وسط أوضاع متوترة للغاية :

الثورة نت/متابعات
اقتحمت تظاهرة مؤيدة للرئيس المصري حسني مبارك ميدان التحرير في قلب القاهرة ظهر الأربعاء¡ واشتبك المشاركون فيها مع المحتجين المناوئين للرئيس المصري المعتصمين في الميدان منذ عدة أيام.
وأفاد التليفزيون الرسمي المصري بأن مئات الآلاف من أنصار مبارك يتدفقون على ميدان التحرير.
وقال مراسل بي بي سي إن المتظاهرين من أنصار مبارك قاموا بتفكيك حواجز أقامها المتظاهرون مشيرا إلى أن الوضع متوتر للغاية.
واتهم المتظاهرون رجال شرطة بلباس مدني باقتحام الميدان والاعتداء على المتحجين على حكم مبارك.
وكانت قوى المعارضة في مصر قد دعت مؤيديها الى مواصلة التظاهر ضد نظام حكم الرئيس حسني مبارك¡ قائلة إنها لن تتفاوض مع نائب الرئيس الجديد عمر سليمان ما لم يغادر مبارك سدة الحكم.
وقال مصطفى النجار¡ الناطق باسم القوى المعارضة¡ إن “قوى المعارضة مستعدة للتفاوض مع نائب الرئيس عمر سليمان شريطة ان يتنحى الرئيس مبارك.”
وكان الرئيس المصري قد خول نائبه بالبدء بمشاورات مع المعارضة.
ودعت المعارضة “الشعب الى مواصلة الاحتجاج في ميدان التحرير¡” كما ناشدت “الجميع المشاركة في جمعة الرحيل (التظاهرة التي دعت اليها يوم الجمعة المقبل) بالمسير من كل محافظات مصر الى الميدان ومجلس الشعب ومبنى التلفزيون.”
وكان الجيش المصري قد وجه  دعوة للمتظاهرين لانهاء الاحتجاجات التي استمرت تسعة ايام وعمت مدن مصر ضد حكم مبارك¡و قال في بلاغ اذيع اليوم الاربعاء إن المصريين قد اوصلوا صوتهم¡ وان رسالتهم قد سمعت وان الوقت قد حان لاعادة الحياة في البلاد الى طبيعتها.
وقال ناطق عسكري: “إن القوات المسلحة تناشدكم¡ انتم الذين خرجتم للتعبير عن آرائكم¡ انتم الذين بامكانكم اعادة الحياة الى طبيعتها.”
واعلنت السلطات بعد ذلك بقليل عن تقصير فترة سريان نظام حظر التجول¡ بحيث يبدأ في الخامسة مساء وينتهي في السابعة صباحا بتوقيت مصر المحلي.
كما اعلنت عن عودة خدمة الانترنت جزئيا في القاهرة بعد قطعها لاكثر من 5 ايام.
وكان المتظاهرون المصريون قد رفضوا خطاب الرئيس حسني مبارك الذي القاه مساء الثلاثاء واعلن فيه انه لن يترشح للرئاسة مجددا وطالبوه بترك منصبه فورا.
وكان مبارك وعد بأنه لن يترشح لولاية جديدة في انتخابات الرئاسة التي تجرى في مصر في سبتمبر /أيلول القادم.
جاء ذلك في كلمة وجهها إلى الشعب المصري مساء الثلاثاء وعد فيها بإصلاحات دستورية تتضمن تحديد فترات تولي الرئاسة.
وكان مئات الالاف من المصريين تجمعوا في احتجاجات في انحاء البلاد في اكبر مظاهرات منذ بدات الاحتجاجات على حكم مبارك الاسبوع الماضي¡ وراح ضحيتها 300 قتيل حسب تقديرات الامم المتحدة.
وقال الرئيس الامريكي باراك اوباما ان انتقالا منظما للسلطة “يتعين ان يبدأ الان”.
وفي خطاب له اعقب خطاب مبارك قال اوباما ان الولايات المتحدة سيسعدها ان تقدم العون لمصر في تلك العملية.
الا ان المعارض محمد البرادعي رفض خطوة مبارك ووصفها بانها “حيلة” للبقاء في السلطة¡ وتعهد المحتجون في ميدان التحرير بقلب القاهرة بالاستمرار في التظاهر الى ان يرحل مبارك.
وعقب خطاب مبارك هتف المتظاهرون وسط القاهرة “لن نرحل¡ هو يرحل”.
وقال عبد الحليم قنديل¡ احد زعماء حركة كفاية¡ ان عرض مبارك بنيته عدم البقاء في السلطة لفترة رئاسة سادسة ليس كافيا.
واضاف: “اقول ببساطة ان هناك حركة شعبية غير مسبوقة ترفض وجود الرئيس وتدعو بشكل لم نشهده من قبل الى فرض ارادة الشعب”.
ويستعد المتظاهرون لتنظيم مسيرة الى القصر الجمهوري اذا لم يتنح الرئيس مبارك عن السلطة.
وقال بعض المتظاهرين انهم لا يثقون في قيام الرئيس البالغ من العمر 82 عاما باجراء التغييرات الدستورية التي يطالبون بها.
ونقلت وكالة رويترز عن احد المتظاهرين¡ شادي مرقس¡ قوله: “الخطاب لا معنى له ولم يؤد سوى الى تفجير غضبنا اكثر. سنستمر في الاحتجاج”.
الا ان اخرين رأوا ان عرض مبارك ربما كان حلا وسطا مناسبا.
وقالت امنية عكاشة¡ وهي متظاهرة من الاسكندرية¡ في مقابلة مع بي بي سي انها تعتقد ان هذا التحول المفاجئ ربما “يؤدي الى تبعات اكثر جدية”.
واضافت: “ارى ذلك حلا حقيقيا يناسب الطرفين¡ بمعنى لا غالب ولا مغلوب¡ لكن كثيرا من الناس سيواصلون الاحتجاج لانهم يريدونه ان يرحل”.
 
 

قد يعجبك ايضا