج والأصدقاء في المجتمع الدولي ويساهموا بالبناء التنموي وليس باجتماعات المانحين فاليمن لا يحتاج إلى اجتماعات بقدر ما يحتاج إلى نية صادقة في الدعم ووطنية مخلصة في تصريف ذلك الدعم.
< وفق الله حكومة الوطن المشكلة للتغلب على كثير من المعضلات التي ستواجهها وهي مهمة صعبة ولا ريب ولكنها ليست مستحيلة خصوصا وأننا تجاوزنا الخيار الأصعب والأخطر ألا وهو الاقتتال الأهلي وأظهرنا للعالم وجها مشرقا عن تسامح اليمنيين وحبهم لبلدهموما هذه الوزارة إلا النواة الأولى لقادم مليء بالخير للجمهورية اليمنية ويد الله مع الجماعة ومن شذ شذ في النار.
باحث دكتوراه بالجزائر
mnadhary@yahoo.com