حاوره/حافظ حفظ الله –
من الناحية الأكاديمية يعد مستشفى الوحدة المستشفى الجامعي الوحيد على مستوى الجمهورية
لدينا فائض كبير في الكادر الإداري.. والتعاقد في السنوات الماضية كان ناتجاٍ عن ظروف اجتماعية
أوضح الدكتور محمد حيدر الضلعي مدير عام مستشفى الوحدة الجامعي بمعبر بأن قيادة جامعة ذمار وقيادة المستشفى بصدد تنفيذ برنامج عمل في المستشفى بهدف تغطية العجز الذي يعاني منه في مختلف الجوانب وبهدف إيجاد خدمة متميزة للمريض وإيجاد تدريب مناسب للطالب.
وأكد بأن مستشفى الوحدة يعد المستشفى الجامعي الوحيد على مستوى الجمهورية خاصة من الناحية الأكاديمية جاء ذلك في ثنايا الحوار التالي الذي أجرته معه «الثورة» فإلى التفاصيل:
> بداية نود أن تطلع القراء على الوضع الصحي والإداري بالمستشفى¿
- الوضع العام في مستشفى الوحدة الجامعي عاد إلى وضعه الطبيعي ويقدم خدماته بشقين من العمل الشق الأول يتعلق بالجانب الأكاديمي حيث يقوم المستشفى في هذا الجانب بتدريب طلاب وطالبات كلية الطب بجامعة ذمار في سنة رابعة وخامسة وسادسة وسابعة بالإضافة إلى سنة أخرى إضافية يتم تدريب الطلبة خلالها وأيضا تدريب طلاب وطالبات قسمي التمريض والمختبرات التابعين لكلية الطب.. ونقوم بهذا العمل على خير ما يرام.. ونحن سعداء بما يقوم به الأخوة الزملاء الأكاديميون من دور عظيم في تدريب الطلبة نظرياٍ ولدينا أربع قاعات مزودة بمختلف الوسائل يتم التدريب فيها وفي الجانب العملي وهو الأهم تغطى كافة أقسام كلية الطب بجامعة ذمار من الناحية السريرية من السنة الرابعة وحتى سنة الامتياز أما بالنسبة للتمريض والمختبرات والصيدلة فيتم الإشراف عليها من قبل قسم الصيدلة وقسم المختبرات بالكلية.
وأضاف مدير عام مستشفى الوحدة الجامعي قائلاٍ: ومن الناحية الأكاديمية يعتبر مستشفى الوحدة المستشفى الوحيد الأكاديمي الملحق بالجامعة على مستوى الجمهورية تقريباٍ أما بالنسبة للجامعات الأخرى ورغم أن لديها مستشفيات إلا أن المستشفيات العامة هي التي تقوم بتغطية عجزها وفي مستشفى الوحدة الجامعي يختلف الوضع كثيراٍ عن بقية المستشفيات الجامعية في بلادنا فقد حرصت قيادة محافظة ذمار وقيادة الجامعة على أن يكون المستشفى ومقره مدينة معبر تابعاٍ لجامعة ذمار بمختلف كوادره الأكاديمية والإدارية لذا نستطيع القول بأنه المستشفى الجامعي الوحيد في اليمن.
المتعاقدون والأخطاء الطبية
> هناك حديث يدور حول الأخطاء الطبية المتكررة وحول قضية المتعاقدين الذين أمضوا سنوات عديدة منذ التحاقهم بالعمل في المستشفى إلا أنه لم يتم تثبيتهم حتى اليوم¿
- بالنسبة لقضية المتعاقدين فقد تكون موجودة في معظم المستشفيات العامة في بلادنا أما في مستشفى الوحدة الجامعي فلا توجد قضية كهذه كونه في مقدمة المستشفيات من حيث تثبيت المتعاقدين العاملين فيه وعلى سبيل المثال فقد تم تثبيت 45 متعاقداٍ في المستشفى العام الماضي والعام الحالي لدينا 47 درجة وظيفية وسيتم تثبيتهم خلال الأيام القليلة القادمة والتأخير الذي حصل في الأشهر الماضية ليس من قبل المستشفى وإنما كان من قبل وزارة الخدمة المدنية والتأمينات نتيجة لإجراءات خاصة بها وقد حظي المستشفى بهذه الدرجات الوظيفية البالغة 47 درجة وظيفية من بين كافة المستشفيات الحكومية المختلفة وستوزع هذه الدرجات على النحو التالي:
»17» درجة وظيفية للأطباء وحوالي (20) درجة وظيفية للفنيين ونحو «10» إلى «15» درجة وظيفية للإداريين وفي حقيقة الأمر نحن في مستشفى الوحدة الجامعي نحظى بدرجات وظيفية مناسبة سنوياٍ ودائماٍ ما نقوم بتثبيت أعداد كبيرة من الأطباء والفنيين والموظفين المتعاقدين بالمستشفى وبعد فترة قصيرة جداٍ من التحاقهم بالعمل بعكس زملائنا وأبنائنا الطلاب والطالبات الخريجين من الجامعات الأخرى الذين تمر عليهم سنوات عديدة تصل إلى ما بين ثلاث سنوات إلى خمس سنوات حتى يتم تثبيتهم أما في مستشفى الوحدة فبالنسبة للمتعاقدين الفنيين فلا يتم تأخير أو عرقلة تثبيتهم وسنقوم هذا العام بتثبيت من تخرجوا العام الماضي وفي ما يتعلق بالإداريين فقد تتأخر فرصهم بالتثبيت لكنني أستطيع القول إنه لدينا فائض من الموظفين ويمكن أن يتم نقلهم إلى مستشفيات أخرى للاستفادة منهم والتعاقد كان يتم في الأعوام السابقة لظروف اجتماعية وليس لظروف حاجة المستشفى للموظفين حيث كان البعض في المستشفى يوظفون أقاربهم والبعض الآخر من الموظفين تم توظيفهم عن طريق أصحاب وجاهات.. وفيما يوجد لدينا فائض من الموظفين الإداريين يوجد لدينا في ذات الوقت نقص في عدد الفنيين مع أننا نقوم بتثبيت الخريجين من كلية الطب بجامعة ذمار سنوياٍ إلا أننا ما نزال نعاني من نقص في الكادر الفني.. كما أننا نقوم كل عام أيضا بتثبيت عدد من الأطباء الخريجين.
وقال: أما ما يقال عن وجود أخطاء طبية أو وقوع أخطاء طبية في المستشفى فأعتقد بل أجزم بأن نسبة الأخطاء الطبية التي حدثت في مستشفى الوحدة الجامعي منذ بدء العمل فيه قبل عشر سنوات فإنها لا تكاد تذكر ولا تمثل أي نسبة من مجموع نزلاء المستشفى ومن تلقى المعاينة والعلاج فيه خلال تلك السنوات من عمره وهذا يدل في حقيقة الأمر على أننا في مستشفى الوحدة أقل وقوعاٍ في الأخطاء الطبية مقارنة ببقية المستشفيات الحكومية والخاصة في بلادنا.
> وماذا عن الأجهزة والمعدات التي تم تزويد المستشفى بها قبل عدة سنوات وبدلاٍ من أن يتم الاستفادة منها وضعت في مخازن المستشفى إلى أجل غير مسمى¿!!
- لا توجد أجهزة في المخازن ما عدا المعدات التالفة التي وردت إلى المخازن أما الأجهزة الجديدة فنحن قبل ساعة من الآن «أجْري الحوار عصر يوم 20 رمضان» نطالب الجامعة ووزارة المالية بتزويد المستشفى بأجهزة جديدة.. وأي جهاز طبي نحن محتاجون له ولا يمكن أن نضعه في المخازن لنتصور بجواره وجميع أجهزتنا شغالة باستثناء الأجهزة العاطلة والتالفة التي لم تقم شركات الصيانة بصيانتها وتبديل القطع التالفة بقطع جديدة والتي قد وصلت إلى مرحلة الانتهاء ولا توجد في المخازن غير هذه الأجهزة التي أشرت لها.
خطة لتطوير العمل
> هل لكم من خطة أو رؤية لتطوير العمل بالمستشفى¿
- منذ سبع سنوات تراجع العمل ومستوى الخدمات في المستشفى ووصل إلى وضع سيئ للغاية وشيء ملحوظ أنه تراجع أكاديمياٍ وخدمياٍ.. فخلال السبع السنوات الماضية كان يدار المستشفى من قبل إدارة فاشلة لا عندها رؤية للعمل الطبي ولا تعرف العمل الطبي وتلك الإدارة لم يكن يهمها الجانب الطبي ولا الجانب الخدمي ولا الجانب الأكاديمي أما في الوقت الراهن فإن المستشفى يدار من قبل إدارة أكاديمية كاملة من جامعة ذمار ولديها أهداف وبرامج كثيرة تصب في مصلحة وتطوير العمل والخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى ولدينا برنامج عمل متكامل واستراتيجية علمية واضحة للعام القادم خاصة وللأعوام التي تليه عامة وهذا البرنامج المعزز بالاستراتيجية العلمية والعملية سيعالج أوجه القصور والضعف اللذين تعاني منهما العديد من الأقسام بالمستشفى كقسم النساء والولادة وقسم الأطفال والعناية المركزة.. وبما أن مستشفى الوحدة الجامعي يغطي نحو ست من محافظات الجمهورية ويقع في مركز تجمع طرق فقد وضعنا في حسابنا هذا الأمر وما ينتج عنه من إقبال شديد على المستشفى من قبل المرضى ومن يتعرضون لحوادث مرورية حيث وأن المستشفى يستقبل أعداداٍ كبيرة ممن يصابون في حوادث المركبات وهذه الأعداد لا تجدها حتى في هيئة مستشفى الثورة بصنعاء التي تعد من أكبر المستشفيات في بلادنا بمعنى أن هيئة مستشفى الثورة العام لا تستقبل سوى من حالتين إلى ثلاث حالات من حوادث السير يومياٍ مقابل (20) حالة من حالات حوادث السير يستقبلها مستشفى الوحدة الجامعي بمعبر يوميا موزعة بين إصابات متوسطة وإصابات خطرة وحالات وفاة فأي حادث يحصل في الطريق الذي يربط مدينة معبر بعدة محافظات يتم إسعاف المصابين في هذا الحادث إلى المستشفى لهذا وضعنا في أولوياتنا أهمية توسعة الطوارئ وتزويدها بمختلف الأجهزة والوسائل الطبية وتغطيتها تغطية كاملة بطاقم متكامل من الناحية البشرية أطباء وممرضين وفنيين بحيث تستطيع استيعاب الأعداد المتزايدة من المصابين والمرضى الذين هم في حالات خطرة والذين يأتون من أكثر من ست محافظات كما أسلفت هي محافظات ذمار والبيضاء وإب والضالع وأجزاء من محافظتي الحديدة وصنعاء وسنركز خلال العام الجاري خاصة على توسعة الطوارئ وتطوير خدماتها كما أنه لا يخفى على أحد أننا في منطقة تحدث فيها الكثير من حوادث إطلاق الرصاص وحوادث الطعن بالسلاح الأبيض وهذا الحوادث تكلفنا الشيء الكثير وتسبب ضغطاٍ كبيراٍ على الطوارئ وعلى المستشفى بمجمله.
وأكد قائلاٍ: هناك برنامج عمل بين المستشفى ومكتب الصحة والسكان بالمحافظة يقوم بموجبه مكتب الصحة بتنفيذ عدد من المشاريع في المستشفى بتمويل من قبل بعض المنظمات وقد أبدى مدير عام مكتب الصحة والسكان استعداده بالترتيب لطوارئ توليد شاملة على حساب منظمات يتعامل معها المكتب وخصص لمستشفى الوحدة الجامعي هذا العام وحدة تسمى وحدة طوارئ التوليد الشاملة وسيقوم بتنفيذ هذا المشروع مكتب الصحة بالمحافظة بالإضافة إلى تنفيذ مشروع العناية المركزة من قبل جامعة ذمار ونحن بصدد البدء بتنفيذ هذا المشروع الهام ومن المقرر أن ترتفع أعداد الأسرة في العناية المركزة إلى ضعف عددها الحالي البالغ 10 أسرة لتصبح 20 سريرآٍ. أما في ما يخص موضوع الأمومة والطفولة فقد قمنا بالتواصل مع الإخوة في الصندوق الاجتماعي في محافظتي ذمار والبيضاء وقد أبدوا استعدادهم بأن يتبنوا تبنيا كاملا مركز الأمومة والطفولة بجامعة ذمار والمبنى جاهز ويتكون من ثلاثة طوابق وفيه جميع الإمكانيات التي تغطي مستشفى كاملاٍ وسيخصص الطابق الأول للنساء والولادة والطابق الثاني سيكون خاصاٍِ بالأطفال وسيتم توفير (10) حاضنات من الصندوق الاجتماعي للأطفال كما سيقوم الصندوق أيضا بدعمنا بغرفة عمليات ولادة وأربعة أسرة توليد بالإضافة إلى (50) سريراٍ للأطفال و(50) سريراٍ للنساء والولادة وسيتم افتتاح هذا المركز خلال العام الجاري إن شاء الله ولدينا مبان أخرى جاهزة مثل مبنى الطوارئ الجديد وهو جاهز كمبنى وستقوم الجامعة باستكمال الإجراءات الخاصة بتأثيثه ولدينا مبنى للأورام ومبنى للحوادث ومبنى للأمراض المعدية والمباني الثلاثة جاهزة وستتولى الجامعة تأثيثها على مراحل في العام الحالي والأعوام القليلة القادمة معتمدة في ذلك على الميزانية رغم محدودية الميزانية التي ترصد للجامعة والتي لا تلبي طموحاتنا..
التأهيل في الجامعة
> ألا تعتقد بأننا في اليمن لا نعاني من عجز في بناء مثل هكذا مشاريع وإنما نعاني من عجز في الكادر المؤهل¿
- نحن لا يوجد لدينا مشكلة في تأهيل الكادر في هذا المستشفى لماذا¿ لأننا نعمل في مستشفى جامعي والكوادر تتخرج من الجامعة الأطباء يتخرجون من الجامعة والفنيون يتم تأهيلهم في الجامعة وكذلك هو الحال مع طلبة الماجستير والدكتوراة يتم تاهيلهم في الجامعة وفي ما يخص التمريض فلدى كلية الطب قسم للأشعة وقسم للمختبرات وقسم للتمريض.
تناقص ميزانية التدريب
> دكتور محمد أنت تتحدث عن تعليم جامعي يعاني من تسيب الأستاذ الجامعي والطالب ومن شحة أو انعدام الوسائل التعليمية ومن مناهج قديمة قد عفى عليها الزمن ماذا عن الدورات التدريبية والتأهيلية وأين تذهب المخصصات المرصودة لها سنوياٍ¿
-المستشفى عمره عشر سنوات وكانت المخصصات المرصودة للتدريب المحلي اضف إلى ذلك أن الميزانية الخاصة بالتدريب تتناقص كل سنة كما أن المبالغ المرصودة للتدريب المحلي والخارجي لهذا العام ما زالت محتجزة لدى وزارة المالية وإذا ما تم إطلاقها فإننا بالتأكيد سنباشر بإبرام عقد مع معهد مالي للتدريب في الجوانب المحاسبية والمالية وعقد آخر مع معهد متخصص في الجانب الإداري بالإضافة إلى تنظيم وعمل دورات تدريبية وتأهيلية للعاملين في العناية المركزة وفي الطوارئ وذلك في هيئة مستشفى الثورة العام بالعاصمة صنعاء وهذا في ما يتعلق بالعاملين الفنيين بمستشفى الوحدة الجامعي وإن شاء الله سيتم استغلال المبالغ المرصودة للتدريب والتأهيل استغلالاٍ كاملاٍ يعود بالفائدة المرجوة في تطوير مستوى الأداء والخدمات الطبية أي أننا لن نصرف ريالاٍ واحداٍ في غير ما رصدت لها هذه المبالغ وهذا لا يعني أنه لم تقام أي دورات تدريبية لكوادر المستشفى خلال السنوات الماضية بالعكس فقد شارك عدد من من كوادرنا في دورات في اللغة الانجليزية وكنت حينها نائباٍ لمدير المستشفى ودورات أخرى في الداخل وفي الخارج ومن هذه الدورات دورة أقيمت في مدينة أسيوط بجمهورية مصر العربية قبل نحو ثلاث إلى أربع سنوات وبعدها توقفت الدورات نتيجة للعجز في الميزانية التشغيلية للمستشفى.
إيجاد خدمة متميزة
< كلمة أخيرة تود قولها في نهاية هذا الحوار¿
- نرجو من الإخوة في وزارة المالية أن يطلقوا ما تبقى من المخصصات المعتمدة ضمن موازنة المستشفى التي مازالت محتجزة لديهم ونعدهم بأننا لن نصرف ريالاٍ واحداٍ إلا في ما يصلح العمل الخدمي والعمل الأكاديمي ونرجو من الحكومة أن تضع الموازنة المناسبة للمستشفى التي تلبي متطلبات العمل والخدمات التي يقدمها ونطمح بأن نرفع من عدد الأسرة في المستشفى البالغ عددها حالياٍ 120 سريراٍ إلى 300 سرير بحيث تلبي عملية الإقبال الشديد عليه وهدفنا الأساسي هو إيجاد خدمة متميزة للمريض وإيجاد التدريب المناسب للطالب وهذا لن يتحقق بصورة كاملة إلا إذا توفرت الميزانية التشغيلية المناسبة.