تحدي المسئوليات مع إعلان تريم عاصمة للثقافة الإسلامية
حسن اللوزي
حسن اللوزي
حسن اللوزي
تواجه الوسائل الإعلامية ومثلها المؤسسات الثقافية والحكومية ممثلة بوزارتي الثقافة والإعلام مسئوليات كبيرة أمام تحديات الوفاء بالالتزامات المطلوبة مع إعلان مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية في العام 2010م ليس في نطاق العمل الوطني في إطار الرقعة الجغرافية لهذه المدينة أو المحافظة وإنما في إطار الوطن اليمني كله وفي مجال كل الوسائل والمؤسسات بداية من التنفيذ لما احتوت عليه خطة الاحتفاء والاحتفال بمدينة تريم طوال العام والكشف عن كل ما تعبر عنه شخصيتها الثقافية عقيدة وفكرا وانجازات مدنية وحضارية وعلما وفقها ونشاطا من يوم أن نشأت مشعة بعطاء المجتمع العقيدي العربي الإسلامي المتفتح والمتسامح والذي ظل يعبر عن الصورة الإيجابية الناصعة للمجتمع المتماسك والقوي ضمن النسيج الوطني المعبر عن الجوهر العقيدي والثقافي والاجتماعي وعن الروح المتسامحة والمتفائلة والمحبة وعن إشراقات التكون السوي وعن قسمات التعدد في البصمات الثقافية والاجتماعية في الوطن اليمني في التاريخ كما في الحاضر.
ولاشك أننا نستطيع أن نستوعب بدقة متناهية هذه المعاني والدلالات فيما كتبه فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وصدر به الكتاب التعريفي الذي أصدرته وزارة الثقافة بهذه المناسبة الإسلامية والإنسانية العظيمة.. مناسبة أن يكون لأكثر من مليار ونصف مليار من المسلمين عاصمة تشع بالثقافة التي ينتمي إليها الجميع وتعبر عن القيم والمبادئ المثلى التي يتحلون بها وتتجلى بالفكر العقلاني الوسطي والمثل والأخلاق الراقية وبميراث راق من الانجازات الإبداعية والعلمية والفقهية المثمرة وتقدم رسالة للعالم وللبشرية جمعاء بأن العالم الإسلامي وهذه عاصمته في العام 2010م تقدم لكم صورة من الملامح المشرقة للثقافة الإسلامية التي ترفض الغلو والتكفير والعنصرية والعصبية وتضيء بالبصمات العميقة للقيم الأصيلة التي تسير عليها وتقوم أركانها بها.. وكرد واضح ومباشر على الحرب الإعلامية العدائية الشعواء التي توجه إلى عقيدتنا الإسلامية وإلى ثقافتنا الإسلامية ووصفها بصفات ليست منها مطلقا كنعتها بأنها ثقافة كراهية وبغضاء.
نعم تستطيع تريم وتستطيع اليمن كلها عبر مدينة تريم أن تتحمل مسئولية كبيرة لتقول للعالم بأن ثقافة الإسلام هي ثقافة الوسطية وثقافة الاعتدال وثقافة السلام كما أنها ثقافة المدنية والعمارة والبناء الشامخ.. والخير وحب الإنسان لأخية الإنسان.. كما أنها ثقافة الفقه والعلم وتلاقي المعرفة وفي ذات النسق على الصعيد الداخلي فإن مؤسساتنا الإعلامية والثقافية بحاجة ماسة لأن تقدم هذه الرسالة إلى المواطن أولا وإلى الشبيبة فتيات وفتية لتعزيز صلتهم بها وليكونوا أكثر إيمانأ بهذه الثقافة الجامعة التي حملت رسالة الإسلام على بساط من اليسر والدين المعاملة والأخلاق الفاضلة إلى الأقطار البعيدة في القارتين الآسيوية والافريقية بالكلمة الطيبة والعمل الصالح وإبراز النموذج السوي للإنسان الخير!! الإنسان المتمسك بقوة الكلمة الطيبة وبفعالية وإثمار العمل الصالح وبعطاء العلم النافع وبالحرص على تقديم النموذج الذي يقتدى ويفتخر به.
وتبقى النشاطات الأخرى والمشاريع التي يتعين إنجازها رصيدا مضافا إلى هذا الهدف العظيم وكل عمل ونشاط يتم خلال هذا العام نحرص أن يكون في بوتقة هذه الرسالة التي يؤمن بها الجميع كما آمن بها بناة الحضارة.. حضارة أهل الإيمان والحكمة ولتبعث حية في الأفئدة والضمائر والعقول.. ولابد أن نجد لذلك صداه وأثره وثماره في الأعمال وفيما سوف يقدمه كل مقتدر في تحمل ما أسميناه في مستهل هذه المقالة تحدي الوفاء بتحمل المسئولية كما يوجبها إعلان مدينة تريم عاصمة للثقافة الإسلامية.
آملين بأنه ومن خلال العمل الدؤوب والجهود التي سوف تبذل في هذا العام أن تقوم شواهدها في المشاريع التي يجري تنفيذها في المدينة نفسها وخاصة المشاريع المرتبطة بالبنية التحتية الثقافية وكذلك الأنشطة والفعاليات الثقافية التي ستنفذها وزارة الثقافة بتعاون عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية وغيرها وما سوف تستضيفه بلادنا من نشاطات ثقافية إسلامية وعالمية ومؤتمرات وندوات دولية ومحلية ونشاط التكريم للرموز الثقافية وفي مقدمتهم العلماء الأجلاء.. فضلا عن الكتب التي تم إقرار تحقيقها وطباعتها وغيرها من الإنجازات التي يمكن أن تجعل لهذا العام الذي يتصادف بلوغ الوحدة اليمنية ذروة اكتمالها في عامها العشرين من عمرها المديد عاما كامل التميز في التنمية الثقافية ستجعل من بلادنا بمنجزات نهضتها الجديدة مشكاة مضيئة بأنوار الثقافة الإسلامية فكرا وفقها وعلما وأدبا وشعرا ونثرا وأعمالا موسيقية ومسرحية ولقاءات أخوية حميمة مع الأشقاء الذين سيأتون إلى وطنهم اليمن الواحد وعلى الرحب والسعة.