عرض وتحليل/ حسين كْريش –
يقال إنه رآه معها وقيل إنه كان يشك فيها.. ولكن إن كان هذا أو ذاك فقد أودي ذلك بحياته وأدى إلى دمار بيته وضياع أسرته وكانت في نهاية المطاف الكارثة أو المأساة التي ما بعدها مأساة.. والبداية كانت قبل ما يزيد عن ثلاث سنوات حيث كما قيل جاء إلى البيت ورآه معها فجن جنونه وبدأ بمطاردته ولحقه حتى هرب منه إلى داخل مستشفى الزبيري فرع مستشفى الثورة العام الكائن في سوق البقر بصنعاء القديمة وكان قد أطلق عليه النار وأصابه بطلقة خلال ذلك عرض وتحليل/ حسين كْريش
وكان مصراٍ على أن يتمكن منه ويقضي عليه ولكن بمساعدة رجال الشرطة استطاع الإفلات منه ونجا بنفسه يومها.. في حين هو تم استدراجه والقبض عليه من قبل الشرطة يومها.. وكان بالإمكان أن تنتهي القضية هنا ويروح كلَ في حال سبيله غير أن الأمر استفحل بعد ذلك وتطور إلى الأسوأ ثم إلى الكارثة أو المأساة.. فمع الوقائع والتفاصيل من بدايتها..
في وقت الخامسة والنصف من بعد عصر ذلك اليوم الاثنين وصل بلاغ من أحد المواطنين إلى مركز شرطة شعوب بصنعاء القديمة عن حدوث انفجار قنبلة يدوية في منطقة سوق الزمر بصنعاء القديمة نتج عنها مقتل شخص أو أشخاص وإصابة آخرين ولا أحد يعرف لماذا..¿ وكيف..¿!
فتحرك مدير المركز العقيد/ حمود العراسي ومعه مجموعة من أفراد شرطة المركز على إثر هذا البلاغ منتقلين إلى مكان واقعة الانفجار ثم تبعهم عقب ذلك إلى المكان بعض ضبط وأفراد أمن منطقة صنعاء القديمة وفي مقدمتهم العقيد علي أبو حاتم – مدير أمن المنطقة وآخرون.. وكانوا جميعاٍ في اعتقادهم قبل وصولهم للمكان ونظراٍ للأوضاع التي تمر بها البلاد أن الحادث ربما يكون إرهابياٍ وما هو أخطر من ذلك ولكن عند وصولهم اكتشفوا أن الواقعة هي غير ذلك وأنها مجرد واقعة جنائية بحتة تمثلت في انفجار قنبلة يدوية كانت بحوزة شخص صاحب بسطة لبيع الملابس اسمه/ عادل محمد من أهالي محافظة حجة وهو أحد البائعين – أصحاب البسطات – للملابس في السوق وكان لديه ثلاث قنابل يدوية يحملها بحوزته وقد انفجرت إحدى هذه القنابل الثلاث التي كانت لديه أثناء وجوده على البسطة لبيع الملابس ونتج عنها مقتله هو وإصابة آخرين بعضهم حالة كل منهم خطرة وأن المذكور إضافة إلى بعض هؤلاء قد تم إسعافهم من قبل بعض المواطنين إلى المستشفى فقام رجال المركز والمنطقة وقتها بتطويق المكان وإبعاد المواطنين المتجمعين للمحافظة عليه حتى يتم استدعاء مختصي الأدلة الجنائية وحضور هؤلاء من أمن المنطقة ثم قاموا معاٍ بإجراء المعاينة للمكان وعثروا خلال ذلك في المكان على قنبلة يدوية هجومية لون فضي كما عثروا على بعض الشظايا من القنبلة التي انفجرت إضافة إلى آثار الدماء هنا وهناك التي ما زالت طرية.
ولكي يستكملوا بقية الإجراءات انتقلوا بعد ذلك ومباشرة إلى مستشفى الثورة العام حيث تم إسعاف صاحب القنبلة (القتيل) إليه ووجدوا هذا الأخير حين وصولهم للمستشفى كان مفارقاٍ للحياة وجثة هامدة وعثروا في أحد الجيوب للجاكت الذي كان مرتدياٍ له على قنبلة يدوية أخرى وهي القنبلة الثالثة التي كما قيل كان يحملها مع القنبلتين الأخيرتين (المنفجرة والمعثور عليها في المكان).. وقد قاموا بمعاينة الجثة ووجدوا أحشاء القتيل كانت خارج البطن والمنظر بشع للغاية ثم استكملوا المعاينة وبعد ذلك اتجهوا للانتقال إلى المستشفى العسكري لمعاينة الأشخاص المصابين والذين تم إسعافهم إليه وتبين لهم هناك وجود حالة شخصين واحد منهم حالته خطيرة وحرجة وأن المصابين جميعهم عددهم ستة أشخاص اثنان منهم كانا صغيرين أعمارهما 12 سنة و16 سنة الأول طالب في المدرسة والثاني صاحب بسطة بنفس السوق (محل الحادث).
واستمروا حينها في جمع المعلومات والإفادات وقاموا بأخذ إفادات البعض من هؤلاء المصابين بينما تعذر عليهم الاستماع إلى إفادات البعض الآخر نظراٍ لسوء حالة كل منهم.
في الوقت الذي تشكل أثناء ذلك فريق تحقيق بقيادة مدير المنطقة ومدير المركز بحسب توجيه مدير أمن الأمانة العميد الركن/ رزق الجوفي وتحت إشرافه والذي كان قد تم إبلاغه واهتم وبقي على متابعة من حينه.. حيث اتضح لفريق التحقيق هؤلاء وبعد توسعهم في جمع التحريات والاستدلالات والإلمام بكافة الحقائق عن الواقعة وأسبابها وحيثياتها وملابساتها ما جعلهم يقفون مندهشين وغير مصدقين لما اتضح لهم واكتشفوه وذلك مما يتعلق بالقتيل الذي تبين لهم بأنه الجاني والمجني عليه في وقت واحد وحول حمله للقنابل الثلاث التي كانت بحوزته قبل الواقعة والسبب لذلك وكذا حول البداية التي كانت قبل أكثر من ثلاثة أشهر وقصة دمار وضياع أسرته وما إلى ذلك مما هو غاية في الغرابة وخروج عن الواقع والمألوف وهو ما ستقرأه وتعرفه عزيزنا القارئ الكريم في عدد الأحد القادم إن شاء الله تعالى.. وإلى اللقاء.