
استطلاع / محمد قائد الحميري –
يعتبر شهر رمضان من الشهور التي فضلها الرحمن حيث انزل فيه القرآن لهداية الإنسان . فجعل أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار . شهر تكثر فيه الصدقات وتتضاعف فيه الحسنات نهاره صيام وليله قيام . وصيام هذا الشهر يعد الركن الرابع من أركان الإسلام والمقصود بصيامه هو صيام كل جوارح الإنسان وليس الامتناع عن الأكل والشرب فقط فالكل يسارع من خلال هذا الشهر لكسب الثواب والتكفير عن الأخطاء والسيئات التي ارتكبت طول العام لأن رمضان كفارة للسنة عدا الكبائر وما من صائم إلا طالب مغفرة خاصة في هذا الشهر الفضيل الذي تقيد فيه الشياطين ويتحرر عقل الإنسان من الوسواس الخناس الذي يخطط للشر ويحرض للفتن فيصبح الإنسان المسلم حرا طليقا يستغل أوقاته في رمضان للتعبد وتلاوة القرآن يعيد حساباته ويبني صفحة جديدة من خلال التسامح والتآخي وطوي ملفات الماضي التي تحمل بنود الحقد والعداء والكراهية يفكر بمستقبله المشرق فهل يدرك الشباب أهمية استغلال أوقات رمضان وتهذيب أنفسهم من خلال سلوكياتهم وتعاملهم مع أسرهم وجيرانهم والآخرين¿ أم أن رمضان ليس إلا شهراٍ كبقية الشهور تكثر فيه العادات والتقاليد السلبية والايجابية¿ فما نلاحظه على شبابنا والتي نعدها من الايجابيات أن البعض إن لم يكن الأغلبية يسارعون إلى المساجد لأداء الصلوات الخمس جماعة فتمتلئ المساجد بالمصلين في هذا الشهر الكريم حتى وأن كان هذا الإقبال على المساجد تقليداٍ وعادة في شهر رمضان فقط فنعم هذا التقليد وتلك العادة أما فيما يخص العادات السيئة التي تمارس من قبل شبابنا في رمضان فهي كثيرة ومتعددة ومنها على سبيل المثال قطع الشوارع الفرعية وتخصيص أجزاء منها كملاعب لكرة الطائرة التي أصبحت لعبة الموسم في هذا الشهر خاصة في وقت العصرية لنهار رمضان بالإضافة لكرة القدم التي تمارس في الشوارع أيضا لدى الأطفال ونحن بدورنا ندرك أهمية الرياضة ونعرف أن الشباب شعلة من النشاط والحيوية والمواهب المتعددة وندرك أيضا أن الحكومة مقصرة في حق الشباب من خلال وعودها الوهمية في إنشاء ملاعب في المديريات وبعض الحارات ولكن التقصير المتعمد والتجاهل المبيت والتهميش غير المسبب للشباب من قبل الحكومة لا يبرر سلوكيات الشباب الذين يقطعون الشوارع العامة وينصبون فيها القوائم الخشبية والشباك وتحويل الشوارع لملاعب كرة الطائرة وكرة القدم ويصبح لعبهم على حساب إعاقة السير سواء لدى المركبات أو المارة من البشر ومثل هذه الأعمال تجرح الصوم لأنها تعد من ضمن قطع الطرقات التي نهانا عنها ديننا الإسلامي ومن ضمن العادات التي لا ترضي أحداٍ ولا تخدم البلد هو قيام بعض الأحزاب والجماعات المتطرفة باستقطاب الأطفال بين سن العاشرة إلى الخامسة عشرة وضمهم إلى أحزابهم وجماعاتهم في هذا الشهر مستغلين تقصير الدولة وعدم اهتمامها بالرياضة فتقوم تلك الأحزاب بتكليف احد الشباب في بعض الحارات بتسجيل الأطفال الموهوبين في الرياضة تحت مسمى دوري للحارات ويتم توعيتهم وإلقاء المحاضرات والندوات وبرامج الأحزاب أما الدوري والرياضة فهو مجرد الطعم الذي من خلاله يجذبون الأطفال في هذا السن الخطير الذي لا يعرف فيه الطفل معنى الحزبية ومستعد فيه الطفل أن يسجل في أي حزب أو جماعة الأهم أن يكون هناك دوري ولعب كرة .فيصبح أطفالنا لعبة بأياد غير آمنة يشكلونهم كما يشاءون يعجنوهم ويخبزون وفي النهاية يرهبون ويخربون والمسؤولين المقصرون في حق الأطفال والشباب يندمون ومن ضمن العادات السيئة لبعض الشباب هو قيامهم الليل في الأسواق المزدحمة بالفتيات ومؤاذاتهن باسلوب غير أخلاقي.
وحول هذا الموضوع الخاص عن أوقات الشباب في رمضان بين السلبي والايجابي كان لنا وقفة للاستيضاح أكثر من قبل بعض الشباب :-
تقصير الحكومة في حق الشباب جعل وسائل الضياع تبحث عن الشباب
محمد حمود عبده سيف القاضي يقول: إن رمضان هذا العام واكب الإجازة الصيفية منذ بدايتها للطلاب مما جعل الفراغ يشكل الجزء الأكبر في يوميات الشباب ولأن التقصير من قبل الحكومة التي تدشن افتتاح المراكز الصيفية ولا تشرف عليها بعد تدشينها فتصبح مراكز وهمية لا نرى منها إلا التدشين والاختتام عبر وسائل الإعلام وقراءة الأرقام والمبالغ التي صرفت على تلك المراكز دون الاستفادة فنسمع جعجعة دون طحين.وهذا ما جعل الشباب عرضة للتلاعب والضياع . فالبعض يلجأون للشوارع والطروقات ولا يعطون الطريق حقه وآخرون وهم صغار السن ينخرطون في مراكز صيفية رياضية حزبية تتبناها بعض الأحزاب وتتنافس تلك الأحزاب على استقطاب اكبر عدد من الأطفال صغار السن وخاصة في شهر رمضان تحت مسميات عدة دروس تقويه -تحفيظ – أنشطة رياضية – مسابقات ثقافية…الخ والغرض معروف وغير شرعي وهو تحزب الأطفال في سن مبكرة والسبب في هذا الضياع وفتح نافذة السياسة على الأطفال الأبرياء تتحمله الدولة التي تعد وتخلف وتهمل وآخر تلك الوعود ما صرح به وزير الشباب قبل ثلاثة أشهر تقريبا عند لقائه بالسفير والمبعوث الأمريكي بأنه خلال الأيام القادمة سيقوم ببناء خمسين ملعباٍ موزعة على المديريات وبعض الحارات . صحيح أن التصريح لم تمر عليه سوى شهور قلائل لكن البوادر والمؤشرات توحي بعدم المصداقية وبأنها تصريحات وهمية ووعود كاذبة كبقية الوعود السابقة . مما جعل وسائل الضياع هي من تبحث عن الشباب والعكس.
الشباب يحولون الشوارع لملاعب كرة طائرة
ماجد عبدالله الحميري يقول: إن تقصير الجهات المسئولة على حماية وحفظ الشوارع جعل الشباب يحولون بعض الشوارع لملاعب كرة الطائرة حتى وان كان ذاك الشارع المغلق هو المنفذ الوحيد للحارة فإنه يقطع ويمنع المرور عبرة سواء للمركبات أو العوائل من النساء اللواتي يلقين صعوبة في المرور وسط التجمعات الشبابية رغم أن هناك أماكن ومساحات بعيدة عن خط السير لا يتم اللعب فيها وإنما العناد يحضر في ظل الغياب والانسياب للجهات الأمنية والمعنية وبدلاٍ من أن يبحث الشباب عن الحسنات في هذا الشهر الفضيل نجدهم يبحثون عن السيئات لا يستمعون للنصائح ولا تؤنبهم ضمائرهم من ارتكاب المعاصي والمسؤولية تتحملها الأسرة أولا ومن ثم الجهات المعنية ثانيا فقلة التوعية من الأسرة وإهمال الحزم والضبط من الدولة جعلت الشباب يتصرفون بكل أريحية وممارستهم لحرياتهم الفردية الخاصة التي تؤثر على حرية الآخرين وحقهم .
رمضان شهر التسامح والعطف على الفقراء والمساكين
موسى محمد عبده الشرعبي قال: إن رمضان جعل الشباب حريصين على صلاة الجماعة في المسجد والرجوع لتلاوة القرآن بعد هجرة لبعض الشهور واغلب المتخاصمين لا نجدهم يتصالحون ويتسامحون إلا في هذا الشهر الكريم واغلب القضايا والخلافات التي يصعب حلها في بقية الشهور لا يتم حلها إلا في شهر رمضان فالكل يتعاطف مع الفقراء والمساكين وينفقون بسخاء لأنهم يتلمسون الجوع في صيامهم ويحسون بجوع الفقراء . وهذا ما نلمسه من اغلب الشباب في شهر رمضان أما بالنسبة للشواذ الخارجين على الطاعة والمحبين للمعصية فهم موجودون في كل الأحياء لكن نسبتهم قليلة منبوذون من أسرهم ومجتمعهم مصابون بأمراض نفسية وغرائز شهوانية وعقلية حيوانية . فشهر رمضان هو شهر الاستقامة للشباب .
رمضان شهر التجارة والربح والتسول
وهيب سعيد فرحان الكمالي قال: تكثر العادات والتقاليد في هذا الشهر الكريم وكلَ يكيف حياته ومعيشته حسب ظروفه وظروف أسرته فالبعض يقضي وقته في اللعب والتسكع في الشوارع وهؤلاء الشباب صنفان إما أنهم من الأسر الغنية التي لا تخشى الفقر أو من الأسر الفقيرة العاطلة عن العمل وصنف آخر من الشباب ويرجع مستواهم إلى الطبقة المتوسطة هم الذين يستغلون هذا الشهر في العمل والربح فيبحثون عن أعمال في شتى الوسائل تساعدهم على صرفيات رمضان والعيد معا ومن أولئك الشباب من يعولون أسراٍ ويتكفلون بكل مصاريفهم من خلال عربية لبيع البلس والخضروات والفواكه وغيرها من وسائل العيش وطلب الرزق بالوسائل الشريفة . والفئة الثالثة من الشباب نجدهم من الطبقة الفقيرة والذين لا يعتمدون على العمل بقدر ما يعتمدون على التسول في الجولات بعضهم شباب وآخرون أطفال والبعض من المسنين .ولا يمكننا أن نلوم من أجبرته الحاجة وقست عليه الظروف وابتلي جسمه بإعاقة أن يقضي أوقاته في الجولات بحثا عن لقمة العيش وحق الفطور في ظل عجز الحكومة عن تكفلهم . وكما يقال يأتي رمضان ورزقه معه فالجوع والفقر والغلاء والارتفاع المبالغ للأسعار والظروف المحيطة بنا تكفلت بأن تجعل رمضان شهرا لتجارة والربح صحيح أن العمل عبادة لكن رفع الأسعار ظلم وخيانة وعدم وجود الرقابة إهمال وضياع .
—