
القدس المحتلة (رويترز) –
قال مسؤولون إسرائيليون وعائلات فلسطينية إن إسرائيل سمحت أمس لأربعين فلسطينيا من قطاع غزة بزيارة أقارب محتجزين في اسرائيل وهي أول زيارة من نوعها في خمس سنوات تنفيذا لاتفاق أنهى اضراب سجناء عن الطعام.
وقالت متحدثة باسم مصلحة السجون الاسرائيلية: “40 شخصا -عائلات 24 سجينا- وصلوا منذ وقت قصير إلى سجن رامون” مضيفة أن زيارات أقارب السجناء ستنظم الآن بشكل أسبوعي من غزة.
ولم تكن إسرائيل تسمح للعائلات من غزة بزيارة ذويها السجناء منذ عام 2007م بعد أن أسر نشطاء فلسطينيون الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وأطلق سراحه في أكتوبر مقابل الافراج عن ألف سجين فلسطيني.
كما أوقفت اسرائيل تزويد السجناء بمواد تعليمية وقيدت السماح لهم بمشاهدة التلفزيون.
وتتم الزيارات التي سمح بها يوم أمس في اطار اتفاق جديد تم التوصل اليه هذا العام لانهاء اضراب عن الطعام نظمه نحو 1600 سجين فلسطيني يطالبون بتحسين الأوضاع في السجون.
وشملت مطالب المضربين عن الطعام استئناف زيارات العائلات وانهاء سياسة اسرائيل اعتقال بعض المشتبه بهم في اعمال ارهابية دون محاكمة والتي تنطبق على 320 حالة من بين 4800 فلسطيني في السجون الاسرائيلية.
وأنهى السجناء اضرابهم في مايو ايار بعد أن توسطت مصر في اتفاق تستجيب بموجبه اسرائيل لبعض المطالب لكنها لم تعد بانهاء “الاعتقال الاداري” دون محاكمة متعللة بمخاوف امنية والحاجة الي حماية المرشدين السريين.
واتهم عبدالله قنديل المتحدث باسم جمعية أنصار السجين اسرائيل بانتهاك اتفاق مايو ايار قائلا انه لم يتم الترتيب للزيارات الاولى بسرعة كافية ولم تشمل عددا كافيا من العائلات ومازالت تخضع لقيود خطيرة.
وكانت صباح الجرجاوي وزوجها بين الذين أمضوا ليلة دون نوم في غزة في انتظار الحافلة التي نظمتها اللجنة الدولية للصيب الاحمر لنقلهم إلى اقاربهم السجناء في اسرائيل.
وقالت وهي تمسك بوجبة غذاء متواضعة للرحلة الطويلة في حقيبة بلاستيكية: إن ابنها لم يصدر عليه أي حكم لكنه في السجون الاسرائيلية منذ 14 شهرا. ورغم انها سعدت لانها ستتمكن من زيارة ابنها لكنها تشعر بالاستياء من القيود التي فرضتها السلطات الاسرائيلية.
وقالت: “طلب ملابس رياضية وأغطية فراش. كثيرون اعدوا أشياء كثيرة عندما سمعوا عن الزيارة لكن الاسرائيليين أفسدوا سعادتهم بقولهم لنا أن كل ما يمكننا أن نأخذه معنا هو زجاجة مياه وشطيرة.”
واضافت:”سعادتنا ستكتمل عندما تزور كل العلائات ابنائها.”
وقال قنديل: إن الرحلة المتواصلة من غزة إلى سجن رامون في صحراء النقب القاحلة يمكن أن تستغرق ما يصل إلى 14 ساعة وانه سيسمح للاقارب برؤية السجناء لمدة ساعة فقط مضيفا أن الاطفال ممنوعون من الزيارة والهدايا ايضا.
وحث مسؤولو اللجنة الدولية للصليب الاحمر الذين يساعدون في تسهيل الزيارات على السماح لكل سجناء غزة المحتجزين في سجون اسرائيل بزيارات عائلية.
وأشار بيان من اللجنة الدولية للصليب الاحمر إلى انه يوجد 554 رجلا في سجون اسرائيل عائلاتهم من قطاع غزة.
وقال خوان بدرو شيرر رئيس وفد اللجنة الدولية للصليب الاحمر في اسرائيل والاراضي المحتلة “وجهنا الدعوة مرات عديدة إلى استئناف زيارات الاسر التي هي شريان حياة للمعتقلين واسرهم. وبموجب القانون الانساني الدولي على السلطات الاسرائيلية الالتزام بالسماح للمعتقلين باستقبال زيارات عائلية.”
ومازال يوجد عدد صغير من السجناء يضربون عن الطعام لدعم مطالبهم بالافراج المبكر وبينهم اكرم الرخاوي عضو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الذي أمضى ثماني سنوات من حكم بالسجن تسع سنوات ويضرب عن الطعام على فترات متقطعة منذ 94 يوما.