ماذا يريد المسرحيون من وزارة الثقافية¿¿



المسرحيون : على وزارة الثقافة توفير الامكانيات لإحياء دور المسرح والاهتمام بمبدعيه وإبداعاته

تحقيق/ عبدالباسط النوعة
تتعالى الأصوات المطالبة بتطوير المسرح اليمني والدفع به وإخراجه من حالة الركود التي يمر بها منذ سنوات الطويلة فالجميع يؤكد أن المسرح اليمني كانت بداياته قوية وكان يحظى باهتمام كبار قيادات الدولة سواء كان في شمال الوطن أو جنوبه وهؤلاء القيادات كانوا حريصين جداٍ على حضور العروض المسرحية وها هو المسرح اليمني اليوم في الوقت الذي كان ينبغي أن يكون قد وصل إلى مكانة مرموقة وأضحى يمثل أهمية لا غنى للناس عنها ولكن للأسف الشديد العكس هو ما حدث فالمسرح بدأ قوياٍ ولكنه ضعف بمرور السنوات في حين أن دولاٍ كثيرة لم تعرف المسرح إلا منذ سنوات قليلة وها هي مسارحها في نشاط مستمر وجمهور كثيف وإذا أردنا أن نطور المسرح ينبغي أن نهتم بالكادر المسرحي وتوفير احتياجاتهم ومطالبهم فهل الكادر المسرحي اليمني في مستوى ومناخ يستطيع من خلاله أن يبدع ويطور رسالته وهل للمسرحين مطالب يريدون من وزارة الثقافة توفيرها بما يخدم المسرح¿ هذا ما سنعرفه من الأسطر التالية على لسان عدد من المسرحيين كتاباٍ وممثلين ومخرجين..
كان أول المتحدثين الفنان والمخرج المسرحي محمد الرخم الذي أوضح أن مطالب المسرحيين كثيرة ومتعددة وقد تم التحدث عنها مراراٍ وتكراراٍ في الكثير من المناسبات إلا أن وسائل الإعلام لم تحاول الإشارة إليها ومناقتشها ومعرفة هموم المسرحيين واحتياجاتهم إلا من حالات نادرة وهي بادرة تحسب لصحيفة الثورة عبر صفحتها الفنية..

ترك المسرح للمسرحيين
ٍü وأضاف المطلوب من وزارة الثقافة أن تترك الخبز لخبازه فقيادات الوزارة المتعاقبة دائماٍ ما ترتكب الأخطاء عندما تعين أناساٍ مسئولين عن المسرح وهم بعيدون عنه وليست لهم علاقة به وهذه تعتبر مشكلتنا الأساسية مع الوزارة فلو تركت المسرح للمسرحيين من أصحاب الخبرة والخبرة الطويلة لا شك أن حال المسرح سوف يستقيم ويخطط له بشكل سليم ولكن للأسف كم تحدثنا عن ذلك ولكن أصواتنا غير مسموعة لا من وزارة الثقافة على وجه الخصوص أو الجهات العليا بالدولة على وجه العموم ولكن لا يزال من يسير المسرح اليمني أناس ليست لهم علاقة به..
نفتقر إلى أبسط الامكانيات
ü الفنان «نبيل حزام» الذي اقنعناه بصعوبة بالغة في أن يتحدث معنا حول هذا الموضوع لأنه حسبما أوضح بأنه ممتنع عن الكلام عبر وسائل الإعلام منذ فترة طويلة وأمام إصرارنا الكبير رضخ وتحدث قائلاٍ: كل عمل فني أو إبداعي سواء كان مسرحاٍ أو وموسيقى أو فنونا شعبية بحاجة إلى مجموعة من العوامل المساعدة لظهور هذا العمل بشكل يرضي القائمون عليه والجهة المنتجة على وجه الخصوص ويحظى أيضا بإعجاب ورضى الجمهور المشاهد ولعل مطالب المسرحيين بشكل خاص تتعلق جميعها بالإمكانيات المالية التي بها نستطيع توفير جميع متطلبات العمل المسرحي كذلك ينبغي أن تكون البنية التحتية للمسرح والمكان الذي يعرض وكذا كافة الظروف المهيأة للبروفات وللأسف الشديد كل ذلك نفتقد إليه سواء للمال أو المكان المناسب للتقديم والعرض المسرحي المزود بالتصوير المناسب والموسيقى والصوت المناسب حتى تكتمل عناصر العرض المسرحي وبعد يمكننا أن نحاسب الطاقم المسرحي أو المخرج وبشكل عام القائمين على هذا العمل سواء كان العمل متميزاٍ أو سيئاٍ وبدون ذلك لا نستطيع أن نحاسب الكادر أو نحمله مسئولية إخفاق المسرح اليمني وتأخره..
التدريب والتأهيل
ü وأورد الفنان فؤاد الكهالي أن المسرحيين بحاجة إلى عمل ورشات تدريبية وتأهيلية حيث قال: عمري الفني في مجال المسرح يقارب الـ«30» عاماٍ وخلال هذه الأعوام لم أسمع عن ورش عمل تدريبية أقيمت للمسرحيين باستثناء ورشة عمل وحيدة استهدفت ثلاثة أو أربعة مسرحيين فقط كذلك البنية التحتية الضعيفة سواء في الأمانة أو سائر المحافظات كذلك من أبرز مطالب المسرحيين بل وسائر الفنانين تحسين وضعهم الوظيفي فكثير من الزملاء الذين انخرطوا عاماٍ أو أقل أو أكثر وضعهم الوظيفي ضمن الدرجات السفلى أو ما يسمى بالدرجات الخدمية وهم يتقاضون أقل المرتبات وهذا جعل البعض منهم يبحث عن مصادر أخرى للرزق فهذا المرتب لا يكفي وبالتالي يجعلهم غير متفرغين للعمل المسرحي وتطوير أنفسهم ونريد من وزارة الثقافة أيضا تدريب وتأهيل الكوادر المسرحية كذلك كل من في الوزارة يشتغل باسم الفنان والمسرحيين وبالتالي أصبحنا مصدر رزق للآخرين والفنان يعاني وغيره يستفيد..
مسرح متكامل
ü ويؤكد الفنان والكاتب المسرحي عبدالله العمري أن المسرح والمسرحيين يحتاجون إلى وقفة صادقة من قبل الدولة وهم سيبدعون لا محالة ويطورون من رسالة المسرح ومضى يقول: نريد من وزارة الثقافة أن توفر لنا مسرحاٍ متكاملاٍ يكون مزوداٍ بكافة التقنيات والأشياء يعني مسرحاٍ يواكب كل المسارح الموجودة في العالم العربي كذلك نتمنى من وزارة الثقافة أن تسعى جاهدة مع وزارة التربية لاستحداث مادة عن المسرح ضمن المناهج الدراسية لطلاب المدارس حتى نعمق العلاقة بينهم وبين المسرح وكذلك ضرورة التنسيق مع وزارة التعليم العالي ووزارة التعليم الفني ليكون المسرح حاضراٍ من الجامعات والمعاهد المهنية وغيرها..
مطلوب احترام المسرحيين
ü وتقول الفنانة مروة خالد أنها تريد من وزارة الثقافة أن تحترم الكادر المسرحي ولكن عليهم أولاٍ أن يعرفوا معنى الاحترام والمعاملة الحسنة وهذه الأشياء قبل كل شيء حتى قبل «المال» ولو أن المال غير موجود ومتوفر للكادر المسرحي كما أن الاحترام ليس فقط من وزارة الثقافة بل أيضا من الجهات الأعلى منها.
وأضافت: وينبغي على الجهات العليا بالدولة أن تحترم وزارة الثقافة ولا تعتبرها وزارة شكلية يتم وضع أقل موازنة لها والأصل أن القيادة السياسية تحترم وزارة الثقافة وبالتالي لزاماٍ على وزارة الثقافة أن تحترم الفنان وإذا أردنا أن نتحدث عن ما نعانيه هذا يعتبر خطأ والأصح أن نتحدث عما لا نعانيه لأن ما نعانيه أكثر بكثير فهناك زميلات وزملاء ومسرحيون لا يملكون أحيانا« حق المواصلات» وقد يلجأون للبحث عن مال لشراء خبز لأطفالهم فهل وزارة الثقافة تعلم هذا الشيء قبل أن تعمل على صرف ملايين لغير الفنانين¿!
إدارة خالية من الجشع
ü المخرج صالح الصالح يقول: هناك الكثير من المسرحيين غير مؤهلين والوزارة ممثلة بالقطاع أو مؤسسة السينما والمسرح وكذا الإدارة العامة للمسرح لا تهتم بهذا الموضوع ولا تلقي له بالاٍ كذلك الإدارة الموجودة من الوزارة إدارة معقدة روتينية لا تفهم عن المسرح شيئاٍ نريد أن تنتج مسرحاٍ بطريقة المقاولين وللأسف المقاولين «الجشعين» والمطلوب من الوزارة إدارة مؤهلة تنشئها من الوسط الفني وضرورة إقامة ورش تدريبية وتأهيلية وعليها أيضا أن تخصص ميزانية محترمة للعروض المسرحية توفر للكادر المسرحي دخلاٍ يقيه الحاجة ويوفر له العيش بكرامة والتفرغ للعمل المسرحي ومن هنا ينشأ الإبداع وينطلق الفكر ليقدم أفضل وأروع ما لديه..

التوظيف
ü ويطالب الفنان الشاب محمد عبدالرحمن سعيد من وزارة الثقافة أن تعمل على توظيف الكادر المسرحي غير الموظف وهم كثيرون جداٍ والعمل على تنمية قدرات ومواهب المسرحيين والمساهمة على حل مشاكلهم وقضاياهم..
تصوير/فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا