أخلاق العظماء 

فايز البخاري



فايز البخاري

< فايز البخاري

شموخ عظمة إباء أخلاق العظماء هذه هي أقل الصفات التي يمكن أنú نطلقها على فخامة الرئيس وهو يطöل أمس الثلاثاء بكلمته الموجهة من العاصمة السعودية الرياض للمؤتمرين في مؤتمر القبائل اليمنية والتي أبان فيها عن خلق نادر قل أنú يتصف به أحد مöن أولئك الموتورين والحاقدين الذين يطمحون لكرسي الرئاسة والمناصب العليا في الدولة والذين كانوا السبب في كل ما تعانيه البلاد اليوم مöن أزمة خانقة لم يسلم منها أحد.

لقد ظهر فخامته ومöن خلال مفردات خطابöهö المؤثöر عظيما بكل ما تعنيه هذه الكلمة مöن دلالات وإيحاءات وثابتا بموقفه كالجبال الرواسي ذلك أنه يستند إلى قاعدة شعبية كبيرة متناهية ويستمد قوته مöن السواد الأعظم مöن أبناء هذا الوطن الذين هم فعلا كما قال لا يحبون إلا من تواضع لهم وكان قريبا منهم ويكرهون كل المتعالين والمتطاولين الذين يرون أنفسهم فوق القانون.

وهذا هو جوهر ما عبر عنه كل اليمنيين الذين زادتهم هذه الأزمة حبا للأخ الرئيس وإصرارا على التمسك بفخامته أكثر مöن ذي قبل خاصة وهم يقارنون مدى الفرق الشاسع بين ما أثمرته يداه مöن تربية صالحة لذرية لم يعرفهم الشعب إلا بعد تخرجهم مöن الجامعات عناصر صالحة أضحت مضرب المثل في التربية والقدوة الصالحة وبين أولئك الشرذمة المتطاولين الذين طفحتú الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية بجرائمهم ومخازيهم وتصرفاتهم الهوجاء التي أساءتú لöمن كان سببا في وجودهم أكثر مما أحسنتú لذلك الاسم الذي لا يزال غالبية اليمنيين يكنون له كل التقدير والتبجيل.

إن علي عبدالله صالح الزعيم الذي أذهل العالم بسياسته الحكيمة طوال مشواره الذي امتد لأكثر مöن ثلاثة قرون استطاع خلالها أنú ينتشل اليمن مöن الحضيض ويحقق له ما لم يستطع تحقيقه كل الزعماء الذين سبقوه وهو الذي لم يدخل مدرسة ولم يلتحق بجامعة.. قد ظهر بخطابه أمس ليذهل العالم مجددا برزانته وتسامحه وقوة تحملöه وصبره في الملمات وأنه زعيم لم تلد الدنيا -وليس اليمن- مثله فقد ترك الأحقاد جانبا وتناسى قضية الثأر لنفسه وهو لا يزال بموقف القادر على أنú يحيل كل من تعاون وشارك في ذلك العدوان الآثم إلى رماد والشعب معه في كل ذلك لكنه بأخلاق العظماء آثر أنú يتحدث عن مصلحة اليمن الذي فداه بدمه وروحه وضحى مöن أجله براحته سنين عددا وهذا ما لم يكن يتوقعه خصوم هذا الوطن ممن استبد بهم الحقد وأعماهم عن رؤية كل ما هو صائبحتى وإنú تدثروا بعباءة الدين فهم منحطون وغارقون في الحقد والكراهية حتى آذانöهم.

وإزاء هذا الخطاب التاريخي الذي حمل في خاتمته البشرى العظيمة التي ظل يترقبها أبناء اليمن منذ مغادرة فخامته إلى أرض المملكة العربية السعودية الشقيقة لا يسعنا إلا أنú نتساءل: ماذا بعد هذا الخطاب المتزن والدعوة الصادقة إلى نبذ العنف والعمل معا مöن أجل مصلحة الوطن سيقوله أولئك المأزومون¿!

وماذا بعد هذا الظهور المشرöف لهذا الزعيم الذي بدا بصحة جيدة وخطى واثقة وعقل يزن الجبال رجاحة سيقوله أولئك الذين طلقوا نساءهم وحلفوا الأيمان المغلظة على أن فخامته قد مات في حادث جامع النهدين وأنه وأنه وأنه وأنه..¿¿!!

هل سيثوبون لöرشúدöهم ويعودون إلى جادة الحق والصواب ويقرون أن هذا الرجل زعيم استثنائي ويجب التعامل معه وفق صفات العظمة والتسامح والترفع والمحبة والتعاون التي يتمتع بها¿ أم سيظل هاجس السلطة والرغبة في الوصول إليها بأية وسيلة هو المستحوذ على تلك العقول الصدئة التي لا ترى أبعد مöن أنفها¿!

 faiz.faiz619@

قد يعجبك ايضا