
تحقيق/ نورالدين القعاري –
يتسم شهر رمضان المبارك من كل عام بزيادة مفرطة في الاستهلاك ما ينعكس سلباٍ لإنتاج المزيد من المخلفات ما يعني مزيداٍ من الضغوط على الجهات العاملة في مجال النظافة وجمع المخلفات.
ورغم وجود نسبة في هذه الزيادة بكميات مختلفة في شهر رمضان إلا أن هناك مؤشرات بوجود هذه الزيادة مما يعيق من ملاحقة جمعها خاصة مع الجهود التي تبذلها قطاع البلدية بأمانة العاصمة وأيضاٍ تغير أوقات إخراج القمامة من المنازل .
وكل هذا يعود إلى الإكثار الزائد من طهي الأطعمة والإسراف في ذلك وللأسف تذهب هذه الزيادة إلى حاوية النفايات والقمامة مما يشكل أعباء إضافية لعمال النظافة وضغطا على مقالب القمامة ووضع النظافة بشكل عام خاصة وأن إخراج القمامة يتم بعد العشاء أي ليلا بعد أن تكون سيارات جمع القمامة من المنازل قد مرت في ساعات النهار مما يعني بقاء الحاويات مليئة بالفضلات حتى اليوم الثاني مما يؤدي إلى تراكمها وترك آثار بيئية وصحية كثيرة.
زيادة ملحوظة
عبدالله ثابت يلحظ زيادة في مخلفات براميل القمامة الواقعة أمام منزله التي فاضت ولم تعد تستوعب المخلفات كما يقول: ألاحظ في شهر رمضان المبارك زيادة كبيرة في المخلفات حتى تمتلئ براميل القمامة ولم تعد تستوعب المخلفات مما يجعل المنظر مؤذي وهذه الزيادة الهائلة لاشك أنها من مخلفات الطعام مضيفاٍ: بأن الزيادة في من المخلفات ناتج عن زيادة في الطعام لأن كثيراٍ من الناس خاصة في شهر رمضان يبالغون في شراء الأطعمة وأنواع المأكولات في هذا الشهر الكريم وهو يعد من الإسراف.
بقايا الأطعمة
أما عبدالرحمن الكبودي يعمل في مطعم يوضح أسباب عدم رفع هذه المخلفات من براميل القمامة بقوله: هناك تفاوت في عملية إخراج القمامة من المنازل وحتى من المطاعم في شهر رمضان المبارك لأن القمامة يخرجها أصحاب المنازل من بعد صلاة العشاء أي ليلاٍ بعد أن تكون سيارات جمع القمامة من المنازل قد مرت في ساعات النهار مما يعني بقاء الحاويات مليئة بالفضلات حتى اليوم الثاني مما يؤدي إلى تراكمها وترك آثار بيئية وصحية كثيرة .
التوعية بالمخاطر
ويرجع فؤاد المقحفي أن الأسباب التي تزيد من انتشار هذه العادة ترجع لتحضير كميات كبيرة من الطعام بالإضافة إلى عدم استهلاك هذه المواد قبل انتهاء صلاحية استخدامها وملء الأطباق بكميات زائدة من الطعام علماٍ بأن عدم تناول هذه الأطعمة يفرض ضرورة التخلص منها برغم أن بقايا الأطعمة من المنتجات الغذائية قابلة للتحلل إلا أن عدم الاستفادة منها يعني ضياع الموارد المستغلة في إنتاجها من طاقة ومياه ومواد للتعبئة والتغليف بالإضافة إلى الضرر الناتج عن الإنبعاثات الكربونية التي تنتج من نقل المواد الغذائية وتخزينها والتخلص منها .
وبالتالي فإن هكذا وضع بحاجة إلى مزيد من العمل سواء من حيث التوعية بعدم الإسراف وتبيان مخاطر ذلك على الفرد والمجتمع والبيئة المحيطة ومن ثم وضع إجراءات لاستيعاب الزيادة المحتملة للمخلفات في شهر رمضان فضلا عما تقذفه الأسواق من مخلفات جراء زيادة حركة التسوق في هذه الأيام ومع اقتراب عيد الفطر المبارك .
النظافة
ويرى أحمد إبراهيم عتيق المدير العام التنفيذي لصندوق النظافة أن شهر رمضان المبارك من كل عام يشهد زيادة في الاستهلاك وبالتالي إنتاج المزيد من المخلفات ما يؤدي إلى مزيد من الضغوط على الجهات العاملة في مجال النظافة وجمع المخلفات وإعاقة ملاحقة جمعها خاصة مع تغير أوقات إخراج القمامة من المنازل.
ومع هذه الزيادة من المخلفات يقول عتيق إن الصندوق اتخذ عدداٍ من الإجراءات اللازمة ومنها زيادة عدد النقلات من بداية رمضان للآليات العاملة حسب الحاجة وتوزيع العمال حسب ضغط العمل خلال الورديات وإلزام عمال الشوارع باستمرار عملية كنس الأتربة من الشوارع وتنشيط أعمال المخلفات ومنع إعطاء الإجازات خلال رمضان لكي لا تؤثر هذه المخلفات على البيئة من خلال تأكسدها في براميل النفايات.
وأكد عتيق أن هكذا وضع بحاجة ماسة وضرورية إلى مزيد من الجهد والعمل والتوعية وتعاون المواطن وبيان مخاطر المخلفات في حالة بقائها وتكدسها على الفرد والمجتمع والبيئة المحيطة.
وضرورة وضع إجراءات لاستيعاب الزيادة المحتملة للمخلفات في شهر رمضان الفضيل فضلاٍ عما تقدمه الأسواق من مخلفات جراء زيادة حركة التسوق في هذه الأيام ومع اقتراب عيد الفطر المبارك داعياٍ المواطنين إلى التعاون مع الصندوق والإبلاغ عن مواقع وجود القمامة والمخلفات في حالة تكدسها وتراكمها.
التبذير
وعن الإسراف يتحدث الشيخ محمد عبدالغني مصطفى إمام جامع بأنه إهدار لنعمة الله حيث يقول: إهدار نعمة الله مثل الطعام لا يتناسب مع فكرة الاعتدال في الإسلام لأن الله يقول في كتابه العزيز: ((إنِ الـúمْبِذرينِ كِانْواú إخúوِانِ الشِيِاطين وِكِانِ الشِيúطِانْ لرِبه كِفْورٍا)).
فكثير من الناس في رمضان خاصة يسرفون ويبذرون في الأطعمة والأشربة ويْلúقْون ما زاد وما فاض في المزابل والطرقات ويزيدون ويتجاوزون الحد في ذلك وهذا لا يجوز للمسلمº لقول الله: ((يِا بِني آدِمِ خْذْواú زينِتِكْمú عندِ كْل مِسúجدُ وكْلْواú وِاشúرِبْواú وِلاِ تْسúرفْواú إنِهْ لاِ يْحبْ الـúمْسúرفين)).
وطرح اقتراحاٍ يقول فيه: لماذا لا تتكاتف هذه المطاعم وتكون بمثابة المشروع الذي يساعد الفقراء والمساكين والمحتاجين ويجمع هذا المشروع بقايا الطعام من التجمعات الكبرى مثل حفلات الزفاف والمآدب ووجبات الإفطار في الفنادق لتوزيع الطعام السليم.