أبرز مخاطر الحوض المائي (عدن – أبين – لحج – الضالع)

 -  إذا وضعت أصبع يدك على أي نقطة في خارطة اليمن وبحثت عن ابرز قضية في هذا المكان ستجد أن المياه تمثل المشكلة العويصة المرتبطة بالكثير من جوانب الحياة ابتداء من احتياجات السكان لمياه الشرب مرورا بالخدمات المختلفة ووقوفا عند متطلبات المياه لضمان الامن الغذائي عبر بوابة القطاع الزراعي.
ولاشك أ
محمد العريقي –
إذا وضعت أصبع يدك على أي نقطة في خارطة اليمن وبحثت عن ابرز قضية في هذا المكان ستجد أن المياه تمثل المشكلة العويصة المرتبطة بالكثير من جوانب الحياة ابتداء من احتياجات السكان لمياه الشرب مرورا بالخدمات المختلفة ووقوفا عند متطلبات المياه لضمان الامن الغذائي عبر بوابة القطاع الزراعي.
ولاشك أن المنتديات الفرعية للمياه التي عقدت في عدد من المحافظات أواخر شهر مايو من الشهر الماضي والتي نضمتها وزارة المياه والبيئة بالتعاون مع مشروع استجابة قد سلطت الأضواء بصورة واضحة لمختلف الجوانب المتعلقة بهذه القضية الحيوية ووجدنا أن هناك قواسم مشتركة لملامح مشكلة مائية تفرض نفسها في كل محافظات البلاد والمتمثلة في ندرة المصادر المائية والاستنزاف الجائر والتلوث.
في المنتدى الفرعي للمياه الذي عقد في مدينة عدن اطلع المشاركون في المؤتمر على واقع الحوض المائي المشترك بين محافظات عدن ولحج وأبين والضالع من خلال الورقة التي قدمها المهندس عبدالعزيز مهيوب مدير الهيئة العامة للموارد المائية (فرع عدن).
أهم المؤشرات المائية للحوض المائي
قدم المحاضر فكرة عامة لطريقة الرصد الهيدرومناخي في إطار المائي من خلال 49 محطة متنوعة كما تطرق لأهم المؤشرات المائية للحوض المائي وخاصة مايرتبط بدلتا تبن (لحج) وكذا دلتا أبين (أبين) من حيث المساحة (750كم مربع دلتا تبن) و( 700كم مربع دلتا أبين ) وعن عدد الآبار التي حفرت حتى العام 2009م ( 2620في دلتا تبن) 2200في دلتا أبين) والمخزون الجوفي (875مليون متر مكعب في دلتا تبن) و( 800مليون متر مكعب في دلتا أبين )
أما كميات المياه المستخرجة سنويا فقدرت (165مليون متر مكعب سنويا في دلتا تبن) و(167مليون متر مكعب في دلتا أبين ) وكميات التغذية السنوية (75 مليون متر مكعب سنويا في دلتا تبن) و( 109ملايين متر مكعب في دلتا أبين) وبذلك يكون العجز السنوي (90مليون متر مكعب في دلتا تبن) و (67مليون متر مكعب في دلتا أبين) أما بالنسبة للهبوط السنوي في السنة فقدر (1,5- 2,00متر سنويا في دلتا تبن) و (1,8-2,00متر في دلتا أبين) أما عدد الآبار في الكيلو متر المربع (5- 10 بئر في دلتا تبن) و( 5-10بئر في دلتا أبين).
وتطرقت ورقة المهندس عبدالعزيز مهيوب إلى المؤشر بنصيب الفرد من المياه فقدر بـ (130متر مكعب في دلتا تبن وكذلك في دلتا أبين. واشار الى أن عدد الآبار المراقبة دوريا 130 في دلتا تبن و70 في دلتا أبين ومتوسط العمق بين 75-86متر في دلتا تبن 50-60 متر في دلتا أبين.
لقد حرصت هنا ذكر أهم المؤشرات التي وردت في ورقة المحاضر لتمثل قاعدة معرفية للمهتمين بالوضع المائي على مستوى الحوض في تلك المحافظات أو لمن يهمه الأمر في أي مكان كان.
المشاكل
وكما أشرنا في مقدمة هذا الموضوع الى أن هناك مشاكل متعددة تعقد من المشهد المائي في كل مناطق اليمن فإن ورقة المهندس عبد العزيز مهيوب قد أوردت بعض من تلك المشاكل في إطار الحوض المائي في المحافظات الآنفة الذكر وأخطر تلك المشاكل تتمثل في :
الاستنزاف
استند المحاضر في عرض هذه المشكلة على تفسير المعلومات والبيانات الواردة من شبكة الرصد المائي وكذا الدراسات التفصيلية حيث بينت بجلاء حجم الاستنزاف الخطير في مناسيب المياه الجوفية في الحوض المائي عدن لحج أبين بسبب توسع النشاط السكاني المتزايد وما يتطلبه ذلك من مشاريع التنمية الزراعية والصناعية أدى ذلك إلى زيادة المساحات المروية وإقامة مشاريع صناعية واستثمارية كبيرة ويتضح ذلك من ارتفاع معدل عدد الآبار وكذا احتياجات زيادة تعميق الآبار نتيجة هبوط المناسيب وأيضا جفاف بعض الآبار مما يشكل خطراٍ على مستقبل الأحواض المائية.
الحفر العشوائي للآبار
تشير الورقه إلى أنه على الرغم من كل الإجراءات المتخذة للسيطرة على الحفر العشوائي أو حتى الحد منه في ظل وجود الإطار التشريعي والقانوني وكذا إنشاء لجان الحوض المائي وجمعيات مستخدمي المياه وإشراك السلطات المحلية والسلطات التنفيذية وأجهزة النيابة والقضاء للسيطرة على الحفارات التي هي رأس المشكلة والحد من حركتها بالإضافة إلى تنظيم الحفر وممارسة مهنة الحفر وفقاٍ للوائح والنظم المتبعة وعلى الرغم من ذلك فالمطلوب قرار سياسي لحماية الأمن المائي يكفل بحل المشكلة وفرض الإجراءات التشريعية والقانونية.
التــلـــــوث
بدأت آثار التلوث تظهر في كثير من المواقع نتيجة الأنشطة المختلفة إجراء إنشاء محطات غسيل السيارات وتسرب مياه المجاري والبيارات والتصريف المباشر إلى مستويات المياه الجوفية من المنشآت الصناعية والسياحية أدى ذلك وسيؤدي إلى زيادة التلوث وضياع الحوض المائي وعدم المقدرة على المعالجة.
ولذلك يتطلب وضع المعالجات وإعداد الشروط المرجعية وتنفيذ الاشتراطات البيئية للمشاريع وتقييم الآثار المحتملة لمخرجاتها بهدف حماية الموارد الطبيعية واستخدامها بطريقة مستدامة.

قد يعجبك ايضا