نورالدين القعاري –
مما يتعجب المرء منه النسيان خاصة بعد شهر حافل بالطاعات وطلب الأجر والمثوبة من الله ولكي لا ننسى صيام الست من شوال علينا أن نتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي : « كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به .. « فإذا استشعر المسلم معنى ( فإنه لي ) وخالط هذا المعنى شغاف قلبه أحب الصوم وتمنى ألا ينتهي من رمضان أبداٍ ولكن كيف ينال ذلك ورمضان يبدأ بالهلال وينتهي بالهلال ¿! هذا الشوق يؤهل العبد لمكافأة من الله وعطاء كبير حيث يجعل له صوم ستة أيام من شوال تكمل له حلقة العام مع رمضان فيصبح كمن صام العام كله ومن كان هذا شأنه دائماٍ فكأنما صام العمر كله وذلك عطاء من الله سبحانه لمن إذا خرج من العبادة أحب العودة إليها وعليه يمكن حمل الأجور العظيمة على الأعمال اليسيرة بعد العبادة كحديث : « ألا أعلمكم شيئاٍ تدركون به من سبقكم وتسبقون به من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع مثل ما صنعتم ¿ « قالوا : بلى يا رسول الله قال : « تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثاٍ وثلاثين» .
فمن صام رمضان أي : أتم أيامه صياماٍ حتى طلع عليه هلال شوال ثم أتبعه ستاٍ من شوال أي : بعد عيد الفطر لأنه معلوم أن العيد لا يجوز صومه لا في قضاء ولا كفارة ولا تطوع.. فيبدأ الصوم من اليوم الثاني أو ما بعده إلى أن يتم صومه الأيام الستة متتابعة أو متفرقة في أول الشهر أو في وسطه أو في آخره بهذا كله يكون قد تحقق له أنه ( أتبعه ستاٍ من شوال) .
وتتعدد الانشغالات بالعيد فبعد الانتهاء من شهر رمضان المبارك للأسف يبتعد الكثير من المسلمين عن العبادة وتأخذهم مشاغل الحياة بعيدا عن أجواء الطاعة الربانية التي كانت السائدة لديهم خلال الشهر الفضيل غافلين الفضل الكبير لشهر شوال الذي يتناساه أو لا يدركه عدد كبير من المسلمين.
وصيام الست من شوال بعد رمضان فرصة من تلك الفرص الغالية التي يجب ألا يفوتها المسلم باعتبارها لا تعوض حتى يتمكن الصائم من مواصلة طريق الطاعة بعد رمضان.
وقد أرشد النبي – «صلى الله عليه وسلم « – أمته إلى فضل الست من شوال وحثهم بأسلوب يرغب في صيام هذه الأيام. والأحاديث النبوية الشريفة على فضلها كثيرة .. وقد شرع الصوم بعد شهر رمضان في شوال لحديث أبى أيوب : « من صام رمضان وأتبعه ستاٍ من شوال كان كصيام الدهر « فكانت كالراتبة من نوافل الصلاة قبلها وبعدها .
ومعلوم أن أعظم النوافل أجراٍ : النوافل الراتبة وهي : ركعتان قبل الصبح وأربع قبل الظهر وركعتان بعده وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء .