الجزائر تستعد للتدخل العسكري في شمال مالي

الجزائر/ا.ف.ب –
قبلت الجزائر بالسماح لقواتها العسكرية بالقيام بعمليات قتالية خارج أراضيها ومطاردة المنظمات الإرهابية الناشطة في المغرب العربي وفي المناطق الصحراوية الواقعة جنوبه.
وكانت السلطات الجزائرية الجزائرية تصر إلى وقت قريبا على أن يتكفل كل بلد بشؤونه الأمنية ومحاربة الإرهاب ضمن حدوده.
وبموجب هذا الاتفاق ستتمكن الجيوش النظامية في ما يعرف بـ”دول الميدان” وهي الجزائر وموريتانيا والنيجر ومالي وبوركينافاسو¡ من القيام بـ”المطاردة للجماعات الإرهابية ومواصلة مطاردتها إلى خارج الحدود وفي نطاق الدول الأربع¡ وذلك بشرط عدم وجود قوات نظامية جاهزة للتصدي في الدولة التي تفر إليها الجماعة الإرهابية.
وينطبق هذا الحال على دولة مالي التي عجزت قواتها النظامية على التصدي لمجموعات سلفية مقاتلة تمكنت من طردها من شمال البلاد.
ويقول مراقبون إن هذه الخطوة تمثل مؤشرا هاما على التطورات المنتظرة في ملف مكافحة الإرهاب في منطقة صحراء جنوب الجزائر خاصة وبعد أن اصبحت إمارة القاعدة في شمال مالي على تخوم حدودها الجنوبية.
ويظيف هؤلاء المراقبون أن الجزائر تبدو وقد حسمت خيارها لفائدة المبادرة بالهجوم وعدم انتظار الخطر حتى ياتي إلى داخلها حيث باتت تعتبر أن تجمع مقاتلي القاعدة في شمال مالي يشكل فرصة مواتية للقضاء عليهم بشكل حاسم ودرء خطرهم في مهده.
وصادق قادة جيوش دول الميدان المعنية بمكافحة الإرهاب في الساحل بعد مشاورات تواصلت لعدة أشهر¡ على مخطط أمني للتعامل مع الوضع الأمني المضطرب في منطقة أزواد بشمال مالي التي باتت خارج سيطرة أية حكومة.
وأقرت الجزائر وموريتانيا والنيجر وبوركينافاسو الخطة المتكونة من عدة بنود لمواجهة الاضطراب الأمني الخطير في منطقة أزواد¡ ومنع تمدد الجماعات السلفية الجهادية إلى مناطق نشاط جديدة في كل من موريتانيا والنيجر ونيجيريا وبوركينافاسو.
وتتضمن الخطة الأمنية اتخاذ إجراءات أمن مشددة في الحدود المشتركة بين إقليم أزواد وكل من الجزائر وموريتانيا وبوركينافاسو والنيجر¡ لمنع تسلل مسلحي الجماعات السلفية الجهادية إلى الإقليم ومنع وصول الأسلحة والتجهيزات إلى المنطقة.
وقررت دول الميدان تخصيص وتجهيز قوات قوامها 60 ألف مقاتل لإحكام والحصار حول المنطقة.
وكشف مصدر أمني جزائري أن الجزائر وموريتانيا وبوركينافاسو والنيجر قررت تخصيص وتجهيز قوة نظامية قوامها 40 ألف مقاتل لمواجهة الوضع الأمني المتدهور في منطقة أزواد قبل استفحال خطرها.
ولم تقدم السلطات الجزائرية توضيحات حول هذا التطور اللافت في موقفها من مكافحة الإرهاب وقرارها بتمكين جيشها بملاحقة الإرهابيين خارج القواعد.

قد يعجبك ايضا