منع الفتيات من التعليم ليس من الإسلام
الدين والحياة/ وائل شرحه –
أوضح الشيخ / عبد الناصر عبد الستار أبو قوطة عضو بعثة الإزهر الشريف باليمن إن الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله عز وجل لنا وكان أول ما دعا إليه هذا الدين هو العلم وكانت أول كلمة تلقاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الوحي تدعو إلى العلم بطريقة من طرق تحصيل العلم وهي القراءة لأن العلم نور وهو غذاء الأرواح وحين دعا إليه الإسلام لم يدع إليه الرجال أو الذكور فقط بل جعل الدعوة إليه عامة .
وأضاف في تصريح لـ» الدين والحياة« بأن القرآن طلب من المسلم أن يستنير في أمرين هما تقوى الله والعلم ففي تقوى الله قال تعالى “وتزودوا فإن خير الزاد التقوى” وفي العلم قال تعالى “وقل رب زدني علما” وصدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين بين أن أفضل ما يعطاه المسلم الفقيه في دينه فقال في الحديث الذي رواه معاوية بن أبي سفيان “من يرد الله به خيراٍ يفقهه في الدين” والفقه في الدين والعلم كان يسعى إليه كل إنسان على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
وقال: لقد صدق الإمام الزهري حين قال “رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين” فكان أصحاب رسول الله الرجال والنساء يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يسألونه والنساء تسألنه في أدق وأحسن الأمور ومن ذلك في صحيح مسلم أنه جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت¿ قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إذا رأت الماء). فغطت أم سلمة ( تعني وجهها ) وقالت: يا رسول الله أوتحتلم المرأة¿ قال: (نعم تربت يمينك فبم يشبهها ولدها) فلو لم يكن التعليم مهماٍ للمرأة ما كانت تأتي إلى رسول الله تسأله في أحسن الأمور وذكر بعض الصحابيات قلنا ما حفظنا “من القرآن المجيد” إلا من رسول الله يقولها وهو يخطب على المنبر وما ورد حديث من رسول الله ولا نص شرعي يمنع المرأة من التعليم بل إن خولة بنت ثعلبة أخذت تجادل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى سميت السورة بسورة المجادلة والمجادلة في قول الله تعالى “قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها” بل إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم اعتبر تربية البنات وإحسان تربيتهن وتعليمهن من الأبواب التي تستر صاحبها يوم القيامة فقال “من رزق بثلاث من البنات فرباهن وأحسن تربيتهن كن له ستراٍ من النار يوم القيامة ومن ذلك تعليمهن حتى يكون ذلك شافعاٍ له عند الله عز وجل .
وأشار الشيخ أبو قوطة إلى أن تعليم البنات أمر هام وأن من يمنع البنات أو الفتيات من التعليم لا حق له ولا سند من الشرع بذلك بل يأثم الإنسان من جراء هذا لأنها إذا تعلمت وتفقهت أصبحت عضواٍ نافعاٍ في المجتمع فتعلم غيرها – وصدق النص “خيركم من تعلم العلم وعلمه” وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .