كفاية عناد !! 

طه العامري


طه العامري

إبراهيم الحكيم
يمكن القول باطمئنانأن تصويت مجلس النواب وإقراره مشروع تعديل قانون الانتخابات العامة والاستفتاء إجراء حاسم تأخر طويلاوسيضع أخيرا حدا نهائيا لحمى المهاترات بين مختلف الأحزاب والقوى السياسية حول أكبر مسببات وجودها وغايات نشوطها وهي الانتخابات النيابية وما ظل يثار بشأنها من ملاسنات اختلطت فيها المسلمات بالمغالطات والواجبات بالرغبات والاستحقاقات العامة بالحسابات الخاصة.

لا يخفى على أي متابع لبيب أن قضية الانتخابات النيابية قد أخذت حيزا كبيرا من الجدال الذي استحال إلى سجال سافر مسف حدا طغت معه المماحكات والمكايدات وأشرعت الباب على مصراعيه للمزايدات وعلى نحو أصاب المتابع بدوار الحيرة وصداع الريبة وزغللة الرؤية. لكن وباعتبار بلادنا قد ودعت قبل أيام أجواء رياضية كروية غير مسبوقة سأستعير التشبيه الرياضي لتبسيط عرض جوهر الإشكالية.

يشبه حال المشهد السياسيوموال «اللت والعجن» المحلي بشأن الانتخاباتحال فرق رياضية متنافسةوصلت المباراة الختاميةلإحراز بطولة يمكن تسميتها مجازا «بطولة قيادة الشعب»وتحتكم كأي بطولة تنافسية لقوانين وأنظمة متعارف عليها ومعمول بها دوليامع فوارق شكلية لا تمس جوهر المنافسة الشريفة في تقديم الأفضلوتكافؤ الفرص لاكتساب عناصر القوة ومقومات الفوز بثقة الجماهير العريضة.

وبطبيعة الحاليصعب الحكم مسبقا بهوية الفائز بالبطولة (قيادة الشعب) أو التحايل في هذا على الجماهير العريضة لأن الأخيرة متابعة ومشاهدة -بل ومشاركة- لمباريات البطولة وأداء الفرق المتنافسة. ولهذا تظل المنافسة قويةرغم تباين مستويات هذه الفرق ما بين فريق قويوأخر متوسط القوة وثالث أقل قوة: إعدادا وتأهيلا ثقافة ووعيا خبرة ومراسا مهارة وتكتيكا ثقة وإيماناوبالطبع شعبية وأنصارا.

لكن الحاصل محلياأن ثمة فريقا يفتقد الثقة في نفسهوربما الجاهزية للمنافسةأو لا يتحلى بالروح الرياضية التي تجعله ينافس بشرف ويتوقع الخسارة ويتقبلها بذات مقدار توقعه الفوز وتقبلهولهذا يصر على تجنب خوض المنافسة متخفيا وراء أعذار لا ينفك يختلقها لتأجيل المواجهة الحاسمة لتعيين بطل الدورة (الانتخابية) المقبلةوتعطيل إجرائها واهما أنه بذلك يستطيع إلغاءها أو حرمان غيره من الفوز بها!!.

يظهر هذا جليابمعرفة أعذار هذا الفريق المتوالدةفهو تارة يتعلل بجاهزية الملعب: مساحته وإنارته ونوعية أرضيته لا يريدها طبيعية ويحبذها اصطناعية وبمواصفات يحددها هو!!..وتارة يتذرع بشعبية صاحب اللقب وبطل الدورة السابقة مطالبا بتعديل قانون اللعبة وتغيير نظامها وتشفير أسماء اللاعبين برموز (انتخابية) وأكواد (حزبية)لضمان تقليص تأثير تلك الشعبية العريضة على مواقف واتجاهات الجماهير!!.

والأنكىأن هذا الفريقيحتج أيضا على طاقم تحكيم المنافسةمشترطا تشكيله بنظام «المحاصصة»وتضمينه 50% من عناصره!!.بل أن هذا «التلكك» يمتد للاحتجاج أيضا على الجماهير المتابعة والمشاهدة والمشاركة في حسم النتيجة: أعمارها وأعدادهاميولاتها ومعدلات توزيعها في المدرجاتمطالبا بضمان جماهير مؤازرة له سلفاكيفما كان أداؤه على ملعب المنافسةوبصرف النظر إن كان مقنعا لهاأو جديرا بثقتهاأم لا!!.

في المقابليظهر صاحب اللقب وكأس البطولة في دورتها السابقة لهذه الدورة مستعدا لخوض المنافسة في المباراة النهائية التي ستحدد مصير لقب وكأس البطولة (قيادة الشعب) ويبدو واثقا من مقدرته على الفوز والحفاظ على اللقب مطالبا فقط بإقامة المباراة في موعدها المحدد ورافضا أي تأجيل أخر لموعدها ومتشددا في رفض تشرطات الفريق الأخر باعتبارها تناقض أحكام قانون اللعبة وقواعد نظامها وأعرافها!!.

لذلك يرى هذا الفريقالأكثر استعدادا لخوض المنافسةفي تذرعات وتشرطات منافسهأنها «تخرصات» ليس إلا. يواري بها عدم جاهزيته وربما انعدام أهليته لخوض المنافسة ويبرر بها مسبقا هزيمته بدعاوى انعدام عدالة المنافسة الشريفة ونزاهة التحكيم لمجرياتها وتبعا التسويق المبكر لمزاعمه ببطلان شرعية نتائج هذه المنافسة حتى قبل أن يخوضها أو يبذل فيها جهدا مقنعا بسعيه وجدارته للفوز فيها!!.

والأدهىأنه حتى بعد جر وانجرار الفريق صاحب اللقب في الدورة الماضيةإلى تقديم تنازلات تشجيعية وتحفيزيةبما فيها قبوله تأجيل الموعد المحدد للمباراة النهائية (الانتخابية) وموافقته على الحوار حول تشرطات الفريق الأخر مازال الأخير يصر على التمادي في التشرطات مراهنا على ورقة انسحابه من المباراة في حال لم تجر وفقا لهواه وكما يريدها هو:تشريعا ونظاما تنظيما وتحكيما ملعبا وجماهيراونتائج أيضا!!.

تلك ب

قد يعجبك ايضا