
إعداد/ أحمد الطيار –
■ ورقة الريال الجمهوري نزلت للتداول في 8 فبراير 1964م والدينار ظهر في ابريل من العام التالي
■.. على الرغم من أن العالم بأسره عرف النقود الورقية وتعامل بها تجاريا منذ ما قبل العام 1900م على اقل تقدير فإن اليمنيين ونتيجة لوقوعهم تحت حكم الأئمة في الشمال والاستعمار في الجنوب حرموا من هذه الميزة لمدة تزيد عن 64 عاما عندما تمكن الأستاذ عبد الغني علي وزير الخزانة في حكومة الجمهورية بعد ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن من وضع اللمسات الأخيرة لإصدار الورقة النقدية الأولى للعملة اليمنية فئة الريال الجمهوري فكان يوم 8 فبراير 1964م ميلاد ورقة الريال اليمني بدون منازع لينهي حقبة من السيطرة المالية للنقود المعدنية الفضية والنحاسية ثقيلة الوزن على التجارة في اليمن فلم تكن هناك حتى ذلك الوقت عملة يمنية في تلك الفترة فكان اليمنيون يستخدمون عملة أجنبية وسيطة هي «ماريا تريزا» أو ما يسمى بالريال الفضي أو الفرانصي والشلن الشرق أفريقي البريطاني.
سك العملة بعد الثورة اليمنية
أخذ سك العملة في اليمن بعد قيام الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 اكتوبر طرقا علمية حديثة انطلاقا من الطموح نحو إحداث تغيير جذري مع مخلفات العهد الماضي لذلك كان التركيز من الجهات المسئولة عن العملة ضمن الحكومة على إحداث وإنتاج عملة وطنية تربط المجتمع بالعهد الوطني الجديد ولهذا أخذت منحنيين عمليين الأول إصدار عملات معدنية بمختلف أنواعها وذات قيمة متنوعة والثاني إصدار عملات ورقية بفئات حديثة وكان هذا ما أشارت إليه الوثائق الرسمية في كل من شمال اليمن وجنوبه على حد سواء.
ففي الشطر الشمالي من اليمن كانت وزارة الخزانة بعد ثورة 26 سبتمبر قد اتخذت مقرا لها في ميدان التحرير الحالي بصنعاء وبالتحديد القصر المسمى حاليا متحف الموروث الشعبي وهذا القصر كان يتبع الإمام ومقرا للخزينة العامة التابعة له حيث كانت تورد إليه الأموال من جميع النواحي ويحتفظ بها في خزائن مقفلة تحت اشرافه وهنا كان الموظفون يأتمرون بأمره ولا يصرفون أي مبلغ إلا بتوجيهه ونظرا لأن الموظفون كانوا يمتلكون الخبرة والمهارة المالية فقد بقوا في أعمالهم بعد الثورة وتحت اشراف الوزير المسئول عن الخزانة وكان آنذاك الدكتور عبد الغني علي الخبير الاقتصادي والحائز على درجة الدكتوراه في الاقتصاد يشرف في العام 1963م على الإعداد لسك العملة الوطنية اليمنية بعد الثورة وفعلا نجح في ذلك بفضل تعاون كوادر وزارته .
ويعتبر عبد الغني علي أهم شخصية اقتصادية عرفتها اليمن بعد الثورة فهو من الاقتصاديين اليمنيين الكبار في مجاله, تولى السياسة المالية والنقدية للبلاد بعد عام 62 فأنجز الكثير من شؤون لجنة النقد اليمنية مروراٍ بتشريعات أسست لاقتصاد يجمع بين العام والمختلط مروراٍ بالبنك اليمني للإنشاء والتعمير حتى شركة المحروقات والقطن وبينهما مؤسسات أظهرت الوجه الاقتصادي لليمن كما يشير الأستاذ عبد الرحمن بجاش في مقال بجريدة الجمهورية (يناير 2012م) فبفضله تم وضع أول ميزانية رسمية معتمدة.
وتشير وثيقة رسمية إلى أن الرئيس عبد الله السلال وجه يوم الاربعاء 21نوفمبر 1962م مراقب الضريبة بضرب عملة فئة نصف بقشة على النمنونة رقم 1 على أن يكون بالعملة الجديدة صورة العلم الجمهوري وكتب على وجهها الجمهورية العربية اليمنية ملفوفة على العلم ومن الخلف لا اله الا الله وتحديد زمن ضربها(سكها).
ومع ان الرئيس السلال كان يعتقد ان البقشة الجمهورية كان بالإمكان سكها بنفس قيمة البقشة الاحمدية التي كانت في ايام الامام احمد فقد قدمت لجنة من قسم سك النقود برئاسة عبد العزيز الحملي يوم السبت 15ديسمبر 1962م نتائج دراسة الموضوع مع مقترحات لوزير الخزانة آنذاك عبد الغني علي يتضمن رؤية ان تضرب العملة الجديدة بفئات ثمن عشر وربع عشر وتكون من النحاس او غيره فيما تكون فئات نصف عشر وعشر وعشران من الفضة ويراعي في هذا التقسيم بالنسبة للفضة الوزن والثمن اعتمادا على وحدة الريال الفرانصي كي تكون سهلة التداول بين الناس وسرعة فهمها فكان جواب الوزير بعد ذلك بيوم واحد بالموافقة على المقترح واحال التنفيذ على قسم سك النقود على ان تكون الرقابة والاشراف المباشر لوزارة الخزانة والتي تعتبر المرجع المختص فيما يتعلق بهذا الموضوع.
سك النقود
سكت مباشرة بعد قيام الثورة سنة 1962م الموافق 1382ه عملات جمهورية بنمط السك الذي كان في عهد الامام احمد مع تغيير في العبارات وادخال عبارة الجمهورية العربية اليمنية وكانت باكورة عملية السك عشر فضة بوزن 2.8جم وقطرها 19.5مم ونصف عشر فضة بوزن 1.2جم وقطر 16 مم. كما تم سك ربع عشر نحاس احمر بوزن 5.8جم وقطر 27.5مم وهذه العملة رسم في مركزها يد تقبض شعلة وهي تدل على رمز الثورة كأول شعار للجمهورية العربية اليمنية على العملة وسك ايضا بنفس التاريخ فئة ثمن عشر نحاس احمر بوزن 3 جم وقطر 22.5مم وبنفس صورة رمز الشعلة .
الريال الفضي
تمكنت وزارة الخزانة اواخر العام 1963م من سك الريال الفضي الجمهوري ليكون اول عملة وطنية معدنية تم اصداره بعد ثورة 26 سبتمبر وتم سكها في مصر وقد حرصت حكومة الثورة على ان يكون الريال الفضي الجمهوري بمواصفات مشابهة لمواصفات الريال الفضي ماريا تريزا من حيث المعدن الداخل في السك والعيار والحجم وغير ذلك بهدف ان تحظى العملة الجديدة بالقبول العام من الجمهور وقد حمل الريال مواصفات جديدة اذ كان وزنه 20.1جم وقطره 40مم ورسم على وجهه الاعلى اسم الجمهورية العربية اليمنية وفي الوسط قيمة الفئة وفي الاسفل زخرفة اسلامية فيما رسم من الخلف في الوسط فرع شجرة البن اليمني الشهير محاطا من الخارج بشكل شبه دائري لزخرفة اسلامية اما في الاسفل سنة السك بالتاريخ الميلادي والهجري 1963/1383ه ويقول مؤرخو تلك الحقبة ان إصدار الريال الفضي الجمهوري لم يكن بكميات كبيرة نظرا للأوضاع الاقتصادية والمالية لحكومة الثورة والعجز الشديد في ايراداتها وامكانياتها وحالة الاضطراب والحرب التي كانت تعيشها اليمن مشيرين الى ان الاصدار الفضي للريال الجمهوري لم يتجاوز مليون ريال وهي كمية اسهمت في تشغيل نفقات الحكومة والجيش لمدة ثلاثة اشهر فقط.
البقش
اصدرت وزارة الخزانة اواخر العام 1963م مجموعة من المسكوكات المعدنية سميت بالبقشة وهي جزء من الريال الفضي والذي كان يساوي 40 بقشة ومن تلك المسكوكات عشرون بقشة فضية وزنها 10 جم وقطرها 30 مم وعشرة بقش فضية بوزن 5جم وقطر 24 مم وخمس بقش فضية بوزن 2.5 جم وقطر 19 مم ورسم عليهن نفس رسوم الريال الفضي الجمهوري.
كما رافق اصدار البقش الفضية اصدار بقش اخرى اقل قيمة من النحاس تمثلت في بقشتين من النحاس الاصفر وبقشة واحدة ونصف بقشة وقد رسم عليهن نفس رسم البقشات الفضية وبنفس التاريخ 1963/1382ه
لجنة النقد
خلال عام 1962-1963م أنشئ اول مصرف وطني في اليمن وأول مؤسسة نقد وطنية كنواة للبنك المركزي وهو البنك اليمني للأنشاء والتعمير وذلك بعد 13 يوماٍ من اندلاع الثورة وقيام الجمهورية وقد تحمل هذا البنك وحده مسؤولية البنك المركزي والبنك التجاري والبنك المتخصص في البلاد وفي اليوم التالي صدر قرار جمهوري بالترخيص بإنشاء البنك اليمني للانشاء والتعمير تحت توقيع رئيس الجمهورية والقائد العام آنذاك المشير عبد الله السلال وخلال هذه الفترة كان البنك اليمني ووزارة المالية- وعنها لجنة النقد اليمنية منذ منتصف عام 1964م هما الجهتان المسؤولتان عن رسم وتنفيذ السياسة النقدية في الشطر الشمالي سابقاٍ وكانت السياسة النقدية في ذلك الوقت تتخذ عبر قرارات فورية ولم تكن هناك لجنة للرقابة والاشراف على المصارف لأنه لم يكن هناك سوى مصرف واحد وهو البنك اليمني للإنشاء والتعمير بالإضافة الى (بنك مصر) في تعز ولكنه تخصص فقط في تمويل القوات العربية (المصرية) وفي عام 1967م انشئت هيئة الرقابة على النقد نتيجة للتدهور المتسارع لسعر الريال من فبراير 1964م الى 1967م واستمر هذا التدهور حتى وصل في يوليو 1970م الى 1.33 شلن اي مايساوي 0.12% من الدولار..
الفئات النقدية
اصدرت لجنة النقد اليمنية بموجب القانون المخول لها منذ العام 1963م عدة اصدارات نقدية من العملة تمثلت في الريال الجمهوري وفئة خمسة ريالات وعشرة ريالات وعشرين ريالا وحسب تواريخ محددة حتى نهاية العام 1969م.
الريال
عرفت اليمن الريال الجمهوري الورقي في الثامن من فبراير 1964م لونه اخضر فاتح بمقاس 126في 65مم ورسم على وجهه شعار الدولة الاول الذي اتخذته الحكومة اليمنية بعد قيام الثورة في 1962م والذي جرى تكييفه وتعديله من نسر صلاح الدين المستخدم في عدة بلدان عربية ومنها مصر وقد كتب عليه ريال واحد بناء على قانون العملة اليمنية عن لجنة النقد اليمنية ورسم عليه من الخلف بيوت في صنعاء بنيت من الياجور وهي عبارة عن منازل للعمارة التقليدية في صنعاء وارقامه التسلسلية من أ/21-أ/30 ووقع عليه عبد الغني علي وزير الخزانة وهو رجل الاقتصاد الاول في اليمن تولى الوزارة نظرا لخبرته ومهارته وعلمه فقد كان يحمل شهادة جامعية في تخصص الاقتصاد وبدأ عمله برؤية اقتصادية حديثة ويقول عنه الاستاذ احمد الرحومي الذي عين وكيلا للوزارة في حينها ثم وزيرا فيما بعد ان عبد الغني علي تحمل مسئولية كبيرة في تلك الفترة نظرا للوضع المضطرب في البلاد فالحرب بين الجمهورية والملكية كانت على اشدها والجمهورية بحكومتها لم يكن لديها الامكانيات والموارد المالية التي تجعلها تصمد في مواجهة النفقات وتسيير امور البلاد ولولا الدعم من الاشقاء المصريين لكان الامر اكثر سوءاٍويفيد ان ميزانية الحكومة انذاك لم تكن كبيرة وبلغت حوالي 40 مليون ريال فضي لكن نظرا للظروف الاقتصادية وحالة الحرب لم تستطع الحكومة توفير تلك الميزانية بالشكل المطلوب فكانت مسئولية الوزير عبد الغني جسيمة في البحث والعمل بكل الطرق للوفاء بالمطلوب.
فئة الخمسة
صدر الاصدار الاول من فئة خمسة ريالات يوم العاشر من مارس 1964م بلون احمر فاتح ومقاس 135مم في 70مم ورسم على وجهها نفس الرسومات على فئة الريال وتمت تحت توقيع عبد الغني علي وزير الخزانة اما رسومات الخلف فحملت صورة تمثال برونزي لكيوبيد (طفل جميل مجنح على ظهر اسد)يحمل سهما في يده اليمني وسلسلة مكسورة تمتد الى ياقة الاسد وهذا التمثال وجد عام 1950 في بيت يفيش في المدينة القتبانية القديمة تمنع من قبل بعثة وندل فليبس كما كتب اسم الفئة والدولة باللغة الانجليزية .
فئة العشرة
صدرت في 10 مارس 1964 كأعلى قيمة من الفئات النقدية حينها واتخذت لونا سماويا فاتحا على وجهها النسر اليمني كعلامة للجمهورية وموقع عليها من قبل الوزير عبد الغني علي وزير الخزانة ومن الخلف ظهر فيها سد الهاملي للدلالة على شهرة اليمن بالسدود وارقامها التسلسلية كانت من أ/1 الى أ/3 .
الدينار والفلسات
وبعد تلك الخطوة النقدية الهائلة في شمال الوطن كان السيد عبد الباري علي بازرعة رجل الاقتصاد اليمني الشهير رئيسا لمؤسسة النقد في الشطر الجنوبي ويساعده جون اوين امين عام المؤسسة قد نجحا في الاول من ابريل عام 1965م من اصدار اول عملة ورقية وطنية يمنية للشطر الجنوبي من الوطن من فئة الدينار ونصف الدينار(500 فلس) وربعه(250 فلسا) وايضا من فئة خمسة دنانير وضخها للسوق التجاري لتحل محل العملة القديمة التي كانت في التداول وهي شلن شرق افريقيا التابع للاحتلال البريطاني.
وتشير الوثائق الرسمية انه بعد قيام ثورة 14 أكتوبر 1963م وبالتحديد في 13 اكتوبر 1964م أنه تم إنشاء مؤسسة النقد في الجنوب بموجب القانون رقم 10 لسنة 1964م وبموجبه انيط بالمؤسسة المذكورة حق اصدار وحدة النقد الجديد وفي الأول من أبريل 1965م وضع الدينار اليمني في التداول كأول عملة وطنية خاصة بالشطر الجنوبي من اليمن لتحل محل العملة القديمة وهي شلن شرق أفريقيا وانتهى التعامل بالشلن في 31 ديسمبر 1967م وظهرت من الدينار عملات معدنية مختلفة منها فئتا الفلس الواحد و5فلوس من النحاس الاحمر والالمنيوم وكذلك فئة ال 25 و50 فلسا من معدن الكوبرونيكل.
فئات الفلسات
كان اول اصدار للنقود الورقية من مؤسسة النقد بتاريخ الاول من ابريل 1965م وتمثل في اربع اوراق نقدية الاولى فئة 250 فلسا والثانية فئة 500 فلس والثالثة فئة الدينار والرابعة فئة خمسة دنانير ففي الفئة الاولى 250 فلسا كان حجمها 140مم في 70مم ووجهها صورة ميناء عدن ومركب شراعي ومن الخلف نخلة وقام بالتوقيع عليها عبد الباري علي بازرعة رئيس المؤسسة وجون اوين امين عام المؤسسة وارقامها التسلسلية من a1الى z1 ومن a2الى z2 ومن a3الى c3 .
كما ظهرت في الاول من ابريل 1964م فئة 250 فلسا وهي ورقة نقدية بحجم 146 في 83مم تحت توقيع رئيس مؤسسة النقد عبد الباري بازرعة وامين عام المؤسسة جون اوين ورسم بوجهها ميناء عدن ومركب شراعي وفي الخلف نخلة وسنابل القمح وكانت ارقامها التسلسلية من a1-z1 ومن a2-v2
وتم في عام 1967م الاصدار الثاني من فئة 250 فلسا بنفس مواصفات الاصدار الاول لكن تغيرت التوقيعات عليها من الجانب البريطاني حيث ظهر توقيع رئيس المؤسسة عبد الباري بازرعة مع توقيع الامين العام الجديد للمؤسسة البريطاني ج.ل.ايرلند وظهرت بأرقام تسلسلية جديدة.
الاصدار الثاني لفئة 500 فلس
تم الاصدار الثاني في عام 1967م بنفس مواصفات الاصدار الاول مع تغيير في الارقام التسلسلية والتوقيعات حيث وقع رئيس المؤسسة بازرعة مع توقيع جديد لسكرتير المؤسسة وهو ج.ل.ايرلند
الدينار الاحمر
ظهر اول اصدار من فئة الدينار في الاول من ابريل 1964م عن مؤسسة النقد بلون احمر وبدا حجمه كبيرا بمقاس 153 مم في 89مم وعلى وجهه صورة ميناء عدن ومركب شراعي ومن الخلف صورة نخلة وبراعم القطن ووقع على هذا الاصدار رئيس المؤسسة السيد عبد الباري بازرعة وسكرتير المؤسسة جون اوين وفي عام 1967م ظهر الإصدار الثاني من فئة دينار واحد يحمل في وجهه صورة ميناء عدن ومركب شراعي وفي الخلفية نخلة وبراعم القطن وتم بتوقيع عبد الباري بازرعة رئيس المؤسسة و ج.ل.ايرلند سكرتير المؤسسة وكانت ارقامها التسلسلية من a1-z1 ومن a2-z2 ومن a3-b3
فئة خمسة دنانير
ظهر اول اصدار من فئة 5 دنانير في الأول من ابريل عام 1964م بحجم 159 مم في 95مم عن مؤسسة النقد للجنوب بلون أحمر فاتح وظهر على وجهه صورة ميناء عدن ومركب شراعي وعلى الجانب الخلفي صورة نخلة مع براعم القطن وسنابل الدخن (السرغوم) وحمل توقيعات السيد عبد الباري بازرعة رئيس المؤسسة وجون اوين السكرتير اما الاصدار الثاني من فئة 5 دنانير فقد ظهر عام 1967م بنفس مواصفات الاصدار الاول مع تغيير في التوقيعات على الاصدار حيث ظهر توقيع السيد بازرعة رئيس المؤسسة وتوقيع سكرتير جديد للمؤسسة هو السيد ج.ل . ايرلند وظهر بأرقام متسلسة عديدة .
عصر البقش
في 21فبراير 1966م ظهر اصدار جديد من العملة الورقية في الشمال تمثل في فئة عشر بقش وعشرين بقشة ففئة العشر بقش كانت بشكل جذاب يجمل اللون الاحمر الفاتح وحجمها 126مم في 65مم وظهرت تحت توقيع وزير الخزانة احمد الرحومي وفي وجهتها رسم تمثال برونزي لكيوبيد (طفل جميل مجنح على ظهر اسد)يحمل سهما في يده اليمني وسلسلة مكسورة تمتد الى ياقة الاسد وهذا التمثال وجد عام 1950 في بيت يفيش في المدينة القتبانية القديمة تمنع من قبل بعثة وندل فليبس كما كتب اسم الفئة والدولة باللغة الانجليزية ومن الخلف رسم حجر منقوش من المعبد المكرس للمقه (اله القمر)في مأرب (معبد بران)
عشر بقش
كان لونها اخضر فاتح بحجم 126 في 65مم ورسم على وجهها تمثال من المرمر من الفترات السبئية والقتبانية (حوالي القرن الرابع قبل الميلاد) ورسم من الخلف خمسة اعمدة من الحجر الجيري قرب مأرب وهي بقايا معبد بران ووصف الاستاد احمد الرحومي في حديث لـ»الثورة» هذا الاصدار بالمهم لان هذه الفئة ساعدت في تسهيل حركة التداول التجاري وايضا اسهمت في دفع رواتب الموظفين لان العشرين بقشة كانت تعادل نصف ريال فرانصي فضي وعشر بقش تعادل ربع ريال وقد تم طباعتها في مصر ويشير الاستاذ الرحومي الى ان وزارته تحملت اعباء كثيرة في سبيل توفير النقد للحكومة آنذاك فنظرا لقلة ونقص الامكانيات كانت السيولة النقدية غير مستقرة ولم تكن تكفي لسد حاجات الوفاء بالالتزامات اليومية والشهرية لنفقات الدولة ومن هنا كان العجز سمة آنذاك وكان يتم التغلب عليه اما بالبحث والرجوع لأموال الصناديق كصندوق الجمارك والضرائب بميناء الحديدة وصناديق الايرادات بصنعاء وتعز والحديدة وهي الصناديق الخاصة بالزكاة والضريبة وهي اجراءات كانت صعبة وشديدة التعقيد نظرا لأن البلد في حالة حرب والطرق صعبة ومعقدة وبعيدة فمثلا عند توفر مبالغ مالية في صندوق ايرادات الميناء كان يستلزم وصولها إلى صنعاء أكثر من اسبوع مع مرافقة وحراسة شديدة نظرا لظروف الحرب والخوف .
ويؤكد الاستاذ الرحومي والذي تولى مسئوليات عدة بوزارة الخزانة ابتداءٍ بوكيل الوزارة الى ان اصبح وزيرا في عام 1966م ان مسألة سك العملة كان يتوافق مع المعايير الدولية حينها وكان يتم إرفاق ضمان لكل عملة تصدر بما يعادلها من الذهب والفضة ولذلك كانت العملة في ايام الثورة قوية جدا مشيرا إلى أنه تعرض في كثير من الاحيان لضغوط من القيادة للموافقة على إصدار دفعة من النقود بضمانة محدودة لكنه رفض هذه العروض بشدة ويمضي بالقول كان لدينا مستشار مالي واقتصادي من الشقيقة مصر هو السيد عبد الرحمن فخري وكان نموذجا للإدارة ولديه خبرة واسعة ومهارة عالية افادنا في اتخاذ الاجراءات المثالية لإصدار النقود وادارتها بكفاءة وساعده في ذلك طاقم اداري يمني عمل بجدية وفي ظروف صعبة حينها فقد كان الفريق العامل في وزارة الخزانة ومنها قسم سك العملة يعمل بجد ليل نهار خصوصا الفنيين الذين كانوا يعملون لسك العملات المعدنية حيث كانوا يهتمون بإتقان عملهم وايضا الانتباه لمسالة التزييف لأي فئة معدنية يمكن ان يقوم بها اي فرد ويذكرنا بحادثة حصلت تلك الأيام حين وافقت الحكومة على اصدار فئة معدنية من البقش صغيرة القيمة لتساعد الناس في البيع والشراء وعملية التجارة البسيطة وتم الاتفاق على ان تكون من مادة الالمنيوم لرخصها ومع بداية تداولها في السوق تفاجأت الدولة ان هناك من قام بسك عملة مثلها بطريقة مزورة وعلى نطاق واسع فتم اصدار قرار بإلغاء تلك العملة من التداول في السوق بتاتا.
فئات العشرين والخمسين
في الثالث عشر من مايو 1971 اصدرت لجنة النقد اليمنية فئتين من العملة الورقية الأولى فئة عشرين ريالا والثانية فئة خمسين ريالا هما من الفئات الكبيرة التي يعرفها الناس في اليمن من عملتهم الوطنية ففئة عشرين ريالا ظهرت بمقاس 147مم في 65مم بلون سماوي اسمر ورسم على وجهها دار الحجر وموقعة من وزير الخزانة السيد احمد عبده سعيد وفي الخلف رسم عليها منظر لصنعاء يطل عليها مرتفع جبل نقم ويظهر جامع البكيرية في الصورة.
اما فئة الخمسين ريالا فظهرت بلون اخضر داكن وبرسم مميز تمثل في جنبيتين في غمديهما الفضي المزخرف بوصفها السلاح التقليدي لليمنيين وكانوا يسمونها «ابو عسيبين» ومن الخلف رسم عليها شجرة وغصن بن وضعتا قبالة جبال وكان اصدار هذه الفئة يتم تحت توقيع وزير الخزانة احمد عبده سعيد وهو اخر اصدار تصدره لجنة النقد اليمنية حيث ظهر البنك المركزي اليمني في العام 1971م.
إصدارات البنك المركزي اليمني
كانت باكورة إصدارات البنك المركزي اليمني الذي نشأ في العام 1971م بموجب القانون رقم هو اصدار ورقة الفئة خمسين ريالا بتوقيع أول محافظ للبنك وهو الأستاذ عبد العزيز عبد الغني حيث كتب عليها خمسون ريال صدرت بموجب قانون البنك المركزي اليمني عن البنك المركزي اليمني ورسم على وجهها تمثال معدي كرب وهو تمثال وجد في معبد اوام بمأرب وكرس لإله القمر (المقه) ورسم من الخلف باب اليمن وهو البوابة الرئيسية لمدينة صنعاء.
فئة المائة ريال
ظهر اول اصدار لفئة 100 ريال يوم الاول من مارس 1976م في عهد الرئيس ابراهيم الحمدي وبلون احمر فاتح بمقاس 150مم في 75مم تحت توقيع الاستاذ عبد العزيز عبد الغني ورسم على وجهها تمثال لغرفين (حيوان خرافي )وجد في مأرب ورسم من الخلف منظر لمدينة تعز تظهر فيها المئذنتان التوأمتان لجامع الاشرفية وكان تسلسل هذه الفئة من أ/1 الى أ/35.
وكان ثاني اصدار لفئة مائة ريال تم في 15 مايو 1979م بشكل جديد نفس اللون بخطوط سوداء للكتابة حيث رسم في وجهها جامع الاشرفية بمدينة تعز ومن الخلف منظر لمدينة صنعاء وتم هذا الاصدار تحت توقيع محافظ البنك المركزي عبد الله محمد السنباني وظهر الإصدار الثالث من فئة مائة ريال يوم 15 ابريل 1984م بنفس شكل الإصدار الأول في الوجه وتحت توقيع عبد الله محمد السنباني ورسم في الخلف مبنى المركز الرئيسي للبنك المركزي اليمني والذي افتتح رسميا في الأول من يناير عام 1981م.
إصدارات مصرف اليمن
اسس مصرف اليمن عدن بمدينة عدن في 24 اغسطس 1972م بموجب القانون رقم 36 لعام 1972م واستمر في اصدار الدينار اليمني الذي بدأت مؤسسة نقد الجنوب في اصداره دون تعديل أو تغيير ويرجع السبب إلى أن اتفاقية الاستقلال من بريطانيا كانت تحدد أن العملة اليمنية من فئة الدينار في الجنوب هي عملة مضمونة من بريطانيا وبالتالي تبقى مرتبطة بالجنيه الاسترليني ولذلك بقت على قوتها ولم تتغير مطلقا وكان هذا الشيء ايجابيا للسياسة النقدية في الجنوب حيث أن تطبيق هذه السياسة حافظ على مستوى مأمؤن من التضخم واسهم في استقرار الدينار بشكل فعال دون أن يتأثر بالاحداث السياسية والازمات التي عاشها الجنوب قبل الوحدة في 22 مايو 1990م وتشير المصادر النقدية الى أن اول اصدار نقدي من مصرف اليمن تم في عام 1984م حيث نفذ المصرف الاصدار الثالث من الدينار وظهر بشكل جديد عن الدينار السابق وتمثلت الاشياء الجديدة فيه اخفى اسم مؤسسة النقد للجنوب العربي وظهور نص على وجهه مكتوبا هذه الورقة النقدية عملة قانونية قيمتها دينار واحد مع نفس شكل الاصدار السابق وبتوقيع وزير المالية السيد محمود سعيد مدحي وهو دكتور متخصص في الاقتصاد تخرج من مدرسة غيل باوزير المتوسطة في الدفعة الخامسة عشرة 55-1956م وأكمل دراسته فيما بعد حتى حصل على الدكتوراه وتسلم منصب وزير المالية بعدن في بداية الثمانينات ومحافظ المصرف السيد سالم محمد الاشولي كما تم بنفس العام اصدار الاصدار الثالث من فئة 5 دنانير وظهر بها بعض التغيرات في الشكل تضمنت كتابة اسم المصرف باللغتين العربية والانجليزية وكتب على وجهها عبارة هذه الورقة النقدية عملة قانونية قيمتها خمسة دنانير وتحت توقيع وزير المالية محمود سعيد مدحي ومحافظ المصرف سالم محمد الاشولي .
وفي عام 1988م اصدر مصرف اليمن بعدن الإصدار الرابع من فئة 5 دنانير بنفس مواصفات الاصدار السابق مع تغيير في اسم وزير المالية حيث ظهر توقيع وزير المالية الجديد احمد ناصر الدنمي ومحافظ المصرف سالم محمد الاشولي .
فئة عشرة دنانير
اصدر مصرف اليمن اول اصدار لفئة عشرة دنانير في عام 1984م تضمنت اسم المصرف والغاء الاشارة لمؤسسة النقد السابقة وبنفس مواصفات الاصدار السابق لكن مع ظهور توقيع وزير المالية محمود سعيد مدحي ومحافظ المصرف سالم محمد الاشولي وكان اخر اصدار لمصرف اليمن من فئة عشرة دنانير هو الإصدار الثالث وتم في عام 1988م بتوقيع وزير المالية احمد ناصر الدنمي ومحافظ المصرف سالم محمد الاشولي.
الإصدارات النقدية بعد الوحدة
عقب الوحدة المباركة في 22مايو 1990م تقرر أن يعتبر الريال والدينار وحدة العملة الرسمية في اليمن وان يعتبر كل منهما قابلا للتداول ووسيلة دفع قانونية بقيمة تبادلية 26 ريالا للدينار الواحد واستمر الدينار والريال يتداولان معا حتى عام 1996م حين تم سحب الدينار من التداول خلال فترة ثلاثة اشهر في أعقاب إصدار ورقة المئتي ريال في 11 مارس 1996م ومنذ 11 يونيو 1996م لم يعد الدينار عملة قانونية وأعلن انه غير مقبول للتداول واصبح الريال العملة الوحيدة للجمهورية اليمنية .
فئة المائتي ريال
صدرت لاول مرة في 11مارس 1996م بلون اخضر فاتح ومقاسها 155في 75مم موقع عليها من المحافظ علوي صالح السلامي رسم على وجهها تمثال لرجل يده مرفوعة اخذ من عمود من المرمر احتفظ به في المتحف الوطني بصنعاء وقد وجد العمود في الجوبة في قبر يعود للقرن الاول الميلادي وبينما يظهر الرسم الرجل من رأسه الى خصره فإن النحت الناقر في العمود لكامل الجسد وتحمل اليد اليسرى للصورة سيفا في حين تبرز اليد اليمنى في عرض للسلام حيث تظهر انه ليس هناك سلاح محمول للمهاجمة ويشتمل العمود ايضا على نقشين سبئيين وافريز لثلاثة رؤوس ظباء ولكن ذلك قد حذف من الرسم.
ويظهر من خلف الإصدار الأول لفئة المائتي ريال مقدم الشاطئ لميناء المكلا والذي يعتبر الميناء الرئيسي والمدينة التجارية في الجزء الشرقي من اليمن وعندما قسم الجنوب لمحميتين شرقية وغربية اعتبرت المكلا عاصمة المحمية الشرقية ومن الثابت ان المكلا هي نقطة البداية او النهاية لكثير من البعثات الى اليمن الداخلية وهناك القليل من كتب الرحلات الى جنوب الجزيرة العربية التي لاتحتوي على صورة واحدة على الاقل لمقدم الشاطئ لهذا الميناء الهام.
فئة الخمسمائة ريال
تم الاصدار الاول منها في 15 فبراير 1997م بمقاس 155مم في 80مم وتوقيع المحافظ علوي صالح السلامي واخذت لونا ازرق فاتحا ورسم على وجهها مبنى البنك المركزي اليمني بصنعاء والذي افتتح رسميا في الاول من يناير 1981ماما صورة الخلف فاخذت من رسم العشرين بقشة التي صدرت عام 1966م وهي عبارة عن خمسة اعمدة من الحجر الجيري قرب مارب وهي بقايا معبد بران المكرس لاله القمر (المقه)ومحليا يوصف المعبد بأنه عرش بلقيس وهي ملكة سبأ الاسطورية.
وفي 15 نوفمبر 2001م صدر الاصدار الثاني من فئة الخمسمائة ريال بتوقيع المحافظ احمد عبد الرحمن السماوي ورسم على وجهها دار الحجر بصنعاء ومن الخلف جامع المحضار الذي يقع في مدينة تريم محافظة حضرموت وهو افضل مساجد تريم هندسة واتقانا ومنارته بديعة تم تشييدها في اوائل القرن الرابع عشر الهجري وتبرز من وسط الواجهة الامامية للمسجد وتشكل مع بقية عناصر الواجهة شكلا متناغما وبديعاوتعد منارة المحضار دليلاٍ على تقدم الفن المعماري في حضرموت وروعته حيث انها مبنية من مادة الطين والمدر (اللبنه) المختلط بمادة خشبية خفيفة مأخوذة من نبات أغصان الذرة لتضفي عليه نوعا من التماسك والقوة وعدم التصدع في ما بعد مرحلة البناء وقد طليت المنارة بعد بنائها بمادة النورة (الجير) لتحفظها من عوامل التعرية الطبيعية كالأمطار وغيرها , وقد بلغ ارتفاعها ??? قدما اي مايقارب الـ?? مترا.
الألف ريال
صدر الإصدار الأول من فئة الألف ريال يوم 10 سبتمبر 1998م ومقاسها 156 مم في 82 مم ورسم على وجهها قصر سيئون أو قصر الكثيري كما هو معروف اليوم وهو قصر الحكم لسلاطين الدولة الكثيرية التي حكمت وادي حضرموت لفترة خلت من التاريخ. اتخذه السلطان بدر أبو طويرق (من سلاطين آل كثير) مقرا لإقامته في العام 922 هجري بعد أن جدد عمارته وبنى بجانبه مسجدٍا ومن حينها أصبحت مدينة سيئون عاصمة للدولة الكثيرية وعاصمة للوادي ككل. وفي العام 1274 هجري قام السلطان غالب بن محسن الكثيري بتجديد بناء القصر ثم أكمله ابنه المنصور بن غالب الكثيري ثم قام علي بن منصور الكثيري بإتمام العمارة بالشكل الذي نراه اليوم وكان الانتهاء من ذلك في العام 1355 هجري.
يضم القصر اليوم متحفا يحتوي على كثير من المصنوعات الحرفية وكثير من الأدوات التي كانت تستخدم في تلك المرحلة ويرتاد المتحف العديد من الزوار طوال أيام العام. اختارت الحكومة اليمنية صورة القصر لتكون على واجهة العملة الجديدة فئة ألف ريال باعتباره من أهم المعالم التاريخية اليمنية ويعتبر أهم تحفة معمارية في جنوب شبة الجزيرة العربية ومفخرة للمعمار العربي التاريخي .
ومن الخلف رسم صورة صنعاء العاصمة التاريخية والسياسية للجمهورية اليمنية وإحدى المدن التاريخية في التراث الثقافي العالمي والفريدة بما تحمله من شكل بالغ الخصوصية وما ابدعه الإنسان اليمني من فن معماري فريد ليس له مثيل في الدنيا ويعود اقدم ذكر لها في مصادر النقوش في منتصف القرن الاول الميلادي اقامها ملك سبأ وذي ريدان في عام 70 ميلادية.
وتعتبر صنعاء اجمل المدن في اليمن وشبه الجزيرة العربية وقد اعتبرتها اليونيسكو من التراث الانساني العالمي واعلنت حملة دولية لحمايتها وصيانتها عام 1984م واعلنت عاصمة للثقافة العربية عام 2004م.
الإصدار الثاني من فئة الالف ريال
تم في 1424ه -2004م بنفس مواصفات الإصدار السابق وبتوقيع المحافظ احمد عبد الرحمن السماوي .
الإصدار الأول من فئة مائتين وخمسين ريالا
تم هذا الإصدار في العام 2009م –الموافق 1430ه ورسم في وجهه هذه الفئة جامع الصالح ومن الخلف خور المكلا ووقع عليها المحافظ احمد عبد الرحمن السماوي.