مشاهد يومية..الفيس بوك (600) مليون!!! 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش

{ قبل أيام ظهرت مجلة «التايم» الأمريكية وهي الأشهر في أمريكا وربما العالم ظهرت وعلى غلافها وجه مؤسس موقع ويكيليكس وقد تم تكميمه ذلك قبل القبض عليه وقبل خروجه في ما بعد.

نفس المجلة اعتبرت مؤسس موقع «الفيس بوك» رجل العام ليكون السؤال : أيهما الأكثر شهرة وأيهما يستحق أن يعتلي غلاف «التايم»¿ الويكيليكس يتردد اسمه ومؤسسه هذه الأيام أكثر من أي موقع آخر توارت أمامه أشهر الصحف وصار حديث البشر من النقطة الأبعد إلى النقطة الأقرب على الكرة الأرضية لكن الناس العاديين لا يدرون ما هو الويكيليكس ولا منú هو أسانج بل لا يكاد معظم البسطاء إن لم يكن جميعهم قد يسمعون بأسانج مؤسسه!! إذ أن همومهم أخرى وتطغى على كل اهتماماتهم بل ولا يعيرون العالم الأكثر رفاهية أي انتباه برغم أنه العالم الذي ينهب ثرواتهم على مدار الساعة وقد يكون تسريب الوثائق عبره طريقة أخرى من طرق ابتزاز العالم الاستعماري باعتبار أن شعار الموقع ينطلق من حقوق الإنسان وحقه في التعبير وحرية الرأي والرأي الآخر كما يقول لكن العالم المتخلف المنهوب صار ينظر إلى العالم الأول نظرة شك دائمة فقد خبره وعرف بالدليل أنه عالم ناهب لا ضمير له!!

لسنا ننطلق من نظرية المؤامرة أو أننا معجونون بالشك والارتياب لكن تجاربنا مع الغرب كشعوب وأمم أثبتت سوء نيته تجاه الشعوب المقهورة وثرواتها في المقام الأول.

يدور نقاش كثير وأحيانا يكون حادا حول الموقع الآخر الذي اعتلى صاحبه موقع رجل العام في «التايم».

والآن ما هو الفيس بوك¿

هو عبارة عن موقع للتواصل الاجتماعي وهو ملكية خاصة لشركة فيس بوك ولو ترجمت الاسم حرفيا لكان «وجه الدفتر» ولا يوحي لك ذلك بشيء!! وهو وسيلة خدمية اجتماعية يصل الناس ببعضهم وبلمسة زر توسع دائرة أصدقائك من خلاله وتتعرف على أناس جدد كذلك.

وقد صار كثير كثير من الناس مدمنين عليه على مستوى العالم وفي اليمن ترى كثيرين أصبحوا ساكنين داخله خذ مثلا زميلي الأستاذ القعود فتراه من مقهى إلى مقهى على قولة علي ربيع «يؤنتر» وليس القعود وحده.

والموقع أصبح – أيضا – موقع نقاش فمن قائل إنه يتبع المخابرات الأمريكية وآخر يقول لك : هذه وسيلة لإضاعة الوقت وكأننا شعوب نحترم الوقت ولا نضيع دقيقة واحدة بدون فائدة!!

بدأت فكرة الموقع من السكن الجامعي في جامعة هارفارد الأمريكية الجامعة التي يشار إلى طلبتها وخريجيها بالبنان لشهرتها وعلو قامتها بين جامعات العالم إذ بدأت الفكرة في رأس مؤسسه مارك زوكر بيرج ورفيقه في السكن استين موسكوفيتز وكريس هيوز المتخصصين في دراسة علم الحاسوب الفكرة بدأت بطلبة الجامعة حيث كان يتم تعريف الطلبة الجدد بهيئة التدريس في الكليات ووسيلة للتواصل الاجتماعي بينهم ثم امتدت إلى الكليات الأخرى في مدينة بوسطن وجامعة إيفي لينج وجامعة ستانفورد لتتوسع الدائرة وتشمل طلاب الثانويات ثم كل شخص يبلغ من العمر (13) عاما وهناك دول تمنعه عن الناس مثل سوريا وإيران وربما يكون هذا من حقها كما هي الصين تتحكم في الجوجل ودول أخرى تمنعه في مقار العمل فكثير جدا من الموظفين يقضون معظم الوقت أمام الشاشة يتابعون ما يدور في الفيس بوك.

يبدو أن ما يهمنا الآن هو عدد الأشخاص في العالم الذين يدخلون الموقع ببساطة الرقم هو (600) مليون نسمة وعليكم التعليق وأهمية الأمر تكمن في أن الإنترنت صار مهيمنا على العالم أين نحن منه¿ هذا سؤال آخر.

وما يهم ثانيا هل هو تابع للمخابرات الأمريكية أو إسرائيل أو الشيطان نفسه فلا يهم دعونا من الشك والارتياب اللذين يسيطران على حياتنا وتقييمنا للأمور ما يهم هو أن نستفيد من هذا الموقع فالأمر بأيدينا وأرحم الراحمين ميزنا عن الحيوان بالعقل فلم نخاف من الفيس بوك أو غيره الفائدة إذا أردنا كبيرة ويمكن في أضيق نطاق الاستفادة أن ندير حوارا بيننا حول قضايا كثيرة ثقافية اقتصادية هموم عامة والتواصل – أيضا – مطلوب وإن كنت أرى أن كثيرا من الوقت نهدره في ما لا طائل منه أو قشور الأمور فدعونا نعيد ترتيب علاقتنا بهذا المنفذ على الكون ونستفيد منه إذ لا يمكن لنا أن ننغلق عما يدور حولنا أما الويكيليكس فقصة أخرى.

ولو سئلت كإنسان على هذه البسيطة : منú يستحق أن يكون رجل العام¿ سأقول على الفور : مؤسس الفيس بوك على أنني سأصوت مستقبلا إذا طلب مني ذلك للويكيليكس إذا تبين أنه ينطلق فعلا من مقولة الرئيس الأمريكي جيمس ماديسون : إن المعرفة تتغلب على الجهل وبالنسبة لأولئك الذين أرادوا أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم فما عليهم سوى أن يتسلحوا بسلاح القوة الذي توفره لهم ال

قد يعجبك ايضا