استطلاع/ أحمد محمد المقولي –
عندما نتحدث عن السياحة الداخلية وبالتحديد رحلات المجموعات لطلاب المدارس والجامعات ومؤسسات القطاعين العام والخاص نجد أن هذه الشرائح من المجتمع بأمس الحاجة إلى التعرف على مناطق وطنهم مما تملكه اليمن من مناطق ومعالم سياحية جذابة فضلا عن أن مثل هذه الرحلات تغرس في النفوس مفهوم السياحة الداخلية والخارجية بشكل عام فلماذا لا نجد من يتبنى مثل هذه السياحة ويضع لها برامج رحلات لهذه الفئات وبأسعار مشجعة¿ ولكن أين مكاتب السياحة والسفر من هذه السياحة¿ وماذا عن دور وزارة السياحة في التخطيط لمثل هذه الفعاليات¿ وغيرها من القضايا نناقشها في ثنايا التحقيق التالي:
رغبات جامحة للسفر
من المؤكد أن موظفي المؤسسات الحكومية والخاصة المختلفة وكذلك طلاب المدارس والجامعات تمتلكهم رغبات جامحة في الحصول على رحلات بأسعار مخفضة من خلال الوكالات السياحية والجهات المعنية بالقطاع السياحي والسياحة الداخلية بشكل مخصوص هذا ما يؤكده الأخ عادل الضرعي موظف حكومي ويواصل بالقول: نحن بحاجة ماسة للتعرف على جميع المناطق السياحية اليمنية دون استثناء ومن المفترض أن يكون هناك تنسيق بين قياداتنا في المؤسسات الحكومية ومكاتب السياحة لإجراء سلسلة متواصلة من الرحلات السياحية للموظف الذي لا يعرفا إلا القليل عن بلده وبحكم أن المكاتب السياحية التي سيتم التنسيق معها ستستقبل أفواجاٍ كبيرة من الموظفين في رحلاتهم وسيكون لها عوائد مربحة وسيكون هناك سعر أقل وبالتالي يستفيد الجميع ويستطيع المواطن اليمني معرفة الأماكن السياحية في بلده وبشكل يتناسب مع دخله المادي.
ترفيه وتعليم
أما الطالب محمد عبدالملك الدرة في الثانوية العامة يقول: الطالب في اليمن محروم من مثل هذه الرحلات الترفيهية وهي مطلوبة وضرورية لنا فهي تعطي الجسم قدرة كبيرة من النشاط وتنشط الأفكار عند الطالب بحيث تعمل للطالب دفعة نوعية وتحفيزاٍ كبيراٍ للمذاكرة والنجاح ونتمنى أن يكون هناك رحلات مدموجة بالعلم والترفيه وتستغل من خلالها توصيل بعض المعلومات الجيولوجية للطالب بالخصوص عندما تكون هذه الرحلات إلى أماكن ساحلية أو مناطق جبلية أو حتى صحراوية حيث يقدم لنا الأساتذة دراسة واقعية وعملية على الواقع لبعض الظواهر الطبيعية مثل ظاهرة المد والجزر التي تكون في البحار أو تأثير عوامل التعرية على الجبال وتعتبر هذه الطرق من أفضل الوسائل في تقديم المعلومة بحيث تبقى هذه المعلومات في ذهن الطالب على المدى البعيد بعكس الدراسة النظرية وبهذه الشكل تكون هذه الرحلات ذات فاعلية كبيرة للطلاب والأساتذة .
تفاعل سلبي
أما الأخ عبدالعزيز الحيلة معيد بكلية الإعلام بجامعة صنعاء يقول: إن النشاطات الترفيهية والتعليمية في مختلف كليات جامعة صنعاء ضعيف جداٍ وإن وجدت فهي إعداد شخصي ومبادرات فردية من قبل بعض الطلاب بالجامعة وأما بالنسبة للعمادة ورائد الشباب فدورهم في الحقيقة هو شبه معدوم وهنا يكمن دور رائد الشباب في جميع الكليات العلمية حيث يناط إليه التنسيق والترتيب لمثل هذه الأنشطة مع الطلاب ليكون حلقة وصل بين الطلاب وأفكارهم الشبابية المتنوعة إلى قيادة الكلية وهنا تقرر العمادة تنفيذ المشروع أو استثناءه وفي الواقع إن عدم الإدراك بأهمية مثل هذه الأنشطة ومردودها وأثرها الإيجابي على الطلاب من قبل أصحاب القرار شكل تفاعلاٍ سلبياٍ مما جعل دور رائد الشباب في الكليات مهمشاٍ.
فمثلاٍ الطلاب من المستوى الأول بكلية الإعلام يجب أن يزوروا المؤسسات الإعلامية المختلفة مثل مؤسسة الثورة للصحافة والمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون والمؤسسات الإعلامية الأخرى وذلك قبل أن يتعدى الطالب المستوى الأول وهي عبارة عن رحلات هامة جداٍ لمستوى الطالب التعليمي والمهني وهي في نفس الوقت بسيطة جداٍ من حيث التكاليف المادية حيث لا تحتاج إلى تكاليف باهظة ولا جهد كبير غير حافلات تقل الطلاب فقط.. إلا أن الكثير من الطلاب يحرم من هذه الرحلات التعليمية التي تنمي مدارك الطالب المعني بشكل كبير فكيف بالرحلات السياحية التي تصل إلى محافظات وأماكن خارجية..
وهنا تعود المسئولية في إقامة مثل هذه الأنشطة إلى عمادة الكليات لأنها معنية برفع الاحتياجات العامة للكلية سنوياٍ إلى رئاسة الجامعة وهي بالمقابل تعتمد تغطية الاحتياجات وفي كثير من الأحيان بالتنسيق مع اتحاد الطلاب.
داخل صنعاء
الطالبة أحلام عبدالله مستوى رابع كلية الآداب جامعة صنعاء تقول: ان رحلاتنا السياحية نادرة جداٍ وإذا وجدت فهي تقتصر علينا كفتيات على مناطق داخل صنعاء وهي لا تزيد عن مرة واحدة وتكون في أماكن مغلقة داخل صنعاء مثل مزرعة باكثير ونتمنى أن يكون هناك أكثر من رحلة فرحلة واحدة في السنة لا تكفي..
حيث تتخرج الطالبة من الجامعة ولم تزر غير أربع أماكن سياحية فقط!!¿
الأخت سحر عنتر كلية الطب جامعة صنعاء: نتمنى من الكلية الترتيب لزيارة سياحية إلى الأماكن الأثرية والتاريخية مثل عرش بلقيس وسد مارب وغيرها من الأماكن الأثرية التي تقبع في محافظتي الجوف ومارب.
جزء من المنهج
ويتحدث الأخ أحمد العابدي مدير مدرسة النهضة بالأمانة: لدينا رحلات سياحية لكنها تقتصر على الأماكن القريبة داخل صنعاء مثل الأهجر وشبام كوكبان وثلا ونحن في الحقيقة لا نستطيع الخروج في رحلات طويلة إلى خارج العاصمة صنعاء.. حيث أننا ملتزمون بمنهج محدد.. المنهج مكثف في كل المراحل وبالتالي لا يستطيع الطالب التغيب عن المدرسة ثلاثة أيام لكننا عادة ما نرتب رحلات عند انتهاء العام الدراسي إلى عدن أو الحديدة وغيرها من المناطق السياحية الساحلية كما نعول على إدارة الأنشطة بمكتب أمانة العاصمة بالتنسيق مع مكاتب السياحة لرعاية هذه الرحلات السياحية وبأسعار مناسبة فالسياحة مهمة جدا للطالب ويفترض أن تكون جزءاٍ من المنهج الدراسي كي يطلع كل طالب على معالم بلده التاريخية والسياحية ولأن بلادنا غنية بالمنتج السياحي المتنوع يجب أن يكون هناك مادة سياحية في المنهج لغرس قيم ومفاهيم السياحة في فكر الطالب.
استغلال وابتزاز
وعن دور القطاع الخاص السياحي في تنشيط هذا النوع من السياحة من خلال تبني برامج للطلاب يتحدت الأخ عادل القرني أخصائي سفريات وسياحة قائلاٍ: نحن والكثير من وكالات السفر والسياحة نعمل على خط السياحة الداخلية بشكل لا بأس به ولكنه يتم عبر طرق عشوائية وغير منظمة.. وذلك بسبب يعود بشكل رئيسي إلى غلاء وارتفاع أسعار الفنادق ووسائل النقل والمطاعم إضافة إلى الاستغلال البشع من قبل أصحاب الفنادق بحيث يم رفع أسعار الفنادق للنزيل بخاصة في المواسم إلى 100% وهو ابتزاز ويشكل إعاقة حقيقية للسياحة الداخلية مع عدم وجود قوانين رادعة تلزم أصحاب الفنادق برفع نسبة معقولة بالخصوص أيام المواسم.