هذا الفضاء الفاجر 

عبدالله الصعفاني

مقالة



عبدالله الصعفاني

مقالة

عبدالله الصعفاني

مقالة

< الحدث على طبيعته واحد ولكن.. بمقدورك بل وغصبا عن من خلفونا سنستمع إلى الحدث الواحد في عشر فضائيات.. كل منها يتناول الخبر بصورة مختلفة.

مقالة

> وكنا قبل أن تحل المحنة باليمن واليمنيين نشكو التشويش على أخبار العالم العربي والعالمي من حولنا فأصبحنا نعيش التشويش على أخبار دارنا الكبير اليمن وما فيه من نفوس وشوارع وإعمار وتخريب.

مقالة

> لا يوجد مصداقية في عرض الأخبار كما هي في الواقع ولا أخلاق في التعاطي مع ما يترتب على التزييف والتضليل في زمن يفترض أن معظم أحداثه قابلة للنقل على الهواء.

مقالة

> سجلوا على مسؤوليتي.. اليمن ليس غارقا في الأحداث الدامية والمواقف الفاجرة فحسب وإنما غارق في فوضى اغتيال الحقيقة صباح مساء وعلى مدار الساعة الإخبارية وماذا بمقدورك أن تصنع حتى وأنت تمتلك زمام القدرة على «الفر والكر» بزمام الريموت كنترول وما نزال على موعد مع قنوات ستعبر عن أحزاب ومشيخات ومناطق وصناع حرائق.

مقالة

> أي نعم.. المشاهد هو المعني باختيار القناة الفضائية ولكن كيف له أن يختار وهناك إتفاق غير مكتوب على ذبح الحقيقة في كل نشرة وكل موجز وهو ما يمتد فيطال التحليل بدليل كل هذه التفسيرات الفاسدة الفاجرة للحدث الواحد.

مقالة

> زمان كان اساتذه الإعلام في قاعات الجامعات وبطون الكتب الإعلامية المتخصصة يؤكدون أن الخبر مقدس والتعليق عليه وتحليله حر.. أما الآن فقد صار عليهم أن يعيدوا كتابة ما دبجوه من كلام.. كيف وقد صارت الأحداث مجرد أخبار يغطيها الزيف وينخرها الكذب ويمزق أوصالها من يدفعون.

مقالة

> والخطورة هنا ليست في الانعكاسات السلبية على متواليات الأحداث وإنما أيضا في حجم العبث الذي يلحق بالمشاهدين بما يترتب على ذلك من تزييف الوعي وتضليل الإدراك وضرب مصداقية القناعات والعبث بالعقول والضمائر.

مقالة

> ولقد انشغل بعض الغيورين في اليمن وفي العالم العربي بقضية أن يكون هناك مواثيق للشرف الإعلامي ونجحت فكرة استصدار هذه المواثيق هنا أو هناك.. في هذه الوسيلة الإعلامية أو تلك لكن النتيجة العامة للمحاولات كانت الرسوب أو بالتحديد لم ينجح أحد.

مقالة

> ولست نادما على كوننا في نقابة الصحفيين اليمنيين فشلنا في إصدار ميثاق للشرف الصحفي حتى بعد أن اتفق أعضاء مجلس النقابة على بنوده أما لماذا لست نادما كون القوى الخفية حالت دون إنجازه فلأن واقع الحال الإعلامي في العالم العربي كله لا يثير إلا السؤال الاستنكاري وما فائدة ميثاق الشرف إذا كان هناك إعلاميون لا يعترفون بأي علاقة بين المهنة وبين الشرف.

مقالة

> وفي يقيني أن ما سبق هو بيت القصيد في تفسير كل هذا العصيد.

مقالة

ولقد رمى أبناء المهنة الغيورون بأحلام مهنتهم إما على قانون نافذ تصدره جهة رسمية أو بالشراكة أو تصدره هيئة إعلامية أهلية تمثل المهنة وأبناءها لكن ما حدث هو المزيد من السباحة في بحر من «حلبة» التخوف من تقييد الحريات والتخوف من الفوضى لتنتصر الفوضى بين قانون عتيق ومشاريع قانون محاطة بسكاكين تمزيقه وهو ما يزال في رحم مقايل القات وفضاءات الدخان وتربص الحيطان.

مقالة

> وعودة إلى الاستهلال سيبقى الخبر عاريا عن الصحة مهتوك الستر من الحقيقة لتكون السيادة للكذب وليصير الكذب والتحريض على الفتن حجر الزاوية في مستلزمات العمل الإعلامي الغادر.. وهذا الفضاء الفاجر.

مقالة

أما المأساة الأكبر فهي أن لا أحد يريد الاعتراف بأن العالم يحاسب الوسيلة الإعلامية التي تخترق المصلحة العامة.. وأن المهنية في الطريق إلى واقع لا يصبح لها مكان في الوسائل الإعلامية.

مقالة

كل هذا ونحن نشكو الفوضى ونردد: لا حل للحرية إلا بالمزيد من الحرية ولا حل للديمقراطية إلا بالمزيد من الديمقراطية فيما حوالي سبعمائة محطة فضائية عربية تمعن في العبث بالعقول والضمائر بينما الأمة كلها حائرة في الإجابة على سؤال.. هل ما تحتاجه هو إغلاق الشارع نهائيا أم فتحه على أسواق بيع الكذب ومصانع التزييف وقداحات إشعال الحرائق..¿
 

قد يعجبك ايضا