
متابعة/احمد الشرفي –
تعرض ضمن فعاليات الدورة السابعة والثلاثين لمهرجان تورونتو السينمائي الدولي أربعة أفلام روائية ووثائقية طويلة ساهم مهرجان أبوظبي السينمائي من خلال صندوق “سند” في تمويلها.وتنال ثلاثة من تلك الأفلام عرضها العالمي الأول بينما يقدم الرابع في عرضه الثاني. والأفلام هي “كما لو أننا نمسك بكوبرا” “لما شفتك” “بعد الموقعة” و”عالم ليس لنا”.
في فئة “وثائقيات المهرجان” (تف دوكس) يْعرض “كما لو أننا نمسك بكوبرا” للمخرجة والمنتجة السورية هالة العبدالله ويعد الثالث لها كمخرجة بعد “أنا التي تحمل الزهور إلى قبرها” (2006) و”هاي لا تنسي الكمون” (2008). يتناول الفيلم حركة فن الكاريكاتور والرسوم المصورة في سورية ومصر والجزائر وفلسطين وتحولها وسيلة أساسية لحرية التعبير والمعارضة في العالم العربي.في الفئة عينها يقدم المخرج الفلسطيني مهدي فليفل فيلمه “عالم ليس لنا” الذي يعود فيه إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان حيث عاش طفولته وجزءاٍ من مراهقته متخذاٍ من مباريات كأس العالم لكرة القدم إطاراٍ لعلاقة الناس هناك بالوطن والنصر والأمل.يقوم الشريط على أرشيف فيديو أقرب إلى يوميات دأب المخرج المقيم في الدنمارك على تسجيلها كلما زار عين الحلوة.الفيلم الثالث الذي نال دعماٍ من “سند” واختير للعرض ضمن فئة “سينما العالم المعاصرة” هو “لما شفتك” للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر التي شاركت في عضوية لجنة تحكين مسابقة “آفاق جديدة” ضمن مهرجان ابوظبي السينمائي 2011. الشريط ثاني أفلامها الروائية الطويلة بعد “ملح هذا البحر” (2008). تدور أحداث الفيلم في العام 1967 حول أم فلسطينية شابة “غيداء” وابنها “طارق” (12 عاماٍ) المصاب بالتوحد واللذين وصلا للتو إلى مخيم جرش للاجئين الفلسطينيين بعد أن اضطرا للإفتراق عن الزوج/الأب. جل ما تريده “غيداء” هو العمل للإعتناء بإ بنها فيما هي واعية تماماٍ لصعوبة الأمر لاسيما ان ابنها غير قادر على فهم معنى اللجوء والحدود والإحتلال.إنه روح حرة تماماٍ يصحو ذات يوم ويقرر العودة إلى مسقط رأسه للعثور على الأب. وخلال المهرجان تم الإعلان عن ان الفيلم سيكون المرشح الرسمي للأراضي الفلسطينية لجوائز الأوسكار المقبلة ضمن فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية مع الإشارة إلى ان شريط جاسر السابق “ملح هذا البحر” حظي أيضاٍ بترشيح مماثل.
إلى جانب تلك الأفلام الثلاثة التي تقدم في عروضها العالمية الأولى يعرض يسري نصرالله شريطه الروائي “بعد الموقعة” وذلك بعد افتتاحه في مسابقة مهرجان كان السينمائي في أيار/مايو الفائت.وتدور أحداث الفيلم الذي كتبه نصرالله بمشاركة عمرو شامة حول الشاب “محمود” (باسم السمرة) الذي كان أحد هؤلاء المهاجمين للمتظاهرين يوم 2 شباط/ فبراير 2011 في ما أصبح يعرف بـ”موقعة الجمل” “حين قامت السلطات المصرية بواسطة البلطجية والموالين لنظام مبارك بهجوم وحشي بالجمال والبغال على المتظاهرين في ميدان التحرير لإجبارهم على إخلاء الميدان” والذي أصبح بعيد تلك الواقعة عاطلاٍ عن العمل ومنبوذاٍ من عائلته ومحيطه. ولكن حياته ستنقلب رأساٍ على عقب عند لقاء “ريم” “منة شلبي” المرأة المتحررة والمهتمة بشؤون البيئة والأحياء كما ستتغير حياة الأخيرة بعد نشوء انجذاب بينها وبين “محمود”.ومهرجان تورونتو الذي يْعد واحداٍ من المهرجانات السينمائية الكبرى في العالم ويتخطى عدد الأفلام فيه الثلاثمائة ويتجاوز عدد حضوره الـ250 ألف إلى جانب تميزه بعرض عدد كبير من الإنتاجات الأميركية التي تنتهي غالباٍ إلى الفوز بجوائز الأوسكار يشهد منذ العام الفائت انفتاحاٍ أكبر على السينما العربية وذلك منذ انضمام منسقة البرامج رشا سلطي إلى فريق مبرمجيه.
إلى جانب أفلام “سند” الأربعة يستقبل المهرجان ثلاثة أفلام عربية أخرى ضمن فئاته المختلفة. “الجمعية اللبنانية للصواريخ” فيلم وثائقي للمخرجين اللبنانيين خليل جريج وجوانا حاجي توما يستكشف تجربة مغمورة جرت في لبنان بين 1960 و1966 حيث اشتغلت مجموعة من العلماء والطلاب والخبراء العسكريين على مشروع فضائي وقامت بتجارب لإطلاق صاروخ إلى الفضاء. لجريج وحاجي توما تجارب سابقة في الروائي والوثائقي والقصير من بينها “يوم آخر” (2005) و”بدي شوف” (2008) و”رماد” (2003). و”فدائي” هو باكورة المخرج الجزائري داميان أونوري وفيه يتناول سيرة محارب قديم في حرب التحرير الجزائرية يروي خلالها تجربة سنوات من العمل كجندي سري في جبهة التحرير الوطني.أما “الهجوم” فهو الفيلم الروائي الثالث للمخرج اللبناني زياد دويري صاحب “ويست بيروت” و”هكذا تحدثت ليلا” والمقتبس عن الروائي الجزائري ياسمينة خضرا.
يتناول الفيلم قصة جراح فلسطيني يحمل الجنسية الإسرائيلية يقرر البحث عن الذين جندوا زوجته ومواجهتهم بعيد قيامها بعملية انتحارية.