الثورة نت/..
ألقى فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية كلمة في الإجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى الذي دعا إليه فخامته وعقد صباح اليوم في قاعة مجلس النواب بحضور الأخ عبدربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ورئيس مجلس القضاء الأعلى رئيس المحكمة العليا القاضي عصام السماوي وأعضاء الحكومة وعدد من أصحاب الفضيلة العلماء والقيادات العسكرية والأمنية.
وأطلع فخامة الأخ الرئيس أعضاء المجلسين خلال الإجتماع المشترك على تطورات الأوضاع في الساحة الوطنية.
وقال: “أنا حريص كل الحرص أن أطلع مؤسستنا الدستورية على كل ما هو جاري في الساحة الوطنية وفي المنطقة عموما”.
وأضاف: “الجميع يتابع عبر القنوات الفضائية ووسائل الإعلام وكل واحد له تحليلاته وفلسفته فالعقلاء يتفهمون والعامة تقودهم قوى أخرى لا يعرفون إلى أين يذهبون مثل ما هو حادث في مصر وما حدث في تونس فالغوغاء والفوضى إذا هبت من الصعب على العقلاء السيطرة عليها”.
وتابع فخامته قائلاٍ: “نحن حريصون كل الحرص وما زالت زمام الأمور بأيدي الجميع للسيطرة على هذه الزوابع والتي ستلحق ضررا بالأمن والسلم الاجتماعي في الوطن”.
وأردف قائلا: “الأمن والسلم الإجتماعي في الوطن ملك الجميع سواء كانوا في السلطة أو في المعارضة ولا نريد أحدا أن يصب الزيت على النار فأربع سنوات من الإحتقان والتعبئة الخاطئة في نهاية المطاف ستفضي إلى فوضى”.
واستطرد فخامة الأخ الرئيس قائلا ” شعبنا شعب عظيم يصبر ويتحمل ولكن للصبر حدود ونحن بنينا الوطن طوبة طوبة وبنينا الوطن معا.. لا فضل لأحد.. لا لكبير ولا لصغير لا لقائد ولا لرئيس ولا للمرؤس فلان أو علان فقد بني الوطن طوبة طوبة على أيدي كل المخلصين الشرفاء من أبناء الوطن خلال 49 عاما وعلى وجه الخصوص بعد 22 من مايو 1990م تحققت انجازات عظيمة لكن معول الهدم في الساعة أو في اليوم أو في الأسبوع يدمر بناء 50 عاما”.
وتساءل فخامة الأخ رئيس الجمهورية قائلاٍ ” لماذا ندمر ما انجزناه خلال 50 عاما ¿ دعونا نحافظ عليه ونتحاور ونتفاهم حول الوطن.. لماذا نقبل بالتصدع والخلافات القوية بين أبناء الوطن والتعبئة الخاطئة¿”.
وقال: “ما في شك أن لكل القوى السياسية رؤيتها وهذا شي طبيعي ونظامنا السياسي قائم على التعددية السياسية والحزبية وحرية الصحافة واحترام حقوق الإنسان وكفل الدستور حق التعبير السلمي دون الإضرار بالآخرين وهذا دستور الجمهورية اليمنية الذي تم الاستفتاء عليه”.
ومضى قائلا: “لنا أربع سنوات ونحن نعبئ الشارع من كل الأطراف في السلطة والمعارضة ونكيل الإتهامات وننتهج التعبئة الخاطئة فالي أين ستفضي هذه التعبئة¿ وأنا أؤكد على دعوة الحوار واستئنافه وساقدم بعض النقاط عسى ان تكون فاتحة خير وان نعمل بها على رأب الصدع وإعادة اللحمة والتفاهم والمصالحة الوطنية وعدم الإصرار على الرأي العنيد فبصفتي الرئيس على البلاد لن أكون على العناد مهما كانت الظروف مهما كانت الظروف سأقدم تنازلات وتنازلات لمصلحة هذه الأمة لأن مصلحة الوطن هي فوق مصالحنا الذاتية كأشخاص أو كأفراد أو كأحزاب أو كمجموعات أو كهيئات.
واستطرد فخامته “الوطن الذي ترعرعنا وتربينا واحتضنا وتعلمنا في كنفه كلنا تثقفنا ودرسنا السياسة وتعلمنا كل ما وصلنا إليه نحن وشبابنا بفضل هذا الوطن الذي يحتضن الجميع فمن العيب ان ندمر مابنيناه”.
وتابع قائلاٍ: “هذه القبة قبة البرلمان تعالوا نتحاور تحتها على كلمة سواء ونأخذ بالرأي والرأي الآخر فإذا حجتكم قويه يا مرحبا وإذا حجج الطرف الأخر أقوى يا مرحبا لماذا التجني¿ لماذا دخلتم الجامعات¿ وتثقفتم وبعثناكم إلى أوروبا ومصر والأردن من اجل ان تعودوا مصقولين بثقافة جديدة بعقلانية وليس بثقافة صعبة لأنه حينها تكون القبيلة انسب فالقبيلة أحيانا يكون فيها شهامة دون ثقافة التعصب”.
وأردف فخامة رئيس الجمهورية: “أولا ولما تقتضية المصلحة العامة تستأنف اللجنة الرباعية أعمالها المكونة من المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك ثانيا تجميد التعديلات الدستورية لما تقتضية المصلحة العامة, ثالثا فتح السجل الانتخابي لمن بلغوا السن القانونية رابعاٍ لا تمديد ولا توريث ولا تصفير العداد كما جاء في الاسطوانة المشروخة ان الرئيس يريد ان يورث ابنه ويريد ان يصفر العداد بل جاء على لسان بعض رفاقنا عبارة “قلع العداد”.
وتابع: “هذا غير وارد في برنامج الرئيس على الإطلاق هناك اجتهادات من قبل أشخاص مخلصين ولكن الأمر محدد في برنامجي الانتخابي ان مدة الرئاسة دورتان فقط من خمس سنوات والشعب يتداول السلطة سلمياٍٍ دون الإثارة ودون تحريك الشارع دون غوغاء دون تكسير للمحلات دون هدم للمؤسسات”.
وأكد فخامة الأخ الرئيس ان لكل مواطن من أبناء الشعب اليمني حق الدفاع المشروع عن ماله وعرضه إذا جاءت الغوغاء.. مجدداٍ أوجه الدعوة للإخوة في أحزاب اللقاء المشترك ان يجمدوا المسيرات والاعتصامات ويتحاوروا من خلال اللجنة الرباعية المشكلة والذين طالبوا بهذه المطالب أمامي فهي متطلباتهم وأنا لن أعاند وأقول لبيك للمصلحة الوطنية العليا وليس عيبا”.
وقال فخامته: “سنجري إصلاحات شاملة في مجال الحكم المحلي وانتخاب محافظي المحافظات ومدراء المديريات انتخابا مباشرا وإعطاء صلاحيات واسعة للمحافظين هذا يسحب البساط على دعاة الفيدرالية والمرتدين عن الوحدة”.
وأشار إلى ان التوسع في شبكة الضمان الإجتماعي وفتح باب الإكتتاب في مجال الاسمنت والاتصالات والنفط والبنوك اكتتابا عاما سيفيد شريحة كبيرة في المجتمع حيث ستستوعب شبكة الضمان الإجتماعي 500 ألف حالة جديدة تم دراستها ومسحها لتستوعبها الحكومة على أن تصرف المرتبات الشهرية لها إبتداء من شهر فبراير الجاري وكذا استيعاب طلاب الجامعات والكليات والمعاهد في الوظائف سواء في القطاع العام أو الخاص أو المختلط وترتيب أعمالهم وإنشاء صندوق لدعم الشباب الخريجين وذلك لتتكامل الفرص”
ولفت إلى انه سيتم إنشاء صندوق من دول أصدقاء اليمن خلال المؤتمر المزمع عقده في الرياض في مارس القادم.
وبين فخامته أنه منذ مؤتمر لندن عام 2006 وحتى اليوم لم تستلم الحكومة دينارا واحدا ماعدا وللتاريخ وللأمانة والصدق المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة التي بدأت معنا.
وقال: “هناك من يطرح ان الحكومة لم تستوعب المبالغ وهناك قربة مخرومة القربة مسدودة والمانحون لم يسلموا دينار واحدا والمفروض على الحكومة ان تواجه الشعب وعامة الناس وتواجه مجلس النواب بكل الحقائق وبشفافية وإن كان من حق المعارضة قول ما تريد لكن عليهم توخي الحقيقة”.
وخاطب فخامته دول أصدقاء اليمن الذين سيجتمعون في مؤتمر الرياض المقبل” انشئوا صندوقا لتمويل المشاريع في اليمن من اجل الحد من البطالة وعدم انجرار الشباب إلى التطرف”.
وتابع: “هناك من يبث دعايات كيف ينشأ صندوق وأين الأموال الأولى¿ نقول لهم ليس هناك أموال أولى ولم تسلم معظم الدول أموالا لذا نكرر القول لهم انشئوا الصندوق وضعوا هذه المبالغ فيه وعلى الحكومة تقديم المشاريع وعليكم التنفيذ ولا تدخلوا إلى الخزينة العامة للجمهورية اليمنية دينارا واحدا”.
وأردف قائلاٍ: “هذا ما ننوي الحديث به مع دول أصدقاء اليمن بوضوح حول إنشاء الصندوق في مؤتمر الرياض ونحن سنقدم المشاريع المدروسة والغير مدروسة وعليكم ماهي مدروسة نفذوها وماهي غير مدروسة تدرسوها وتنفذوا هذه المشاريع تحت إشراف الحكومة وأحث الحكومة على الشفافية مع مجلس النواب وسيكون مجلس النواب ممثل الأمة إلى جانبكم عندما تطرحون الحقائق”.
وقال: “وكما تحدثت مع الحكومات المتعاقبة انه ينبغي كل نصف شهر أو في كل شهر أو في كل أسبوع أن يأتي رئيس الوزراء مع حكومته ويوضح لمجلس النواب كل الحقائق من اجل إزالة سوء الفهم وإزالة اللبس ودحض كلام المثرثرين والمزوبعين والكذابين الذين يزيفون الحقائق”.
وقال فخامته: “يسالني أنا مجلس النواب يا أخي وين الفلوس التي قالوا أعطوها لك لليمن من دول مجلس التعاون أثناء حضورك يا رئيس الجمهورية في مؤتمر لندن”.
وقال فخامته: “اليمانيون هم أكرم الأقطار العربية.. اليمانيون يعطون للآخرين ولكن تحول الزمان شاء الله ان نكون هكذا فعندنا انفجار سكاني كبير يلتهم الموارد مواردكم بسيطة مئتين وسبعين ألف برميل”.
وأضاف رئيس الجمهورية: “تعالوا نوزع الثروة وادعوا زملاءنا في المعارضة لنشكل حكومة وحدة وطنية لنكون شركاء بعيدا عن المثل القائل أشتي لحمة من كبشي وأشتي كبشي يمشي فلا يمكن ان نكون في المعارضة وفي السلطة في وقت واحد”.
وقال فخامته: “ادعوا للمشاركة في السراء والضراء انا لست محتكرا للسلطة برغم الأغلبية أقول نعم كثيرا لأنه تتردد مقولات كثيرة بأن اليمن لها خصوصية.. فما هي هذه الخصوصية”
وأردف فخامة رئيس الجمهورية قائلا: “لا يجوز الانفراد بالسلطة حتى في ظل وجود الأغلبية المريحة فقد جمدنا الأغلبية المريحة ولا نريد الزوابع والمشاكل ونقول للأخوة في المعارضة تعالوا شركاء تعالوا أهلا وسهلا لكم الحق وأنا عرضت علي الأخوة في المعارضة في أكثر من مناسبة أن يأتوا ليكونوا شركاء, فما أسهل الحرب على المتفرجين نقول لهم تعالوا نبحث التحديات التي تواجهنا في الجانب الإقتصادي ونعالج أية اختلالات في الجانب الإداري”.
ومضى قائلا: “نحن من الشعب ومن المؤسسة العسكرية ونفتخر بذلك ونؤكد أننا لن نسمح بتدمير ما أنجزته الثورة, وأنا ادعوا الشعب وكل مواطن في حالة اذا أحدث البعض الفوضى والغوغائية فمن حق كل مواطن ان يدافع عن ماله وعرضه ولكني مازلت أأمل في أن الإخوة في المعارضة سوف يستجيبون لهذه المبادرة وان تلبي ما كانوا يطالبون به وأتمنى أن تلقي أذانا صاغية للخروج من هذه الأزمة”.
وتابع قائلا: “اكرر اللجنة الرباعية هي مشكلة من نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي والدكتور عبدالكريم الإرياني والاخ عبدالوهاب الانسي والاخ ياسين سعيد نعمان وعليهم ان يستعينوا بسكرتارية ويستعينوا بفريق فني يساعدهم علي نجاح مهامهم ولكن بشرط ان يضعوا سقفا زمنيا للتعديلات الدستورية والسجل الإنتخابي وللإنتخابات النيابية بما في ذلك القائمة النسبية سجل ووقت زمني ونحن نفوضهم وبالتأكيد ان فتح السجل الإنتخابي وتجميد التعديلات الدستورية هي بمثابة تأجيل للانتخابات النيابية”.
وقال: “اتخذنا قرار بفتح باب السجل الإنتخابي وهذا الذي يقودنا إلى التأجيل”.
وتابع: “هذا ما أحببت ان اطلع ممثلي الأمة ومن خلالهم إلي كل أبناء الوطن رجالا ونساء وهذه هي المبادرة التي استطاع أن يبلورها علي عبدالله صالح لممثلي الأمة في مجلس النواب ومجلس الشورى”
ودعا فخامة الأخ الرئيس في ختام كلمته مجلسي النواب والشورى إلى نقاش هذه الموضوعات والتطورات على الساحة الوطنية باستفاضة وبلورة ما يتوصلوا إليه في ضوء ما تم طرحه اليوم.
وكان رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي قد ألقى كلمة في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى رحب فيها بفخامة الأخ رئيس الجمهورية منوها بإهتمامه الشديد بقضايا الوطن والشعب وحرصه الصادق والأمين على إطلاع أعضاء السلطة التشريعية على أخر التطورات والمستجدات التي تشهدها الساحة الوطنية.
وقال الراعي: “نعلم أن الاخ القائد ظل يقدم المبادرة بعد المبادرة بعد الأخرى وعقد اللقاءات التشاورية المتكررة مع الأحزاب والتنظيمات السياسية والشخصيات الوطنية للوقوف على قضايا الوطن والتحاور معهم حول ما يواجهه البلد من تحديات من منطلق إيمانه بالعمل الديمقراطي والعقل الجماعي والأخذ بالرأي والرأي الآخر”.
وأضاف رئيس مجلس النواب: “لعلكم أيها الإخوة والأخوات تتابعون الأحداث الجارية التي تشهدها بعض البلدان العربية الشقيقة وما يستخدم فيها من أساليب العنف والقوة وتشكيل العصابات للتخريب والتدمير والنهب للممتلكات العامة والخاصة وأحداث الفوضى والمهاترات”.
واستطرد قائلاٍ: “هنا نتعلم من حكمة الرئيس وفكره الرشيد في خطواته وإجراءاته السليمة في تثبيت دعائم الأمن والنظام والإستقرار لمعالجة الأوضاع مهما بلغت من تعقيدات ولذلك نعاهدكم يا فخامة الرئيس أننا سنعمل معكم وبروح الفريق الوطني الواحد وبشراكة وطنية لدعمكم ومساندتكم لمواصلة المشوار في التغلب على التحديات التي تواجه بلادنا ومواصلة البناء والإصلاحات على قاعدة ثبات الأمن والإستقرار في ربوع الوطن والحفاظ على كل المنجزات التنموية من أجل مستقبل مستقر ومزدهر لكل اليمنيين” .