توقعت بتخفيض 30% في الأسعار


استطلاع/ احمد الطيار –
سوق اسطوانات الغاز المنزلي يقترب من حرب أسعار بين شركة الغاز الحكومية وشركات القطاع الخاص اليمني

تقترب سوق اسطوانات الغاز المنزلي في اليمن من حرب أسعار بين مزودي السوق بهذه السلعة الهامة في الوقت الذي يبدو القطاع الخاص اليمني مصمماٍ على نزع الاحتكار الذي تمارسه الشركة اليمنية للغاز والبدء في عصر جديد تكون شركات تعبئة الغاز الخاصة في مأرب هي المسيطرة على تموين السوق وفقا لألية السوق الحر وما تقتضيه حرية التجارة .
وفيما دخلت مسألة التنافس في السيطرة على سوق اسطوانات الغاز المنزلي في اليمن بين الحكومة ممثلة في الشركة اليمنية للغاز والقطاع الخاص اليمني المنتج للغاز من محطات تعبئة أنشئت حديثا بمأرب مرحلة تكسير العظم هذه الأيام عبر توجه من الجانبين لإحداث تخفيضات تؤدي لقصم ظهر الطرف الآخر وبلا رحمة تبرز حاليا في الأفق مخاوف من عدم قدرة الطرفين على الوفاء باحتياجات السوق خصوصا في ظل عدم توفر الإمكانيات للطرفين بشكل تجاري محترف الأمر الذي قد يعيد للأذهان أزمات الغاز المعهودة في رمضان خلال السنوات الماضية.

لا ازمة
لأول مرة يمر النصف الأول لشهر رمضان الحالي منذ أكثر من 7 سنوات بدون أي زمة غاز منزلي تطال السوق اليمني وهذا يرجع لتشبع السوق بالاسطوانات سواء التي تجلبها شركات القطاع الخاص أو المعارض التابعة لشركة الغاز الحكومية واستبعد مسئولون بمحطات تعبئة اسطوانات الغاز بصنعاء حدوث أزمة غاز حاليا إن استمرت الظروف الأمنية والسياسية على هذا الحال مؤكدين أن هناك اتجاهات تدور لتخفيض الأسعار وانهم ابلغوا خلال الفترة القريبة الماضية عن نية الشركة اليمنية للغاز تنفيذ تخفيضات في الأسعار بما قد يصل إلى 30% بغرض كسر النشاط الجديد لشركات تموين اسطوانات الغاز القادمة من مأرب في خطوت تظهر حربا خفية بين الطرفين.
وقال المسئولون انهم ابلغوا بتوجه لدى شركة الغاز الحكومية لتخفيض اسعار اسطوانات الغاز الى مادون 1000 ريال لتباع للمستهلك بحدود 1100 ريال أي بأقل من 300 ريال عن سعرها الحالي البالغ 1400 ريال وهو امر يراد منه هدفان الاول احداث خسارة مدوية لموردي اسطوانات الغاز القادمة من محطات التعبئة التابعة للشركات في مارب والثاني إعادة المستهلكين الى شراء اسطوانات الغاز عبر معارض شركة الغاز وبأسعار منافسة.
الإمكانيات
وفقا لرأي خبراء سوق أنشطة وتجارة الغاز المنزلي في اليمن لا تستطيع الشركة اليمنية للغاز الوفاء بتعهداتها بتموين السوق اليمني بالأسعار التي تحاول البيع بها مستقبلا والسبب كما يقول المهندس نبيل احمد الاهنومي يكمن في أن الشركة ليس لديها مصدر مضمون لإمدادات الغاز المسال لأنها حاليا تعتمد على الاستيراد من الخارج والتعبئة في مصافي عدن وهذا يكلفها ضعف أسعار البيع الحالي في السوق.
كما تكمن مشكلة الشركة اليمنية للغاز في أن خط امداداتها من مأرب لايزال مقطوعا ولهذا فالغاز الدي توفره للسوق حاليا هو من الغاز المستورد بالدولار وهذا بحد ذاته تكلفة الاسطوانة منه تصل الى 1300 ريال على الاقل أي انها تبيع للسوق بخسارة.
وفي نفس الإطار تعجز الشركات الخاصة والتي تزود السوق حاليا عبر محطات التعبئة في مأرب من الوفاء باحتياجات السوق كاملا والسبب يعود الى انها لا تستطيع توفير سوى 60% من الاحتياجات للعاصمة صنعاء و100% للمحافظات القريبة من مأرب ويرجع هذا الضعف الى سببين كما يقول المهندس فهد الرحبي كبير مهندسي أحد شركات مأرب الخاصة وهما أن اسطول النقل للشركات الخاصة هو أسطول بدائي بالدرجة الاولى فهم يعتمدون على مسوقين يمتلكون دينات كبيرة تسوق الاسطوانات الى شارع خولان ومن هناك توزع بسيارات نقل خفيف الى اصحاب المعارض والى نقاط التوزيع في الشوارع وهذا يؤثر على الامدادات بشكل كبير نظرا لظروف الطرقات والسيارات نفسها والعامل الثاني يعود إلى ضعف قدرة محطات التعبئة الخاصة في مارب فهي محطات صغيرة نسبيا ولا تستيع الوفاء 100% باحتياجات بلد كاليمن بأكمله.
تنافس غير متكافئ
عكس التنافس في السيطرة على سوق اسطوانات الغاز في اليمن وضعا غريبا من الناحية الاقتصادية وفقاٍ للقانون لاتزال شركة الغاز هي المزود الوحيد لمادة الغاز المنزلي في السوق اليمنية كما أن ظهور الشركات الخاصة وسوقها الكبير من التموين والتسويق للاسطوانات يقلق الخبراء خاصة وان هذا السوق يمتلك نشاطا يوميا يقدر بمليارات الريالات ويبدو أن لعاب رجال اعمال ونافذين في اليمن من الناحية القبلية والتجارية وراء الاتجاه نحو هذا السوق المربح ولو بالتعدي على القوانين واللوائح التجارية.
وهناك من يفسر قيام شركات للغاز من القطاع الخاص بهذا المستوى بأنه إيعاز من مستثمرين لهم صلات بقطاع النفط والغاز فقدوا مصالحهم عقب التغيير الذي حصل في اليمن فاتجهت اعينهم نحو هذا السوق المربح جدا وفيه مليارات الريالات تدار يوميااما قيام مسئولي شركة الغاز بالدفاع المستميت عن السوق ولو في ظل انعدام الغاز المحلي فيعود الى تقاضيهم عمولات الاستيراد من الشركات الخارجية والتي زودت السوق المحلية طيلة العام 2011م .
دفاع
كان المدير التنفيذي للشركة اليمنية للغاز المهندس انور سالم حسان قد اعترف قبل رمضان الحالي ان معارض الشركة في امانة العاصمة لاتزال مغلقة وان الشركة بدأت بفتح ستة منها فقط فيما اكد أن العاصمة صنعاء تمون بالأسطوانات من قبل الشركات الخاصة في مارب وعبر سوق شارع خولان الشهير في العاصمة .
حسان وفي خضم تصريحاته الإعلامية قال انه تم تعبئة اكثر من 40 الف اسطوانة غاز خلال يوم واحد فيما سيتم استكمال تعبئة اكثر من 350 الف اسطوانة غاز ستكون جاهزة لإنزالها الى الاسواق عند الحاجة متجاهلا الاشارة الى أن صنعاء تستهلك يوميا اكثر من 60 الف اسطوانة على اقل تقدير.
وسائل النقل
يبدو أن معركة المنافسة على سوق تموين اسطوانات الغاز في اليمن ستحسم لمن يمتلك اسطول النقل المناسب لهذه السلعة وهذا ما تعول عليه شركة الغاز والتي تمتلك اسطولا من الناقلات للغاز في حدود 90 قاطرة وهو ما يؤكد انها تلعب بطريقة ذكية لإلحاق الهزيمة بشركات القطاع الخاص والتي تفتقر الى القاطرات وتعتمد على الشاحنات الكبيرة والدينات للتوفير الاسطوانات عبر طريق مأرب صنعاء الوعرة ويشير المهندس الاهنومي الى أن شركات الغاز الخاصة كانت تزمع نقل الشاحنات عبر طريق البيضاء صنعاء ابتداء من مارب لكن التكلفة كانت مرتفعة ففشلت خطتها لاغراق صنعاء بالأسطوانات وبالتالي تخفيض الاسعار الى مادون 900 ريال .

غش الاوزان
تبرز من جهة اخرى عمليات واسعة في الغش في وزن الاسطوانات ففيما تأتي الاسطوانات من شركات مأرب بتعبئة قد لاتصل الى 20 لترا نجد محطات كالمفزر والحظا تعبئ الاسطوانات بزنة 24 لتراٍ وهناك تعبئات برزت مؤخرا من محطات تعبئة الغاز للسيارات اذ تقوم هذه المحطات بتعبئة الاسطوانات بالكمية التي يريدها الزبون وبحسب الإمكانية المادية أي أن يمكن التعبئة ب500 ريال او 700 ريال او 1000 ريال وغير ذلك وهذا تطور لم تكن السوق اليمنية تشهده.
إحصائيات
تستهلك السوق اليمنية من الغاز المنزلي يوميا 24600 برميل وحسب إحصائيات الشركة اليمنية للغاز يقوم القطاع 18 بمارب بتغطية 22000برميل يوميا فيما بلغت مساهمة مصفاة عدن 2600برميل يوميا بينما بلغت الواردات الموسمية 250000 برميل خلال العام 2010م.
ويقوم مشروع الغاز الطبيعي المسال أيضا بتزويد المؤسسة العامة للكهرباء بـ 100 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا لتوليد الطاقة الكهربائية.
الانتاج الخاص
ترعى الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال على مايبدو تزويد محطات التعبئة الخاصة بمأرب بالغاز الطبيعي وفقا لاتفاق عقد مع شركة تنمية المحدوة لبناء مشروع وحدة جديدة لتخزين الغاز المنزلي في محافظة مأرب بجوار وحدة الإنتاج المركزي رقم 2 والتي تم إنشاؤها من قبل الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال في القطاع 18بمشاركة شركة صافر و هوك بيركسان منتصف العام 2010م ومنذ منتصف العام الماضي 2011م قامت كل من الشركة اليمنية للغاز (الحكومية) وشركة صافر بتشغيل المشروع والبيع للمحطات الخاصة وبدء تزويد السوق بالأسطوانات عبر شركات القطاع الخاص .
ووفقا للشركة تساهم هذه المنشآت الجديدة في زيادة إنتاج الغاز المنزلي بنسبة (21.000) برميل يوميا ابتداء من صيف العام 2012م .

قد يعجبك ايضا