كن رياديا◌ٍ لتؤسس مشروعا◌ٍ صغيرا◌ٍ ¿

عبدالعزيز القدسي* –
هل فكرت أو حلمت يوماٍ ما أن يكون لديك مشروعك الخاص¿..وهل لديك من المعرفة والخبرة ما يمكنك من فعل ذلك¿
إن كنت قد فكرت في ذلك عزيزي القارئ أو في طريقك للتفكير فيه, فإن حلقاتنا المعنونة بـ(كيف تؤسس مشروعاٍ صغيراٍ ¿) ,التي ستنشر تباعاٍ – هي محاولة لدفعك للمضي في تحقيق أحلامك بأن تكون من أصحاب المشاريع وستكون-أيضاٍ- عونك ودليلك لتحقيق هذه الأحلام ووضعها على طريق النجاح.
لا تستسلم للوظيفة الحكومية وأبدأ مشروعك الخاص
إن مسألة التفكير بإنشاء مشروع صغير أو التفكير بالعمل الحر أو عدمه, مرتبطة بثقافة سيئة توارثناها – حديثاٍ – هي ثقافة الركون على الوظيفة الحكومية فأصبح حلم غالبية شبابنا الاستسلام لوظيفة حكومية أو للوظيفة بشكل عام فهي في اعتقادهم ضمان المستقبل.
وهذه ثقافة دخيلة على مجتمعنا وعلى الإنسان اليمني والذي يتميز تاريخياٍ بحس وموروث تجاري وصناعي, ولا أدل على ذلك من «رحلة الشتاء والصيف» حيث كان يسافر تجار قريش إلى اليمن شتاءٍ ليتبضعوا ويشتروا مؤنهم ثم يعودوا كما أن ريادة تجار حضرموت ورحلاتهم التجارية التي غيرت وجه التاريخ في اندونيسيا وغيرها من البلدان لا تخفى على أحد.
والغريب أنه يغيب عن ذاكرتنا أن رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم عمل في التجارة ومن ذلك رعايته تجارة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأنه رْوي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «تسعة أعشار الرزق في التجارة».
وبعد.. ألم يحن الوقت ليقتنع الجميع وبالأخص شبابنا في مقتبل العمر بأن تسعة أعشار الرزق مشروع خاص وعمل حر¿ إنها دعوة للتحرر من الارتهان للوظيفة العامة التي لا تشبع حاجة أساسية! فكيف بتحقيق ذات وأحلام وطموحات¿!.
هل أنت ريادي¿
يبدأ التفكير في إنشاء مشروع صغير.. عندما يتوافر رائد الأعمال الصغيرة (الريادي) الذي تتولد لديه فكرة معينة يريد ترجمتها في شكل مشروع صغير.. لذلك يعد رائد الأعمال وفكرته البذرة الأولى لإنشاء مشروع صغير…
والرائد في اللغة هو الذي يتقدم القوم فيرتاد لهم الكلأ والمنزل (أي يطلب ويوفر لهم المأكل والمسكن)… إذن هو الذي يتقدم القوم أو القافلة.
وحديثاٍ لم يختلف المعنى فالرائد أو الريادة تعني التقدم أو السبق في ميدان من ميادين الأعمال. كما أنها تعني من يدير شيئاٍ جديداٍ في ميدانه أو يبتكر شيئاٍ جديداٍ يلاقي طلباٍ ورواجاٍ… والريادة في الأعمال لقبَ يمنح لمن ينشئ مشروعا جديداٍ أو يقدم نشاطاٍ وفاعلية إلى الاقتصاد أو يبتكر مشروعاٍ لو منتجاٍ جديداٍ
وعليه يمكن تعريف ريادة المشروعات الصغيرة بأنها القدرة على تحديد الفرص في السوق وتدبير الموارد اللازمة واتخاذ التصرفات اللازمة للاستفادة منها وتحقيق هذه الفرص.
خصائص الريادي
عزيزي القارئ يتمـتع رياديو المشروعات الصغيرة بخصائص شخصية تميزهم عن غيرهم وتجعلهم أقدر من غيرهم على البدء بتأسيس مشاريعهم الخاصة وإنجاحها.. ومن هذه الخصائص :
•القدرة على الإبداع والابتكار واقتناص الأفكار وانتهاز للفرص
إن خاصية الإبداع والابتكار تمثل المفتاح الأول للريادي الناجح فالفكرة المبتكرة هي المادة الخام التي يصنع الريادي منها النجاح. والريادي لا يدع الفرصة تفوته دون التفكير في طرق تحسين هذه الفكرة وتطبيقها.
•الثقة بالنفس
يْعبر الريادي بثقة عن قدراته في اتخاذ القرارات وإكمال المهام ومواجهة التحديات ويتمسك الريادي بآرائه في مواجهة كل ما يْعرض العمل للفشل ويسعى الريادي إلى الاستقلال من سلطة الآخرين وسيطرتهم فهو يتحمل المسؤولية عن كل قراراته ويعزو أسباب النجاح أو الفشل إلى نفسه.
•الإصرار والمثابرة
لا يعرف الريادي اليأس أو الإحباط فهو يتخذ القرارات المستمرة لمواجهة العوائق والتحديات.
•القدرة على تحمل المخاطرة المدروسة
إن الريادي مخاطر, ولكن المخاطرة المدروسة, فهو يحـسب ويتوقع المخاطـر ويقـيم الـبدائل ويتخذ الإجـراءات اللازمـة للحـد من المخاطر أو التحكم في النتائج.
•المبادرة
يقوم الريادي – من تلقاء نفسه – بأفعال تتجاوز متطلبات العمل وينجز الريادي الأعمال قبل أن يطلب منه ذلك أو تفرضها عليه الأحداث.
•التخطيط المنظم
إن الابتعاد عن التخطيط يؤدي إلى الفشل لأن التنبؤ بالمستقبل والتخطيط له أمران مهمان للبقاء على حالة الريادية واستثمار معطياتها. فالريادي يحدد أهدافه ويضع الخطط للوصول إلى الأهداف ضمن أطر زمنية محددة.
•القدرة على حل المشكلات
يسعى الريادي إلى تحويل المشكلة إلى فرصة فهو لا يلعن الظلام بل يحاول أن يشعل شمعةٍ, فيهتم بحل المشكلة دائماٍ وليس بالحديث عن المشكلة.
مهارات وكفاءات ضرورية
جدير بالذكر أن الخصائص الشخصية السابقة للريادي لا تكفي لإدارة مشروع بنجاح إذ لا بد أن يمتلك رياديي المشاريع الصغيرة مهارات وكفاءات مهنية وإدارية تمكنهم من إدارة منشآتهم بنجاح.
فالكفاءات المهنية تتمثل في المهارة والخبرة الفنية العلمية والعملية في مجال عمل المشروع. فمثلاٍ إذا كانت فكرة المشروع إنشاء مقهى انترنت, يجب أن يتمتع صاحب المشروع أو ريادي المشروع بمهارات استخدام الحاسب الآلي على الأقل.
إضافة إلى الكفاءات المهنية والفنية, يحتاج الريادي امتلاك كفاءات مهنية وخبرات إدارية. وهذا لا يعني بأن الريادي الناجح يجب أن يكون متخصصاٍ أو أخصائياٍ وخبيرا بأمور الإدارة والتسويق ولكن يجب أن يكون لديه الحد الأدنى من المهارات الإدارية التي تكفيه لإدارة منشأته إضافة إلى المعرفة بالوظائف الإدارية التي تشمل الإنتاج والتسويقوالتمويل والمشتريات وإدارة شؤون الأفراد.

* مدرب متخصص في إدارة وتأسيس المشاريع الصغيرة – جامعة الحديدة

قد يعجبك ايضا