التغيير سنة الحياة

–
نــاجـــي الحــرازي
> حسن فعل الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي عندما إستخدم تعبيرا متداولا فيما بيننا.. الكثير منا يقبلونه برحابة صدر ولايجدون مشكلة في العمل به كما هو حال بعض وزرائنا وكبار مسئولينا المدنيين والعسكريين و معظم سفرائنا وأعضاء بعثاتنا الديبلوماسية والقنصلية وموظفي مكاتب الخطوط الجوية اليمنية في الخارج عندما يتم إبلاغهم أن عليهم ترك مواقعهم وتسلم مهام أخرى.. لكن بعضنا للأسف – سواء أكانوا في الداخل وحتى في الخارج – لايريد أن يسمع هذه المقولة الشهيرة بل أنهم على إستعداد لمقاومتها بشراسة حتى ولو أدى الأمر إلى مواجهة عنيفة إستنادا إلى مقولة «قطع الرأس ولا قطع المعاش» .
هذه المقولة الشائعة أو التعبير الذي سمعناه من الأخ الرئيس في دار الرئاسة خلال حفل توديع أو تكريم الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي قام بتسليم الرئيس هادي علم الجمهورية هو «أن التغيير سنة الحياة» .
سمعنا الرئيس هادي أيضا يتمنى أن يقف بعد عامين في نفس المشهد وهو يسلم السلطة لرئيس جديد.
وهو بذلك أظهر لنا أنه ليس طامعا في حكم اليمن ولايريد أن يكون الزعيم الخالد الذي لا يمكن للحياة أن تستمر بدونه وبما أنه لم يتردد في الإفصاح عن رأيه في هذه المقولة وتعهده بالإلتزم بها فالمتوقع منه وقد أصبح صاحب القرار الأول في اليمن أن يقنع بها أولئك الذين يعتقدون أنهم مخلدون في مناصبهم وأن ليس عليهم التخلي عنها رغم علمهم أن هذه المناصب القيادية العامة أوكلت اليهم في وقت ما وظرف ما مختلفين عن ما نعيشه اليوم.
هؤلاء الذين يصرون على التمسك بمناصبهم عليهم أن يتذكروا بل وأن يدركوا أن الوظيفة العامة « تكليف لا تشريف» ليس فقط إنطلاقا من مقولة أو فكرة أو مبدأ أن التغيير سنة الحياة وإنما التزاما بقانون تدوير الوظائف العليا رقم ( 31 ) لسنة 2009م الصادر بتاريخ 16 رمضان 1430هـ الموافق 6 سبتمبر 2009م والذي نصت المادة 28 منه بالعمل به بعد ستة أشهر من تاريخ صدوره ثم أقرت حكومة الوفاق (الإنقاذ) الوطني أوائل هذا العام الإجراءات الخاصة بتنفيذه لكننا لم نسمع بعد أنه طبق بشكل قانوني أو طوعي أو أن الجميع ملتزمون به بلا إستثناء وإذا ما إقتنعنا جميعا أن التغيير سنة الحياة وأن الوظيفة العامة «تكليف لا تشريف» وأن لكل شئ نهايتة وتأملنا الأية الكريمة « عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم» وحمدنا المولى عز وجل على نعمة الصحة والعافية ورضينا بالمقسوم فستمضي حياتنا إلى الأمام وقد يرزقنا المولى من حيث لانحتسب دون حاجة للتشنج أو التشبث بهذا المنصب أو ذلك وإفتعال أزمة نحن في غنى عنها..
شكرا للرئيس هادي على تذكيرنا بتلك المقولة وننتظر منه ومن المعنيين الذين لاشك يعرفون أنفسهم تماما ويدركون أنهم قد تجاوزا الحد القانوني المقبول في تمسكهم بمناصبهم ننتظر منهم تحويل مقولة «التغيير سنة الحياة» إلى مبدأ قانوني يشمل الجميع بلا إستثناء.. والله الموفق.