
مختار مقطري –
عبدالكريم توفيق الفنان .. المطرب.. الرائد.. القامة الفنية.. المشوار الفني الطويل.. الإنسان الجميل والكبير والبسيط بسحر التواضع ودماثة الأخلاق النبيلة فنان الدهشة ومطرب الأشواق وحلاوة النغم منذ الصبا الأول والوتر الأول والشجن الأول والأخير منذ منتصف القرن الماضي فاحسبوها معي نحو ستين عاما وهو يعطي وأي عطاء¡.. كالذهب تزداد أغانيه رونقا وعذوبة وألقا وقيمة فنية ككنوز الفراعنة ونقوش سومر وقلادات البابليين.
وتكريم عبدالكريم توفيق تكريم لدعامة من دعائم الفن اللحجي الأصيل منذ تحضر الفن اليمني في عدن ولحج وأبين وحضرموت¡ تكريم عبدالكريم توفيق تكريم لنا واحترام لأنفسنا وشهادة على أننا لا نزال نحتفظ بكرامتنا الفنية ومقدرتنا على التذوق السليم والتمييز السليم بكل ما أهدانا إياه عبدالكريم توفيق في أغانيه الجميلة بألحانها الذهبية وكلماتها العذبة وومعانيها السامية.
عبدالكريم توفيق تاريخ يبدو جزءا من تاريخنا الفني وأحسب أنه تاريخنا الحقيقي فالفن في عدن وما جاورها من محافظات كان هو الذي يكتب التاريخ¡ وفن عبدالكريم ظل يكتب التاريخ ويؤلف به الألحان لتغنيه الأجيال.
وعبدالكريم توفيق ذلك الطفل الموهوب الذي صفقا كثيرا◌ٍ ولا نزال إلى اليوم نصفق له كثيرا صار علما تعرف به لحج ولحج من أبرز معالم اليمن والمدن تعرف بروادها وأعلامها ولا خير في مدينة لا تنجب مبدعين.
وأغاني عبدالكريم توفيق الخالدة ديوان حب ورسائل عشق الحب القديم والعشق الأول ومعاني كلماتها أجمل ألف مرة في رسائل الحب المستنسخة في كتيبات رسائل العشاق التي تباع في الأرصفة فاقدة الحرارة والخالية من الصدق والدفء وألحان أغانيه لا تموت كما تموت ألحان هذه الأيام التي تنافس الإعلانات وكلاهما الشعر والألحان ألفها أساتذة وملحنون كبار ليشدو بها صوته قيثارة اليمن وبلبلها الصداح تشع منه ومضات كنغمات الكمنجة ولآلئ كابتهالات الحب العذري فكان صوته وأداؤه هما الضلع الثالث المكمل للكلمات والألحان في أغانيه الرائعة فأصبحت خالدة¡ ألف مبروك لعبدالكريم توفيق هذا التكريم الجميل وشكرا لمكتب الثقافة بعدن وهو تكريم بل وأي تكريم يتواضع أمام هذه القامة الفنية الباسقة وهذا الفنان الكبير والمطرب الأصيل والإنسان الجميل عبدالكريم توفيق كتبت هذه الورقة بمناسبة تكريم الفنان الكبير عبدالكريم توفيق من قبل مكتب الثقافة بعدن يوم الخميس الماضي الموافق 28 / 6 / 2012م.