درس الأزمة.. الاعتماد على الذات 

علي الشرجي



علي الشرجي

علي الشرجي

تقدم الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الاوروبي ومجتمع المانحون خيرا عندما تقطع عن الشعوب المساعدات والمعونات بالكامل.. وتجعلها تعتمد على نفسها وتنفض عنها الكسل وألا تعيش في غيبوبة انتظارا لما تمن به عليها وهذا إن حدث هو جوهر التغيير الاستراتيجي.

والسؤال الأهم: هل نستطيع أن نعيش بدون منح الخارج وبرامجه الاقتصادية والسياسية¿

الإجابة هنا تعتمد أولا على مدى الاحساس العميق بالتسول وربما الاهانة لكننا جميعا في الأزمات الوطنية نجوع ولا نفرط تحضنا الظروف ولا نضيع قادرون على الحياة بدون معونة أو بفوضى خلاقة!!

> إن الأزمة السياسية الراهنة التي تعيشها اليمن أعادت الثقة في مؤسسات الدولة الصامدة في وجه التحديات والتجاوزات والافرازات الماحقة والمتلاحقة والتي تقصم ظهر أكبر «بعير دولي» ربما إذا ما عاش أزمة شاملة كأزمتنا هذه في غاية التعقيد.

> وبلغة العقل لم يكن من الممكن أن تستمر خزينة الدولة في ضخ السيولة النقدية بعد توقف الإنتاج النفطي ولمدة تقارب نصف العام وهو المورد الأساسي للدخل القومي الذي تعتمد عليه الدولة بنسبة 80% إضافة إلي موت السياحة في بلادنا وتراجع الزراعة والصناعة وتباطؤ النشاط العام والخاص حيث يبدو كضوء خافت شاحب في نفق طويل مظلم والذي كاد أن يشعرنا باليأس.. لكن اليأس على وشك أن يتبدد بمزيد من إعطاء اليمنيين الثقة في أنفسهم.. إلى مزيد من المشاركة والتفاعل والصبر والمثابرة.. كما نحتاج لحسم المتاعب اليومية القاسية وكذلك الأوضاع المعلقة في الأحزاب والساحات والطرقات وفي طاولات الحوار خير مكان لمناقشة مصير هذا الوطن ومستقبله.

> إذا كانت «احتجاجات الشارع» أو «أزمة الأحزاب السياسية» أو ما يسمى بـ«ثورة الشباب» سمها ما شئت تنشد التغيير للأوضاع السائدة في اليمن وإذا أرادت أن تحقق العدالة الاجتماعية فلا بد من التوجه بهذا الشعار إلى حيث يسكن التمايز والفوارق الطبقية أدوات الاستغلال والعنف والتسلط على الطبقة المنتجة والعاملة وهم غالبية اليمنيين الذين يعيشون لحظة بلحظة الخوف بكل أنواعه وأسبابه على الوطن حاضره ومستقبله.

> إذا كان غياب الحرية والمشاركة هو السبب الأول في تراكم الظلم والإحساس بفقدان الأمل.. فإن الجدير المفترض بنا ومنا مطالبة الدولة وإلزامها عدم التنازل عن حقها في أن تكون وحدها سلطة الضبط والاتهام والمحاكمة وتنفيذ الاحكام ورعاية شئون المواطنين.

> في كل الأحوال والظروف.. لا يمكن الوثوق أو القبول بأي مشروع تغييري خارج القانون ويبقى الاعتصام بحبل الوطن والوحدة الوطنية حصنا للدفاع عن مقدرات الشعب وخياراته ومستقبل أجياله.

الشعب يريد الاعتماد على الذات.. ومصالح الشعب تقتضي من الجميع ترشيد الشعارات ومغادرة ردود الأفعال الأنانية.
 

قد يعجبك ايضا