الفنان علوي فيصل علوى (لم يمت)!!


كتب/ مختار البعداني –
بعد رحيل الفنان الكبير/ فيصل علوي أحد أساطير الفن اليمني والذي أثرى الساحة الفنية بالعديد من الأعمال على المستوى المحلي والخارجي فقد اعتبر الكثيرون أن الفن انتهى وخاصة أولئك الذين يعشقون فن فيصل علوي.. ولعل ما قدمه هذا الفنان الأسطورة لم يستثن أحداٍ وأعماله حركت مشاعر الصغير والكبير ويعتبر مدرسة فنية استثنائية وهو معلم العود وأوتاره.. ولهذا فقد كانت أعماله لا ترتبط بزمن انتهى وإنما أعمال للتاريخ لا تنتهي أبداٍ والجميع يتغنى ويتلدذ بروائع أعمال هذا الفنان دون استثناء..
ولكن هناك من يعتقد أن فيصل علوي لم يمت فنيا وذلك لأمرين أحدهما: أن أعماله الفنية باقية في الساحة وفي متناول المحبين لفن فيصل والثاني هو الشبل الباقي من ذاك الأسد الذي رحل وطبعا هو الفنان علوي فيصل علوي نجل الفقيد الراحل فيصل علوي..
وهذا الشبل طبعاٍ من ذاك الأسد وهو الفنان الذي سار على درب والده وتعلم منه أبجديات الفن ولوازمه وقواعده ليصبح الآن الفنان الذي تعلق عليه الجماهير الفنية آمال الحفاظ على استقامة الفن ووجوده في الساحة..
وقد جلست مع مجموعة من محبي وعشاق هذا الفنان وتطرقنا إلى بعض الجوانب المتعلقة بهذا الفنان والأصداء التي تمثل الشارع الفني خاصة في محافظتي لحج وعدن وهم يرون أن علوي يمثل الآن واجهة الفن بالنسبة لهم وأن هناك مزايا وصفات استثنائية يتمتع بها هذا الفنان ليس لأنه نجل الفقيد الراحل فيصل علوي ولكن لأنه تعلم في مدرسة أبيه وسار على دربه فضلاٍ عن قيام علوي بتقديم أشياء جديدة حركت مشاعر وأحاسيس عشاق الفن مثل تلك التي قام بها والده ثم إن هذا العلوي لديه قدرة فائقة على التلحين وبذلك الأسلوب الذي جعل المحبين والعشاق يرون أن فيصل علوي لم يمت..
ويتحدثون بأن علوي كان يظل ملازماٍ لوالده في حله وترحاله وكان يراقب خطواته الفنية خاصة في ما يتعلق بعزف العود حتى بدأ يتلهف لتكوين مشروع فني خاص وعلم والده بذلك فشجعه على ما كان يفكر به ويصبو إليه وبالفعل بدأ الشبل في تكوين نفسه كفنان وبدعم ومساندة وتعليم وتشجيع من ذاك الأسد وبقي الشبل يعزف ويغني إلى جوار الأسد إلى حين توارى الأسد عن الأنظار ورحل إلى الآخرة ويبقى الشبل في العرين ليقوم بمهمة والده في تلبية رغبات الجماهير الفنية المتعطشة لفن فيصل علوي..
وقيل أن الفنانين الآخرين أجمعوا على أن علوي فيصل علوي وضع جميع الفنانين في (جيبه) فتفوق على الفنانين الذين برزوا في عهده ومن نفس جيل علوي وهذا يتضح من خلال شعبية الفنان علوي وحديث الناس عنه وهذا أحد المعجبين بالفنان علوي فيصل وهو/ شهاب ناجي الذي كان ملازماٍ للفنان الراحل فيصل علوي يقول في قصيدة خاصة به:
ويقول في هذه القصيدة:
مبتلى بك ياعلوي
لا تفارق مبتلي
محسنك جنبي سلي
يا قمري وادي تبن
ما يسوي العزف المليح
من يسمعه يستريح
يشفي القلب الجريح
تربى في بيت فن
يطرب لحن الهديل
ما شفت مثله مثيل
علوي فنان جميل
فيصل هذا الزمان
وسنتطرق إلى بعض الأعمال التي قدمها الفنان علوي فيصل علوي وسنبدأ بأغنية «وحدة الشعب» وهي من كلمات الشاعر/ عبدالقوي هادي وألحان فيصل علوي¿ وتقول:
وحدة الشعب اليماني
ملكت كل كياني
هي لي كل الأماني
زغردوا يا محبين
عمدوها بالوثيقة
في قناعة في دقيقة
وعرف الكل طريقه
شعب واحد ليس شعبين
شعب واحد يا شقيقي
وطريقك هي طريقي
أيها الدنيا أفيقي
لن نعود كالأمس شطرين
العدو صار مكايد
حين رأى في بلادي عيد
نحتفل واليد باليد
فرحنا صار فرحين
وأيضاٍ من أبرز أعمال الفنان أغنية «يلي تدعي بالحب» وتقول:
يلي تدعي بالحب
خلي الحب لاصحابه
عليك الحب شي يصعب
مشاعر فيك كذابة
صحيح في جوفك قلب
بس قلب لا جابه
وهبت قلبك لغير الحب
فقط من أجل تحيا به
وأيضاٍ أغنية:
رجوعي لاتفكر فيه
ولا داعي تقل لي ليه
وهذا القلب فيه ما فيه
من حبك خلاص اعفيه
وكذلك أغنية
عيونك شاغلة قلبي
صراحة ليش باخبي
لما تمر من جنبي
يزيد الشوق يلعب بي
كفى جفا لا تهجرني
من سحركم بحمل جرام
وين الوفاء ذي توعدوني
وين الصفا بس وين راح
وين أنته يبات الشوق يلعب بي
وين أنته أنا محتاج لك جنبي
فيك القلب ولعته
على لقياك ولفته
ما بقنع ولا بأمل
يهب حتى نصيف عمري
لعل وعسى يعدل
تجازيني على فعلي
تجيني في الغلس سكته
وتنعش قلب اتعبته
قلبي الشجي يرجع
كأنه يوم فارقته
الله لا حاجني لك
حتى ولو كنت محتاج
عمري ما شفت مثلك
يابحر من غير امواج
ولن نطول في ذكر الأغاني والأعمال على الرغم من المجهود الرائع الذي بذله الشاب الرائع المثقف فنياٍ بسام طه المقطري الذي جمع مجموعة كبيرة من أعمال الفنان علوي فيصل علوي وهو واحداٍ من مجي وعشاق الفنان ونحن نقدر هذه الجهود لكن يتبقى الأهم هو ما سنتطرق إليه في حوار شامل مع الفنان علوي والذي سيكون حصرياٍ على صفحة فنون هنا في صحيفة الثورة التي تهتم بالمجال الفني في إطار التزامها في منح كل ذي حق حقه وهذا هو ما يميز صحيفة الثورة..
وهنا خلاصة الموضوع
تصوروا أن هذا الفنان الذي يعتبر أحد أعمدة الفن الأساسية هو بلا وظيفة ووزارة الثقافة لا حس ولا خبر¿ فهي في وادي والفن ورجاله في واد آخر..
والحقيقة لو جئنا لها فليس هناك أي داع لأن تكون هناك وزارة باسم وزارة الثقافة مادام أنها لا تعنى بالشئون المتعلقة والمرتبطة بها علوي ليس الأول والأخير الذي يعاني من تهميش هذه الوزارة المثتقلة على كاهل الدولة دون أن يكون لها ما يبرر وجودها.
ولهذا نطالب القيادة السياسية ومجلس الوزراء بإعادة النظر في ما يخص وزارة الثقافة ويوجهها بالاهتمام بالمبدعين وكل من له شأن في المجال الفني والثقافي.وإنا لمنتظرون

قد يعجبك ايضا