
استطلاع/ نورالدين القعاري –
بالفضل بالخيرات بالإحسان أقبلت شهر الصوم والغفران
يا أيها الشهر الكريم تحية مزجت بعرف المسك والريحان
شهر أطل على العباد بنوره وتزينت بقدومك الملوان
شرفت بمقدمك السماوات العلى وتضوعت نورا◌ٍ لك القمران
يا خير من سعد الأنام بوصله يا رحمة تهدى من الرحمن
أيامك الأولى مراحم جمة تلقى العباد برقة وحنان
هكذا ترددت الترانيم والنغمات الروحانية إحياء للذكرى الثالثة عشرة على رحيل الشيخ الحافظ محمد بن حسين عامر وذكرى غزة بدر الكبرى وفتح مكة وإحياء ذكرى المرحوم عبدالله حسين الحمامي الذي نظمته وزارة الثقافة وجمعية المنشدين اليمنيين في الأمسية السنوية.
كلمات الإخلاص
وردد المشاركون أناشيد الإخلاص والإيمان واستأنفوا تقليدا◌ٍ عظيما◌ٍ ارتبط بأخلاقيات المسلم وترانيم الشهر الفضيل وإحياء للتراث اليمني الأصيل المتجذر منذ قرون عدة بتقديم الترانيم الروحانية¡ والأهازيج الدنيوية¡ والمديح النبوي¡ والتسابيح والتهاليل¡ وتعظيم الله عز وجل.
هذا ما يميز الأمسيات الرمضانية الإنشاد في اليمن¡ كما أنها تعبر عن نهج الاعتدال والوسطية في تقاليد وثقافة اليمني¡ فبلادنا أرض للحوار والاعتدال¡ وهي تنبذ التطرف بكل مظاهره وأشكاله¡ كما تنبذ العنف والإرهاب.
وفي رحاب هذه الأجواء العطرة يتحدث القاضي علي محسن الأكوع ¡ رئيس جمعية المنشدين اليمنيين¡ رئيس الاتحاد العربي للثقافة والإبداع أنه منذ أكثر من 13 عاما◌ٍ وجمعية المنشدين اليمنيين تحيي هذه الذكرى ألا وهي رحيل العلامة محمد حسين عامر¡ ونحن نحيي ذكرى رحيله كل عام حرصا◌ٍ من جمعية المنشدين اليمنيين ووفاء مع هذه الشخصية العملاقة الذي أرجع للإنشاد رونقه وكرس فترة حياته على حفظ التراث من الاندثار حتى تسلمناه ونقلناه من أشرطته لكي نكمل مسيرته التي بدأها.
ذكرى عظيمة
مضيفا◌ٍ بأنها ذكرى عظيمة وهي العشرون من رمضان وحرصا◌ٍ من جمعية المنشدين اليمنيين ومؤسسة اليمن للثقافة والتراث والاتحاد العربي للثقافة والإبداع حرصا◌ٍ منها على أن نحيي المناسبات الدينية¡ لأننا معنيون بذلك لأن دور المنشد أن يوصل رسالة الفن الأصيل وخاصة في شهر رمضان المبارك¡ كما نحتفي بغزوة بدر الكبرى وفتح مكة وهي العشرون من رمضان وذكرى العالمين الجليلين وتكريم الرموز الذين لا يمكن أن ننساهم أو ينساهم التاريخ وقد علمونا الكثير والكثير وإن شاء الله سنقوم بإصدار كتبهم في المستقبل القريب.
وسيتعلم ويستفيد من علمهم الاجيال المتعاقبة من المجتمع اليمني من خلال طباعة مؤلفاتهم التي لن ينساها التاريخ لهم هذا الفضل الجميل.
مؤكدا◌ٍ بأن مثل هذه الأمسيات تأتي تأكيدا◌ٍ من جمعية المنشدين اليمنيين والاتحاد العربي للثقافة والإبداع على أهمية دور العلماء باعتبارهم مصابيح المجتمع وتخليدا◌ٍ لما قدموه من تأليف وتعليم وإرشاد وتثقيف في كل مجالات.
لوحات إنشادية
وفي الأمسية قدم المنشدون لوحة إنشادية حوت ألوان الموشحات المتعددة من التراث الإنشادي اليمني الأصيل وغيرها من الوصلات الإنشادية¡ حيث قدم الشيخ المنشد يحيى المحفدي أنشودة “عالم السر” والمنشد أحمد جودب قدم أنشوده “إليك مولاي” والمنشد خالد محرم قدم انشودة “صلوا على المختار” والمنشد فؤاد الشاوش قدم انشوده ” يارب إنك الواحد الأحد”.
مواهب
ويأتي الهدف من تنظيم مثل هذه المهرجانات في إطار إحياء التراث الإنشادي وتوثيق وجمع القصائد والألحان ومختلف المشارب الإنشادية من مختلف المحافظات اليمنية وحفظها من الاندثار والذي أصحى تقليدا◌ٍ سنويا◌ٍ يبرز كنوز التراث الإنشادي الذي تزخر به اليمن¡ وإفساح المجال للمواهب الإبداعية للمشاركة بهذا الفن الإبداعي الأصيل في الأمسيات المحلية ¡ والاستفادة منها وإبرازها وتغذية القنوات الإعلامية بها¡ إضافة إلى اكتسابها هذا العام خصوصية أكبر.
ويتميز الإنشاد الديني اليمني الذي يحظي برعاية الدولة رغم عدم مصاحبته لآلآت الموسيقى بعزف موسيقاه من خلال حناجر منشديه¡ وعموما يكون الإنشاد اليمني متضمنا للذكر¡ الغزل في الذات الإلهية والدعوة لصفاء النفس البشرية لهذا سرعان ما يلبث أن يلتصق بالوجدان.
يشار إلى أن الإنشاد الديني له تاريخ طويل¡ فقد بدأ منذ النصف الأخير من القرن الأول الهجري كشعر¡ ومن ثم قام بتلحينه “إسحاق الموصلي”¡ و”زرياب” في العراق¡ واهتمت به الدولة الرسولية باليمن في القرن السادس الهجري.
تصوير فؤاد الحرازي