المرضى .. معاناة .. مستمرة في طوارئ المستشفيات

الثورة/أكرم الرعوي –
اعتاد البعض من الأطباء والممرضين العاملين بقسمي الطوارئ بمستشفى الجمهوري والثورة العامة بمحافظة تعز على رفضهم للحالات المرضية من ذوي العوز والحاجة .
الحجة فاطمة محمد عبدالله نموذجا من هذا الرفض فمجرد أن وصلت مع زوجها إلى المستشفى الجمهوري مطلع الأسبوع الماضي بغرض المعاينة والعلاج حتى سدت جميع الأبواب في وجهها .
تعاني فاطمة في عقدها الخمسين من جروح عميقة مزمنة في الساق ¡ ومفصل الركبة حتى أضحت جراحها مرعى خصبا◌ٍ للديدان التي كادت أن تنخر بعظم ساقها مما أدى إلى تعثرها .
غادرت فاطمة برفقة زوجها قرية الأقحوز بعزلة شمير إلى مدينة تعز لعرض حالتها على طبيب جراح لمعالجتها وعند وصولها إلى قسم الطوارئ لم تحظ المسكينة بالقبول أو الاهتمام من قبل الطبيب المناوب وكادر التمريض في المستشفى فضلت على حالتها منذ الصباح الباكر حتى الظهيرة .
مكثت المريضة على سرير المرض في غرفة النساء دون أن يلتفت أحد لأمرها وعيون زوجها تلاحق الأطباء واحدا◌ٍ بعد آخر نظرات كلها رجاء وتوسل بمعاينة زوجته لتكون النتيجة وصف إبرة مهدئة وقليل من المجارحة بعد مرور ساعات طويلة.
تقترب الساعة من الثانية من بعد منتصف الليل ومع اشتداد الألم وجد الزوج نفسه محاطا◌ٍ بأنياب مكشرة تطالبه الخروج من المستشفى قبل أن تطرده إلى الشارع.
يضطر الرجل القادم من أرياف شمير إلى أخذ سيارة أجرة بعد منتصف الليل وإسعاف زوجته إلى مستشفى الثورة وحين وصوله نصحه القائمون على الطوارئ بالعودة بها من حيث أتى بها كون المجارحة التي أجريت لها غير متقنة .
يعود الرجل مجددا إلى مستشفى الجمهوري وقبل أن يدلف باب الدخول رفض الطبيب المناوب قبوله وأصر طرده مما حذا برجال الأمن للتدخل والتوسط له بالمبيت في المستشفى حتى الصباح .
نائب مدير المستشفى الجمهوري الدكتور زكريا الشيباني كان قد تلقى خبرا◌ٍ عن الحالة وبدوره توجه إلى قسم الطوارئ وقام بمعاينة الحالة واصدر أمرا◌ٍ للمختصين بقسم الجراحة ببقائها فيه حتى تشفي من جراحها ¡ ولكن لعدم وجود سرير في قسم الجراحة فقد ظلت راقدة بقسم الطوارئ .. !
الغرابة في الأمر بأن مرض الحالة ( فاطمة) لم يشخص حتى اللحظة من قبل الأطباء مع أنها خضعت لكل الفحوصات الطبية ¡ وعلى نفقة زوجها الغلبان فكانت نتائجها سليمة¡ بما فيه السكر ¡ والقلب ¡ والكبد .. !
تبقى فاطم بحاجة إلى لفتة إنسانية ونقلها إلى أحد المستشفيات الخاصة بالمدينة وعند الله الأجر والمثوبة.

قد يعجبك ايضا