ثورة ضد الحق في التعليم فما موقف دعاة التغيير¿!
فيصل الصوفي
فيصل الصوفي
فيصل الصوفي
< حزب الإصلاح ترك لبعض أعضائه مهمة حرمان الطلاب من التعليم والوقوف ضد هذا الحق بالقوة إن ميلهم للعنف والتدمير تجاوز مفاهيم التغيير والثورة السلمية وبلغ حدا غير مقبول طلاب جامعة صنعاء مثلا يزيد عددهم عن التسعين ألفا يصر الإصلاحيون على حرمانهم من الدراسة مجددا بعد أن فوتوا عليهم الفصل الجامعي الثاني من العام الدراسي للعام الماضي ومنذ السبت الماضي وطلاب الجامعة يحاولون استئناف الدراسة بينما قلة قليلة من الإصلاحيين تساعدهم الفرقة المنشقة سبقوا الطلاب إلى الجامعة وأغلقوا أبواب الكليات بالأقفال والسلاسل وزادوا اقتحموا المباني الإدارية وأتلفوا ما فيها.
وما فعلهم في جامعة صنعاء إلا مجرد مثال واحد وحتى الآن لم تحدد بقية أحزاب المشترك وما يسمون الثوار موقفا رسميا من الذين تنكبوا الطريق فاختاروا حرمان الطلاب من التعليم وسيلة لإسقاط النظام بينما التعليم حق من حقوق الإنسان لا يجوز انتهاكه بأي حال من الأحوال من قبل أي فرد أو جماعة أو سلطة ودعاة التغيير والثورة أولى بهم من غيرهم في الدفاع عن هذا الحق ورفض أي سلوك يهدف إلى حرمان الطلاب من التعليم بإغلاق جامعتهم أو مدرستهم وتخريبها وإتلاف وثائق الطلاب والمستندات الرسمية.
ينبغي أن يعلم المعتصمون قرب جامعتي صنعاء الجديدة والقديمة أن أمراء الحرب في بلدان شهدت وتشهد حروبا أهلية لم يتعرضوا للمؤسسات التعليمية بسوء ولم يوقفوا الدراسة ولم يحرموا الطلاب من حق التعليم ولم يكن هذا سبيل الثوار ودعاة التغيير في مصر وتونس ولا حتى ليبيا.
هل إغلاق جامعة صنعاء بالقوة في وجوه عشرات الآلاف من طلابها المتحفزين للدراسة طريقة ثورية لإسقاط النظام أم أن ذلك يضيف تعقيدا جديدا إلى ما يعاني منه الجميع¿ وماذا لو نظم هؤلاء الطلاب والطالبات صفوفهم وقاوموا حرمانهم من التعليم بشتى صنوف الاحتجاج¿ وهم كما قلنا تسعون ألف طالب وطالبة وهذا العدد يفوق أعداد المعتصمين عشرات المرات.
لقد تابعت خلال الأيام الثلاثة السابقة الذرائع التي سوقها الإصلاحيون لتبرير إغلاق جامعة صنعاء وحرمان طلابها وطالباتها من التعليم وممارسة العنف ضدهم والاعتداء على مكاتب سجلاتهم ووثائقهم فإضافة إلى أنهم تذرعوا بذلك كخطوة «لإسقاط النظام» قالوا في بياناتهم وخطبهم إنهم أغلقوها لأن قوات النظام تمارس العنف لمنع التعليم وبالتالي فانتظام الطلاب في دراستهم بجامعة صنعاء يعرضهم لعنف النظام وما إغلاق الجامعة إلا حماية لهم.. حسنا.. من يمارس العنف في جامعة صنعاء ومحيطها «قوات النظام» أم الإصلاحيون والفرقة الأولى مدرع والمسلحون المنخرطون في صفوف «الثوار» وداخل خيامهم وفوق أسطح المباني المجاورة¿
وتوجه الإصلاحيون نحو طلاب جامعة صنعاء يخاطبونهم بالقول إن إغلاق الجامعة إجراء ضروري لمصلحة الطلاب ذلك لأن الظروف المحيطة بالجامعة لا تساعد على استمرار الدراسة حسنا كذلك .. من أوجد هذه الظروف.. قوات النظام .. لكن يا قوم . وقلدكم الله أين قوات النظام في جامعة صنعاء وما حولها¿, وعلى من يضحك هؤلاء فحيث ما يوجد قوات النظام لا توجد جامعة مغلقة أو محاطة بظروف غير آمنة ولا توجد مدرسة حرم طلابها من التعليم بدعوى” الظروف المحيطة لا تساعد على استمرار التعليم, فالجامعات تعمل والمدارس تعمل هناك.
والمشكلة تقتصر على جامعة صنعاء والمدارس القريبة حيث للإصلاحيين نفوذ قوي بحكم مساندة المنشقين العسكريين والمسلحين القبليين الذي حشدهم الإصلاح وأولاد الشيخ الأحمر.. إذن فذرائعهم وتبريراتهم لحرمان الطلاب من التعليم غاية في الركة..
يوم السبت الماضي كان من بين المحتجين على إغلاق جامعة صنعاء قليل من الناصريين والاشتراكيين, وكان من بين الداعين إلى الاستمرار في الاعتصام والاستمرار في التعليم بجامعة صنعاء “ثوار” تكلموا بذلك لصحف وفي لقاءات مفتوحة, وقد استكثر الاصلاحيون على هؤلاء حقهم في إبداء الرأي حول القضية, حيث سارع الاصلاحيون في اتحاد طلاب الجامعة إلى اتهام أولئك بأنهم ” أعداء للثورة” وما لم يتوبوا فسوف يتم بعد الثورة ” تطهير المؤسسات التعليمية منهم” هكذا بينما المسألة هي أن شبابا وطلابا تمسكوا بحق المواطن في التعليم واحتجوا على إغلاق الجامعة مع ذلك هددوا بتطهيرهم!.