الثورة/ عبدالخالق البحري –
نفذت وزارة الصحة العامة والسكان ممثلة بالبرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب العديد من الأنشطة والفعاليات التوعوية والتثقيفية والنزولات الميدانية لمعرفة حجم مشكلة داء الكلب ومدى خطورتها في اليمن بالإضافة إلى صرف اللقاحات والمصل لمعالجة الحالات التي تعرضت لعضات حيوانات مصابة بداء الكلب في مختلف مديريات ومحافظات الجمهورية.
وأوضح الدكتور/أحمـد حسـن الـورد مدير البرنامـج الوطنـي لمكافحـة داء الكلب بوزارة الصحة العامة والسكان في تصريح لـ(الثورة) أن داء الكلب هو التهاب فيروسي دماغي نخاعي حاد وهو من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان ويشكل خطورة كبيرة على الإنسان أولاٍ والثروة الحيوانية ثانياٍ لأن معدل الإماتة فيه 100% إذا لم تتخذ الإجراءات الإسعافية الوقائية اللازمة في الوقت المناسب وينتقل للإنسان عن طريق العضات والخدشات من الحيوانات المصابة بالعدوى ونتيجة لخطورة الإماتة العالية فيه فقد أولت وزارة الصحة العامة والسكان هذا البرنامج الرعاية والاهتمام وبدأ التخطيط الجاد لتفعيله حتى أصبح يشغل مكانة لا بأس بها بين الأمراض المعدية.
إجراءات وقائية
وأشار الأخ مدير البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب إلى أن داء الكلب يعتبر من الأمراض التي تنتشر على مستوى العالم حسب ما جاء في التقارير الصحية العالمية إلى أن ما يربو على عشرة ملايين شخص من ضحايا عضات الحيوانات يتلقون الإسعافات الأولية والعلاج الواقي من مرض داء الكلب سنوياٍ كما يتوفى بهذا الداء سنوياٍ أكثر من ( خمسة وخمسين ألف ) شخص ويتوقع الخبراء بأن يرتفع هذا العدد من الوفيات ليصل لأكثر من (330.000) ثلاثمائة وثلاثين آلف حالة سنوياٍ إذا لم يتوفر اللقاح والمصل الواقي مع العلم أن أغلب هذه الأرقام تتركز بصفة أساسية في آسيا وإفريقيا كما إن نسبة 99% من هذه الحالات بين البشر ترتبط بعضات الكلاب. أما بالنسبة للوضع على المستوى المحلي فقد بلغ عدد المعضوضين (5,344) حالة عض وهذا الرقم يمثل ثلاثة أرباع المعضوضين من الجنسين وإن الفئات العمرية الأكثر تعرضاٍ للعض هم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن أربعة عشر عاما حيث بلغ عددهم (4,139) معضوضا وهذا الرقم يمثل أكثر من نصف المعرضين بشكل عام وعدد الوفيات من نفس الفئة العمرية(26) حالة وفاة أي أكثر من ثلثي الوفيات لهذا العام ثم يأتي ترتيب الفئات العمرية الأخرى على النحو التالي: الفئة العمرية من عمر 15 سنة إلى عمر 40 سنة حيث بلغ عدد المعرضين (2,165) معرضا. ثم الفئة العمرية من عمر 41 سنة وما فوق حيث بلغ عدد المعرضين (1,222) معرض وتؤكد الإحصائيات أن هذه الأرقام لا تمثل حجم المشكلة الحقيقي أو الفعلي لأن هؤلاء هم الأشخاص الذين وصلوا لطلب الخدمة فقط بينما هناك أعداد كبيرة لا يصلون ولا يطلبون الخدمة وما وصول عدد الحالات المرضية إلى 36 حالة بعد ظهور الأعراض إلا اكبر دليل على ذلك كما أن مراكز المكافحة في م/ السويدي بمحافظة تعز ومحافظتي صعدة والجوف لم يتم موافاة المركز بأي إحصائيات بسبب الأحداث وهناك حالات تصاب وتتوفى دون أن تصل إلى مراكز المكافحة ولا تشخص ولا يعرف سبب الوفاة وذلك يرجع إلى أن كثيرا من العاملين في الوحدات والمراكز الصحية وبعض الدكاترة في طوارئ المستشفيات ليس لهم خبرة في تشخيص هذا الداء الخطير.
خطورة كبيرة
وأفاد الأخ مدير البرنامج بأن داء الكلب عبارة عن التهاب فيروسي دماغي نخاعي حاد وهو من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان ويشكل خطورة كبيرة على الإنسان أولاٍ والثروة الحيوانية ثانياٍ لأن معدل الإماتة فيه 100% إذا لم تتخذ الإجراءات الإسعافية الوقائية اللازمة في الوقت المناسب وينتقل للإنسان عن طريق العضات والخدشات من الحيوانات المصابة بالعدوى ونتيجة لخطورة الإماتة العالية فيه فقد أولت وزارة الصحة العامة والسكان هذا البرنامج الرعاية والاهتمام وبدأ التخطيط الجاد لتفعيله حتى أصبح يشغل مكانة لا بأس بها بين الأمراض المعدية النساء والأطفال هم الأكثر تعرضاٍ للعض.. حيث نقذ البرنامج خلال العام الماضي تتمثل في متابعة توفير اللقاح والمصل وإمداد وحدات المكافحة باللقاح والمصل واستلام التقارير والإحصائيات. والتواصل والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لغرض التنسيق لمكافحة داء الكلب. وكذا الإشراف الميداني والمتابعة لسير ا لعمل في وحدات المكافحة في المحافظات.حيث تم إعداد خطة عمل البرنامج السنوية وضع الآليات التنفيذية لأنشطة الخطة. وتم شراء لقاح ومصل داء الكلب بمبلغ (56,250,000)ريال لعام 2011م وشراء صبغة فحص رؤوس الكلاب بمبلغ (4,000$)أربعة ألف دولار لعام 2011م. حيث تم معالجة باللقاح والمصل وعمل الإسعافات الأولية لعدد(7,489) شخص.
15 محافظة
ونوه الورد إلى الخدمات الإسعافية الوقائية اللازمة التي يقدمها البرنامج في أكثر من 20 مركزا في 15 محافظة للمعضوضين والمتمثلة بتقديم الخدمات الإسعافية الضرورية المتمثلة بغسل الجرح بالماء الجاري والصابون وتطهيره بالمطهرات الجراحية وإحالات من تحتاج حالاتهم للتدخل الجراحي بحسب الاختصاص سواء لأخصائيي الجراحة أو الأعصاب أو التجميل ..بالإضافة إلى تقديم الإرشادات التثقيفية اللازمة للمعضوضين ومرافقيهم حول كيفية التعامل مع الحيوان العاض ومراقبته وما هي الإجراءات اللازم عملها من قبل أقرباء المعضوض وكذلك النصح والتوضيح بأهمية غسل الجرح بالماء الجاري والصابون بعد التعرض مباشرة وانه يمثل أكثر من 50%من المعالجة ٍكذلك نصح المواطنين بقتل الكلاب الزائدة عن الحاجة والضالة وتطعيم الكلاب المملوكة بالإضافة إلى تطعيم الأشخاص باللقاح والمصل ضد مرض داء الكلب الذين تعرضوا لعضات حيوانات مسعورة أو مشتبه بإصابتهم بداء الكلب من أول زيارة لمركز المكافحة وإعطائهم اللقاح والمصل في الأوقات المحددة بحسب جدول استخدام اللقاح المعمول به عالمياٍ. ونظراٍ لعدم توفر المخصصات المالية الكافية لتنفيذ خطة التدريب لكوادر البرنامج وكذلك تدريب بعض الفئات من العاملين الصحيين في طوارئ المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية على مستوى المديريات في المحافظات وكذلك صعوبة الروتين المالي المتبع في الوزارة عند تنفيذ أنشطة التدريب.
توصيات عالمية
ولمح الدكتور الورد إلى أن البرنامج يسعى خلال الفترة المقبلة إذا ما توفرت الإمكانيات إلى العمل على تنفيذ خطة البرنامج المقدمة ضمن خطة قطاع الرعاية الصحية الأولية لعام 2012م والمتمثلة بتنفيذ العديد من الأنشطة ووضع الآليات التنفيذية لأنشطة الخطة بحسب الميزانية المعتمدة للبرنامج والعمل مع الجهات ذات العلاقة على تنفيذ توصيات منظمة الصحة العالمية ومواصلة تنفيذ الخطة المرحلية لمكافحة داء الكلب في اليمن. وتنفيذ الإستراتيجيات الوطنية المقرة في هذا المجال. وتقييم ما تم إنجازه من الخطة التكاملية والإستراتيجية الوطنية التي تم عملها من قبل المختصين في الجهات ذات العلاقة.
منقذة للحياة
وطالب مدير البرنامج الوطني لمكافحة داء الكلب بوزارة الصحة العامة والسكان الجهات المعنية بتفعيل وتوسيع الاهتمام بأنشطة برنامج مكافحة داء الكلب كون هذا المرض من الإمراض التي تصل نسبة الإماتة فيها الى100%. واعتماد المخصصات المالية اللازمة للقيام بالأنشطة وخاصة في بعض الأنشطة التي لم يعتمد لها أي مخصصات مالية لشراء اللقاح والمصل الواقيين وهي من أهم النقاط التي يجب علينا جميعاٍ السعي لتوفيرها كونها من الأدوية المنقذة للحياة وتحفيز العاملين بالمراكز وضم أنشطة مكافحة الأمراض المشتركة الأخرى إلى أنشطة البرنامج للاستفادة من الإمكانات المتاحة في هذا الجانب وتفعيل مجالات التدريب التنشيطي للعاملين في وحدات المكافحة بصورة مستمرة وتوسيع التوعية المستمرة بمكافحة داء الكلب وذلك عن طريق عمل الدورات التدريبية التعريفية لعمال الرعاية الصحية الأولية العاملين في الوحدات والمراكز الصحية على مستوى مديريات المحافظات التي ينتشر فيها داء الكلب بشكل كبير.وتوفير الإمكانيات اللازمة للدراسات الميدانية لتحديد حجم المشكلة وعمل الخارطة الوبائية لداء الكلب في اليمن.