محافظة صعدة وثرواتها

بقلممحمد بن محمد العرشي*

بقلم/محمد بن محمد العرشي* –

وإذا نظرت إلى البقاع وجدتها

تشقى كما تشقى الرجال وتسعد

مقدمة:
إن السياسيين في بلادنا عبر العصور المتلاحقة اشتغلوا في السياسة والصراع فيما بينهم حول من يحكم وهذه الصراعات أهدر فيها الكثير من دماء اليمنيين وأهدرت ثروات بلادنا المادية وطاقتها الفكرية والذهنية كما أن الشعراء والأدباء ظل إبداعهم في الأدب والشعر على مدار العصور المتلاحقة والعلماء اقتصر نشاطهم حول العلوم الشرعية والعقلية والنقلية والصراعات المذهبية فيما بينهم عبر العصور المتلاحقة. ولا ألوم تلك الفئات ونشاطها وجهودها لأن جهودها تمثل تاريخ اليمن السياسي والأدبي والعلمي إلا أن هذه الجهود تعتبر مكررة عبر العصور المتلاحقة حتى الآن وكلها كانت على حساب الأرض وثرواتها. إنني أطلب من الدولة والمجتمع أن يعطوا المزيد من الجهد والطاقة في الاهتمام بالأرض وثرواتها الزراعية والأثرية والفنية والاقتصادية والثقافية والسياحية واستغلالها كما أنني أناشد الشباب أن يعطوا جزءا كبيرا من نشاطهم وحبهم للأرض وثرواتها واستغلالها.
أخي القارئ الكريم …
سنذكر في هذا المقال محافظة صعدة والمناطق التاريخية المرتبطة بها من أهم المدن والمناطق التاريخية اليمنية الموغلة في القدم من قبل الإسلام والتي انتشرت فيها القلاع والحصون والمواقع التاريخية والتي شكلت مرتكزا أساسيا للحركة الإقتصادية والصناعية والعلمية عبر مراحل تاريخ اليمن ومدينة صعدة على وجه الخصوص تعتبر من أهم المدن التاريخية وقد ذكرت في النقوش القديمة وكانت تسمى قبل الإسلام جماع نسبة إلى قبيلة جماعة وكانت مشهورة بصناعة السيوف والنصال الصعدية والتي اشتهرت في الجزيرة العربية وبلاد الرافدين وكما اشتهرت بدباغة الجلود حيث كانت مشهورة بزراعة القرض الذي يعتبر المادة الأساسية في دباغة الجلود ولا يزال يستعمل القرض في دباغة الجلود في اليمن إلى يومنا هذا كما كانت محطة مهمة في طريق التجارة والتبادل التجاري بين اليمن والحجاز وبلاد الرافدين وكانت من أهم المراكز لتجمع الحجيج وقد لعبت دورا هاما في التاريخ الإسلامي في اليمن حيث قام الإمام الهادي يحيى بن الحسين بإعادة تخطيطها وأسس فيها جامعه المشهور باسمه وتكونت كمدينة بسورها وجوامعها وأسواقها وسماسرها ومن أشهرها سمسرة الهادي ولا تزال قائمة حتى الآن وازدهرت مدينة صعدة كمدينة علمية وثقافية وتجارية وصناعية ومن معالمها التاريخية والعلمية والاقتصادية ما يلي:
1- سور صعدة: والمبني من الطين والمعروف عند اليمنيين بـ(الزابور) وقد شيد هذا السور في القرن العاشر الهجري في عهد الإمام شرف الدين بن يحيى شمس الدين ولا يزال السور محتفظا بهيئته ومعالمه ويمثل نموذجا لأسوار المدن التاريخية اليمنية والتي تعرضت معظمها للخراب والتدمير وللسور أربعة أبواب هي: باب نجران باب سويدان (باب اليمن) باب المنصورة(باب السلام) باب همدان(باب جعران). هذا ماذكر في المسح السياحي الصادر عن الهيئة العامة للسياحة و(تاريخ صعدة) للأستاذ خالد السفياني وللسور عدد من الأبراج ونوب الحراسة عددها (52) برجا ويبلغ ارتفاع السور من الخارج (8أمتار) ومن الداخل أربعة أمتار ومتوسط سمكه أربعة أمتار وتقوم الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية بالاشتراك مع الصندوق الاجتماعي للتنمية بترميمه.
2- جامع الهادي: قام ببنائه الإمام الهادي يحيى بن الحسين عام 288هـ ولقد كان هذا الجامع منطلقا للمذهب الزيدي ومصدرا للاجتهادات العلمية التي شهدتها اليمن عبر مئات السنين وقد تخرج منه العديد من العلماء المجتهدين اجتهادا مطلقا وقاموا بتأليف عشرات المؤلفات في شتى العلوم والمعارف الإسلامية.
3- مكتبة جامع الهادي: وتعتبر من أهم المكتبات والتي تحتوي على العديد من المخطوطات في الفقه والحديث وعلوم القرآن وأصول الدين والفرائض وعلم النحو والطب وصناعة الأدوية وغيرها من العلوم وتحتاج هذه المخطوطات إلى المحافظة عليها وترميم ما يحتاج منها إلى ترميم وتعتبر هذه المكتبة من أهم مكونات التراث العلمي والثقافي التي تملكه بلادنا.
4- جبل تلمص: يقع في الجهة الغربية لمدينة صعدة الحالية ويعتبر من أهم المواقع الأثرية والتاريخية التي يرجع تاريخها إلى فترة ما قبل الميلاد وله أهمية إستراتيجية حيث يعتبر هو الحامي والحارس لمدينة صعدة وكان لهذا الجبل أهمية تاريخية من قبل الميلاد وظل هذا الجبل هو القاسم المشترك في الصراعات والمعارك التي شهدتها مدينة صعدة أثناء التاريخ الإسلامي ويحتاج هذا الموقع التاريخي الهام إلى مشروع خاص للتنقيب عن الآثار والمنشآت التي قامت فيه في مختلف العصور.
5- سد الخانق: يعتبر من أهم المعالم التاريخية لمدينة صعدة ويبعد عن مدينة صعدة (7) كيلو وكان آية في الإبداع والإعجاز الحضار

قد يعجبك ايضا