وديع العبسي –
> بينما يصر الصحفي -أي صحفي- دائما عند محاورته لأي شخص حزبي سؤاله عن مسألة اجتثاث المؤتمر أو استهدافه بشكل أو بآخر¡ تتفق دائما الإجابة على أهمية بقاء المؤتمر بحالة صحية باعتبار ذلك تعزيز لصحة الواقع السياسي الذي تتقاسمه الأحزاب.. مع هذا لا يمكن تجاهل أن هناك من تبدو رغبته جامحة في إنكار هذا المبدأ والعمل خارج سرب المعرفة والوعي السياسي الذي يفترض العمل على مد المنافسين بعوامل القوة لتبرز قوته هو.. لتجده يعمل على زعزعة واقع التعدد بمحاولة التخلص من منافسيه أو منافسه.
أتصور وبعيدا عن المزايدات ¡ والضحك على الذقون أن واقعا◌ٍ جديدا◌ٍ تتحقق فيه الدولة المدنية الحديثة يسود فيها العدل والمساواة تتطلب أحزابا قادرة على الفعل وإحداث التأثير وكذلك الحال بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام الذي يمثل شوكة الميزان للحياة السياسية¡ وقوة رادعة ستحول دون مرور أية محاولة استقواء يظل معها القوي قويا◌ٍ والضعيف تحت براثن رغبات المتنفذين.
اليوم ونحن في مرحلة انتقالية نحاول فيها إشاعة التوافق بين الفرقاء ليس من القوة إقصاء الآخر¡ بل هو من الفشل بمكان كونه تعبيرا◌ٍ عن الضعف في مواجهته سياسة بسياسة.
قوة المؤتمر كما قوة الأحزاب الآخر مطلب حيوي جدا◌ٍ من شأنه أن يمد ساحة الفعل بالمنافسة التي يفترض أن ينتج عنها إنجازات لصالح المواطن والوطن.. فضلا◌ٍ عن أنه ليس من حزب يمكنه التشدق بقدرته فعل كل شيء منفردا حتى وإن حكم منفردا فوجود أحزاب قوية في ساحة حكمه هو محفز له ودافع إلى النجاح والحفاظ على ثقة الناس.
الأمر ليس بالاكتشاف الخطير فهو من البديهيات.. وأمريكا والمجتمع الدولي يدرك ذلك.. يدرك بأن تفرد قوة بكل شيء سيعيد البلد إلى ذات الفكر الواحد¡ ومنه الى ذات مربع الإخفاقات¡.
walabsi1@gmail.com