
تحقيق/ فايز البخاري –
نصف سجناء اليمن في عهد الأمام من أبناء إب
ثوار48م خرجوا في إب محفوفين بالدعوات وفي صنعاء باللِعِنِات
توزع شباب إب بين مناصرين للبدر وآخرين للحسن لتوسيع الشْقة
ركزِ الشباب على توزيع المنشورات والقيام بالتفجيرات المرعبة
إب أكثر المحافظات تضحيةٍ وأقلْها حظاٍ وقت الغنيمة والتوثيق
تحقيق/ فايز البخاري
لم تْظلِم محافظة في توثيق تاريخها النضالي ودورها التنويري في مسيرة الكفاح الوطني كما ظْلمِتú محافظة إب التي كانت صاحبة الريادة في العمل الوطني على مِر التاريخ ورغم ذلك كانت الأقل توثيقاٍ وكتابةٍ عن أدوارها وما قام به أبناؤها من نضالُ وكفاحُ في مختلف الحقب الزمنية. وهذا مايعزوه الدكتور فؤاد البنا إلى إرثها الحضاري وطبيعة أبنائها الذين أخذوا واشتقوا لأنفسهم (الإباء) من اسمها(إب).
ولتسليط الضوء على بعضُ من جوانب وأدوار محافظة إب في مسيرة الكفاح والنضال الوطني كان لنا هذا التحقيق المطول الذي استقيناهْ من أفواه مِن التقيناهم في زياراتنا الميدانيةº ومن بطون الكتب التي أرختú للثورة اليمنية. إضافة إلى بعض الكتابات التي استشهدنا بها من خلال بعض الحوارات الصحفية لبعض مناضلي الثورة..
> وقد بدأنا مع الوالد المناضل الشيخ سنان أبو لحوم الذي أشاد بدور محافظة إب البطولي في حركة النضال الوطني من خلال كتابه (اليمن.. حقائق ووثائق عشتها) الجزء الأول صفحة48: «( في سنة 44 ارتفع عدد المحابيس من لواء إب ليساوي نصف المحابيس في أنحاء اليمن كلها….أما إب فقد كان نصيبها أكبر في عدد المحابيس من وجهاء البلاد وعلمائها ومشائخها وهذه بعض أسمائهم وأعتذر مقدماٍ إنú لم تسعفني الذاكرة في ذكر كل الأسماء فقد كان في مقدمة محابيس إب الشيخ حسن محمد الدعيس لسان اليمن والقاضي أحمد بن علي العنسي والنقيب عبداللطيف قائد بن راجح والشيخ حسن محمد البعداني والشيخ منصور بن نصر البعداني والشيخ نعمان البعداني والشيخ محمد حزام خالد وابن عمه والشيخ محمد منصور الصنعاني والشيخ محمد عبدالقوي الشعيبي والقاضي عبدالرحمن بن محمد الحدادوالقاضي محمد بن أحمد صبرة والقاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني والنقيب عبدالحميد أبو أصبع والقاضي أحمد عبدالرحمن المعلمي والشيخ عبدالعزيز منصور بن نصر والنقيب مرشد بن حسن أبو راس والنقيب قاسم عبدالله دماج وقايد عبدالله دماج وعلي مطلق دماج وناجي بن علي دماج والنقيب عبدالله بن حسن خرصانوالشيخ عبدالرحمن بن محمد باسلامة والنقباء عبدالعزيز الصلاحي وآل أبو راس وآل دماج ومحمد بن حسن أبو راس والنقيب عبدالله بن حسن أبو راس وقاسم بن حسن أبو راس والشيخ صالح مرشد المقالح والقاضي أحمد الجنيد والقاضي عبدالرحمن بن عبدالله الجنيد وعبدالوهاب محمد الجنيد والقاضي محمد بن علي الأكوع والقاضي عبدالكريم العنسي والشيخ عبدالعزيز بن صادق باشا وأحمد محمد باشا والسيد محسن بن قاسم باعلوي )».
جمعية الإصلاح
> وحين نتابع مجريات أحداث النضال ضد حكم الإمامة نجد أن عام 1944م يْعتِبر من أخصب الأعوام التي نضجتú فيها الحركة الوطنية وتبلورت أفكارْها وساد الوعي الوطني تجاه ظلم وعنصرية وكهنوت الحكم الإمامي الطائفي معظم أرجاء اليمن إلا أن محافظة إب وبشهادة المؤرخ الكبير محمد بن علي الأكوع الحوالي كانتú الأكثر وعياٍ وإدراكاٍ لما تعانيه اليمن في ظل ذلك الحكم السْلالي المقيت وبالتالي فقد كان أبناؤها من أول من ناهضوا الإمامة ووقفوا بشجاعة في وجوه عْتاتها. ومن مدينة إب انطلقتú أولى بشائر العمل النضالي التي تمثلت بـ(جمعية الإصلاح) لمناهضة الإمامة برئاسة القاضي محمد علي الأكوع الحوالي وعضوية العديد من الشخصيات الوطنية بمحافظة إب والذين كان لهم أدوار بارزة في مسيرة النضال الوطني لعقودُ عديدة ومنهم القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني والشيخ الجسور حسن محمد الدعيس الذي يْلقب بفيلسوف الثورة والشيخ حسن محمد البعداني والنقيب عبداللطيف قائد بن راجح والشيخ محمد حزام خالد والشيخ صالح مرشد المقالح والد الدكتور الشاعر عبدالعزيز المقالح والشاعر محمد أحمد صبرة ومحمد منصور الصنعاني وعبده محمد باسلامة والقاضي عبدالكريم العنسي..
وعن هذه الجمعية((جمعية الإصلاح)) للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تأسست في إب عام1944م الموافق 1363هـ يقول القاضي عبدالرحمن الإرياني رئيس الجمهورية الأسبق في كتاب(وثائق أولى عن الثورة اليمنية) الصادر عن مركز الدراسات والبحوث اليمني صفحة 108-109:
»في أوائل عام1363هـ ومن وحي المآسي التي كنا نراها كل يوم أمام أعيننا وبباعث الرغبة في التغيير إلى الأفضل والنزوع إلى تحقيق العدل وإلى التطور والذي كنا نسمع به ولا نراه أنشأنا في إب أول جمعية سياسية اسميناها (جمعية الإصلاح) واعتبرناها رافداٍ من روافد الحركة الوطنية في عدن بقيادة الشهيد الزبيري والزعيم النعمان. وكان رأينا أن العمل من الداخل أجدى وأنفع مهما كان محفوفاٍ بالمخاطر. وقد اطلع القاضي الشهيد يحيى بن أحمد السياغي والسيد محمد أحمد المطاع على برنامج جمعيتنا وحضرا بعض جلساتها ووافقا على البرنامج وشجعا على المْضي الحذر في العمل. كما أن الجمعية اتصلتú بمِن في عدن وبعثوا لها ببطاقات عضوية وسندات مطبوعة للتبرْعات» .. ويضيف: «برغم أن هذه الجمعية لم تْعمِر إلا أشهْراٍ معدودة فإنها في حدود معلوماتي أول منظمة في الداخل تتخذ شكلاٍ تنظيمياٍ ويكون لها منهج للعمل ونظام داخلي واشتراك شهري».
بيئة حاضنة للنضال
> ونتيجة الوعي الذي عْرفتú به محافظة إب أو لواء إب كما كان يْسمى فقد خرج منها العديد من المناضلين الذين أسهمتú الأجواء في إب في إبرازهم وإدخالهم معترك الحياة النضالية مثلما كان حال الشيخ سنان أبو لحوم الذي يقول في صفحة46 من كتابه آنف الذكر أن انخراطه في العمل الوطني كان: «بسبب مجتمع إب الذي كِبْرتْ فيه ووعيتْهْ منذ الصغر ومجموع الشيوخ والشباب الذين تفتحتú عقولهم على المعرفة سواءٍ لاستيعابهم للمجتمع الإبي الزراعي وطبيعة المظالم التي تعاقبت عليه أو لاهتمامهم بما يجري في العالم حيث كانت الحرب العالمية الثانية قد بدأت وبدأت أخبارْها تصل إلينا عن طريق المذياع الذي كان منتشراٍ في إب….. فكانت إب هي أهم مراكز اليمن بالنسبة للوعي وهي المكان الذي نما عودي بها وكان لها تأثير كبير في تكوين شخصيتي» .
وعن هذا الوعي الذي كان منتشراٍ في إب آنذاك وكان سبباٍ لانخراط العديد من أبنائها ومِن يقطنونها من خارجها في حركة النضال الوطني ضد الإمامة يتحدث القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني في صفحة125-126 من كتاب(وثائق أولى عن الثورة اليمنية) بعد إلقاء القبض عليهم عقب ثورة 1948م وإرسالهم إلى سجن حجة مقارناٍ بين كيفية خروجهم من إب وبين خروج الأحرار في صنعاء :
»كنا ثلاثة وثلاثين شخصاٍ عندما غادرنا إبإذ تْركِ بقية المعتقلين الذين لا دخل لهم بالثورة في إب وكان الناس على جانبي الطريق يدعون لنا بحْسúن المخúرِج والنساء تنوح وتبكي بينما الخارجون من صنعاء وعلى رأسهم الإمام الدستوري عبدالله بن أحمد الوزير والكثير من العلماء ورجالات اليمن قد خرجوا بين لعنات الناس مشفوعةٍ بقذفهم بالتراب والقاذورات. وبهذا يمكنك أن تقارن بين المشاعر هنا والمشاعر هناك وتستنبط منها مؤشراٍ على الروح الحضارية والحس الإنساني وتفاوت درجات الوعي» .
الأحرار الأوائل
> ويؤكد على ذلك أحمد محمد الشامي في كتابه (رياح التغيير في اليمن) حيث يذكر موقفاٍ طريفاٍ للقاضي المؤرخ عبدالله الشماحي حين كانت تْلقى عليهم القاذورات من بيوت صنعاء وهم في الأغلال(قيود تربط الأعناق ببعضها) فقد وقع شيءَ منها على رأسه -وكانوا في حالةُ بائسة- فتحسس ذلك الشيء وصاح:»خرئة ورب الكعبة» فانفجرِ الجميع بالضحك رغم بؤس ماهم فيه !!
ومن جهته يشهد القاضي عبدالسلام صبرة على وعي أبناء محافظة إب وأنهم كانوا من صدارة وأوائل مِن عارضوا الإمامة في كتاب (وثائق أولى عن الثورة اليمنية) صفحة (185) بقوله: «تكونتú مجموعة كبيرة من العلماء والوجهاء والأعيان من لوائي إب وتعز ومناطق متعددة تطالبه أي الإمام يحيى منتصف الثلاثينيات وتحسين أوضاع اليمن ولكن الإمام يحيى بجموده وغروره واستعلائه يستنكر المطالبة الطبيعية ويعتبرها إساءة أدب إليه. وكيف يجيء النصحْ من العبيد إلى المولى ومن المسود إلى السيد¿! فزج بالكثير من المواطنين في السجون أمثال الشيخ عبدالوهاب نعمان ومن بيت قاسمأي آل قاسم مشائخ المجمعة بمديرية ريف إب وبيت حمود عبدالرب مشائخ عزلة حِرúد بمديرية ريف إب ومن بيت باشا وغيرهم».
إضافة إلى ذلك يْجمع مِن أرخِ للثورة اليمنية ضد الإمامة أن فيلسوف الثورة الشيخ حسن محمد الدعيس كان من أول مِن وقفِ في وجه الإمام يحيى وأبنائه الذين كانوا يلقبون أنفسهم بـ(سيوف الإسلام) وعلى رأسهم الأمير الحسن بن يحيى الذي كان أميراٍ للواء إب واشتهرِ ببخله الشديد وجوره وظلمه للرعية في جمع ماكان يْسمى بـ(الصْبِر) ومفردها (صْبرِة) وتعني زكاة المثل وتقضي بإلزام المزارعين دفع زكاة المحصول كأفضل سنة جادتú بها الأرض ما كان يرهق المزارعين ويكلفهم فوق طاقتهم إذا لم يكن المحصول وفيراٍ بل ويجعلهم يدفعون الزكاة قمحاٍ إذا كانت السنة التي اختارها الأئمة تزرع قمحاٍ حتى ولو كان المحصول شعيراٍ أو غيره. وسواء جادت الأرض أم كانت شحيحة!!
مختصرو القرآن
> وقد كان للدعيس تواجد حتى في العاصمة صنعاء منذ ثلاثينيات القرن العشرين وكان يجتمع بالشهيد أحمد المطاع والمناضل محمد المحلوي الذين كانوا من أوائل من واجهوا الإمام يحيى وسجنهم بْحجة أنهم يدعون لاختصار القرآن. وهذا ما يؤكده المناضل العزي صالح السنيدار في كتابه (الطريق إلى الحرية) والقاضي عبدالسلام صبرة في كتاب (وثائق أولى عن الثورة اليمنية) صفحة (181). ويقول أيضاٍ: «بعد سنة 1355هـ أي1936م كان مسجد الجديد في صنعاء هو الذي يجتمع فيه الأحرار الأولون أمثال المحلوي والدعيس وأولاد المطاع والعزب وعلي الشماحي والعزي صالح السنيدار وغيرهم».
وهنا يصف صبرة الشيخ حسن الدعيس ضمن المناضلين الأوائل إلى جانب شهادته السابقة عن إب وتعز ليؤكد دور أبناء إب في ريادة العمل الوطني. ودور الدعيس وبسالته وشجاعته في مواجهة الإمامة وتضحيته بمشيخه وجاهه وأملاكه في بعدان ينص عليه أيضاٍ أحد المناضلين الأوائل -حسب وصف صبرة- وهو المناضل العزي صالح السنيدار في كتابه سابق الذكر.
ويقول عنه عبدالسلام صبرة في صفحة 192 وما بعدها من الكتاب نفسه: «ومن أهم الشخصيات المعارضة المناضل ذو العقلية الناضجة واللسان الفصيح حسن الدعيس رحمه الله والذي لو سردتْ ما حفظتْ عنه في السجن وخارجه من نقد ونكت وقصص وتحليل علمي للكثير من القضايا العامة والخاصة لأطلت في التسطير وغطيت كثيراٍ من الصفحات.
دوافع وطنية خالصة
> القاضي المناضل عبدالله عبدالوهاب الشماحي في دراسته المنشورة في كتاب (ثورة1948م الميلاد والمسيرة والمؤثرات) تحت عنوان «نشوء وتطور حركة المعارضة» يقول في صفحة37 وما بعدها: (بينما كان الأستاذان الزبيري والنعمان ومجموعتهما بتعز كان النقيب مطيع دماج قد سبقهما إلى عدن إثر تفكير مجموعة بإب لم تجتذبها الآمال التي اجتذبت الأستاذين نعمان والزبيري إلى تعز فلواء إب كان تحت حكم خانق لا منفذ في صخرته لنسيم أدب ولا أريحية تلطف روح الأديب والشاعر من وطأة كابوس الحكم ولم يكن لتلك المجموعة تفكير إلا أن يتخلص اليمن من حكم الإمام يحيى وأبنائه وبعد تفكير طويل قرروا إقامة منظمة اطلقوا عليها (جمعية الإصلاح) يكون مقرها إب وتتكون من رئيس هو القاضي محمد بن علي الأكوع وأعضاء منهم القاضي عبدالرحمن بن يحيى الإرياني والقاضي عبدالكريم أحمد العنسي وعبدالرحمن بن محمد با سلامة ومحمد أحمد صبرة والشيخ حسن الدعيس والشيخ حسن محمد البعداني والنقيب عبداللطيف قائد بن راجح ومحمد منصور الصنعاني. وقد وضعت لها نظاماٍ أرسلت مسودته إلى القاضي الزبيري في عدن فتولى مطالعته وتوسيعه وسماهْ (برنامج الإصلاح) وطبعه وأرسل منه كميات كبيرة إلى القاضي الأكوع رئيس المنظمة التي كان من أهدافها إزالة حكم الإمام يحيى وأبنائه» .
وعن وعي أبناء إب وإخلاصهم في النضال والدفاع عن الثورة والنظام الجمهوري يقول سنان أبو لحوم في صفحة (43) من الجزء الثاني من كتابه (اليمن حقائق ووثائق عشتها) وهو يصف مِن كان يصل منهم إلى صنعاء عقب قيام الثورة للدفاع عنها مقارنة بالآخرين الواصلين من بقية المناطق: «وللحقيقة فإن الذين جاءوا من عدن وتعز وإب كانتú لديهم دوافع وطنية خالصة».
صانعة الإباء
> من جهته يقول د/ فؤاد البنا: إب لعبت أدواراٍ حاسمة في صناعة التحولات الكبرى في هذا الوطن قديماٍ وحديثاٍ ولأنها (تعمل) فإنها لا (تقول) بمعنى أنها زاهدة في الحديث عن نفسها ولذلك أثرتْ تسطير هذا المقال عن هذه المحافظة التي اشتْق اسمها من فعلها:( إب) فهي لا تكف عن صناعة (الإباء) وتدبير الثورات وتدبيج ملاحم التغيير كأنها قصائد عشق أزلية.
إنها إب : علي عبدالمغني وعبدالعزيز المقالح وزيد مطيع دماج وعبدالمجيد الزنداني وعبدالرحمن الإرياني وعبدالله الحجري وعبدالكريم الإرياني وجار الله عمر وعبدالسلام الدميني وحمود الهتار ومحمد حسن دماج ومحمد قحطان وحسن الدعيس وعبدالسلام العنسي ومحمد علي الربادي وعبدالعزيز الحبيشي…الخ (من ذا الذي يستطيع أن يحصي أعلام إب)¿!
ويضيف الدكتور البناء: تمثل تعز وإب ما يساوي ثلث سكان اليمن. وإذا كانت تعز قد حظيت أدوارْها باهتمام كبير ونالت بطولاتها إشادة مقدرة فإن إب لم تحظ بشيء من ذلك.
نضال مْبكر
> وعن دور إب الطليعي في كل الثورات يقول الزميل محمد الورافي: كانت محافظة إب في أواخر 1966 داعمة للجبهتين وإلى جانب ذلك فقد أصبحت مدينة جبلة بمحافظة إب مركزاٍ للاجتماعات السرية للجبهة القومية التي أسهمت بدورها في تسريع الهزيمة التي لحقت بالمستعمر البريطاني وأجبرته على قبول الجلاء عن الوطن.
فيما يتحدث المناضل اللواء محمد عبدالله الفقيه عن الدور المبكر في دعم الثورة السبتمبرية والإعداد لها من قبل أبناء إب بقوله: «حقيقة فقد لمسنا جميعاٍ لأول وهلة أنه يوجد نشاط سياسي من قبل بعض العلماء والشباب في المدينة مثل القاضي عبدالرحمن الحداد ومحمد لطف الصباحي ومحمد الربادي وعبدالحفيظ بهران وأخيه يحيى بهران وعبدالعزيز الحبيشي وعبدالله وهابي وعبدالله المهتدي وعبدالله العمراني وغيرهم حيث كان هؤلاء من أفضل الشباب الثوريين الذين يعملون تحت ظلال ضباط الأمن لاسيما بعد قيام ثورة 1952م المصرية فقد زاد الحماس لدى الكثير من الشباب لاسيما الذين كانوا يستمعون لأحمد سعيد من إذاعة صوت العرب».
ويضيف اللواء الفقيه: «كانت تقوم في بعض الحالات مظاهرات ومشاكسات بين الشباب والحكام وهو ما استدعى طلب القاضي يحيى بهران عن طريقي للتفاهم مع نائب الإمام أحمد السياغي وفعلاٍ فقد اجتمع القاضي يحيى بهران مع أحمد السياغي واستطاع يحيى بهران أن يقنع نائب الإمام بأن حركة الشباب هي الأفضل وأن مراعاة المواطنين هو الواجب الأساسي الوطني وقد تسربت حركة الشباب إلى المناطق في إب وقعطبة وكان هناك الأستاذ عبدالله المساجدي والأستاذ حسن سريع في التربية والتعليم وكان التواصل يتم ما بين الشباب في إب وفي قعطبة عن طريقي وكذلك إلى العدين حيث يوجد الملازم عبدالله اللقية والحاكم القاضي أحمد الذاري وكانت تتبادل الرسائل والكتب الثورية عن طريقي ما بين إب والعدين وقعطبة وكانت الحركة دائبة».
ويْعزز ذلك الأستاذ محمد زين العودي والقاضي يحيى بن أحمد العنسي اللذان أشادا بدور شباب إب في كونهم كانوا كتلة واحدة ومنظمة في نضالهم وكفاحهم ضد حكم آل حميد الدين الجائر المستبد. وأن هذه النقطة كانت سبباٍ في تماسكهم وبسالتهم التي أقلقِتú زبانية الإمام.
faiz.faiz619@gmail.com