قبل أن تقتربوا من طبق الإفطار تذكروا باكستان
الدكتور عبدالعزيز المقالح
الدكتور/ عبدالعزيز المقالح
د/عبدالعزيز المقالح
مؤلم وجارح هذا الذي يجري في باكستان وما يجعله أكثر إيلاما ووجعا أن الذين دفعوا بهذا البلد الإسلامي إلى أتون حرب لانهاية لها قد تخلوا عنه في محنته وأداروا ظهورهم للملايين الجائعة والمشردة والواقفة في العراء وكأن ما يهمهم من أمر هذه البلاد هو أن تشاركهم في الحرب الخاسرة التي يديرونها من مكاتبهم البعيدة والتي لا هدف لها سوى إغراق الشعوب داخليا وخارجيا في صراعات جانبية تعمل على تعطيل نشاطها التنموي وتمنعها من الاستمرار في بناء قدراتها المادية والمعنوية . وليس ما نقوله افتراء أو من صنع الخيال إنما هو تحصيل حاصل للواقع وتعبير عن حقيقة تكشفها المشاهد الدموية التي سبقت ثورة الطبيعة وأدت إلى موت المئات وتشريد الملايين من أبناء هذا البلد المسلم والمسالم . وقبل الحديث عن الكارثة ومناشدة القادرين على مد يد العون للأشقاء انطلاقا مما تفرضه العقيدة من ناحية ومما يستدعيه الشعور الإنساني من ناحية. أود الإشارة إلى كوننا جميعا نعلم أن في بلادنا ملايين من الفقراء والمحتاجين وفي غزة أشقاء يتضورون جوعا تحت الحصار الجائر والطويل إلا أن واجبنا وواجب الأقطار العربية المسارعة في تقديم ما تستطيعه من عون عاجل وسريع لضحايا الكارثة في هذه الدولة الإسلامية . ولا ينبغي أن ننسى نحن في هذا الوطن أن الباكستان سبق لها أن شاركت بمساعداتها في كارثة الزلزال ولن يساعد الفقراء إلا الفقراء أما أصحاب الأرقام الفلكية من المليارات فهم مشغولون بمواصلة تخزين ما يمتلكونه من تلك الأموال التي قد يأتي عليها صباح يوم ما وقد تحولت إلى أوراق فاقدة القيمة لا تختلف عن أوراق الجرائد الملقاة على الطرقات . وما أتمناه للشعب الشقيق في باكستان هو أن يعود إلى بناء نفسه ويتحرر من الحرب التي دخلها دون اختيار ولا اقتناع وإلى أن تنصرف قواته المسلحة إلى إعمار ما دمرته الكارثة ومواجهة المزيد من الاحتمالات القادمة فالواضح أن شعب باكستان المسلم منقسم على نفسه وأن غالبيته الساحقة ليست مع الحرب وهي ضد زج الجيش الباكستاني في معركة لا ناقة له فيها ولا جمل وكثير من المراقبين يؤكدون أن ما حدث من اتساع دائرة الكارثة ما كان سيحدث بهذه الصورة المؤلمة لو أن البلاد كانت في حöل من الحرب وتبعاتها ومن انشغال الناس بأخبارها والتساؤل المستمر عن أسبابها والأمل في أن يعود إلى باكستان الأمان والسلام ويبدأ شعبها العظيم في تحدي المشكلات التي ورثها من عهد التقسيم وغيرها من هموم الزحام السكاني وما يترتب عليه من أخطار كانت وحدها كافية للإقلاع عن الانخراط في حروب الآخرين . وتبقى الإشارة الأهم وهي مناشدة الضمير العربي في الأقطار القادرة وغير القادرة إلى سرعة الاستجابة لنداء الأخوة الإسلامية وأن نتذكر نحن في هذا البلد الكريم الآية القرآنية التي تشير باحترام شديد إلى أولئك الذين يوثرون الآخرين على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة وذلك جوهر الإيمان وغايته . وما يؤسف له أن كثيرا من الأغنياء لا يتذكرون تقصيرهم في حق الفقراء والمحتاجين إلا بعد فوات الأوان وبعد أن تتحول الأموال المكدسة في البنوك والأسواق إلى أداة للندم والشعور بالتقصير في حق الله والناس . الشاعر الكبير الأستاذ حسن اللوزي في ديوانيه الجديدين : استقبلت المكتبة الشعرية في الأيام القليلة الماضية ديوانين جديدين للشاعر الكبير الأستاذ حسن اللوزي هما : ” معارج الرؤية ” و” مدراج النهار ” وقصائد هذين الإصدارين تؤكد أن الشعر كنبضات القلب لا يعرف التوقف وأن الموهبة تقاوم الانشغال بالقضايا العامة والاستغراق في الهم اليومي وتنأنها تنجح دائما في اصطياد لحظات الهدوء لممارسة حقها في التعبير والحضور الإبداعي . منذ خمسة وثلاثين عاما – وقبل أن تتطور الذائقة الشعرية في بلادنا – كانت قصيدة حسن تبدو غامضة صعبة التلقي والآن بعد أن تطورت هذه الذائقة بفضل التعليم وتصاعد الوعي صارت قصيدته مألوفة وقريبة من القلب رغم استمرار تصاعدها في معارج الرؤية ومدارات التعبير الجميل . تأملات شعرية : أزعم أن قلوب الناسö الناسú مازالتú مفعمة بالحب وبالرحمة لم تتدنس بغبار الجشع القاتل ومواعيد الوسواس الخناسú . أزعم أن الأرض العطشى للنور ما زالت تطرح بالقرب من الشوك ورودا نابضة بالإحساسú . م كثيرا من الأغنياء