هجرات واغتراب اليمنيين

مغترب بأندونيسيا / يسلم بامسلم –
نظرا◌ٍ لكثرة التفاوت بين كاتب وكاتب حول ذكر أسباب هجرة الحضارمة واليمنيين بشكل عام أود أن أوضح هنا بأن ما أطلعت إليه مؤخرا من أبحاث ودراسات يمنية وعربية وأجنبية كلها تؤكد بأن اليمن من أقدم أهل الأرض على الهجرة والاغتراب والضرب في الآفاق وكذا وصفوا خليفي الأسفار بأنهم راكبو الأخطار.. كما أن هجرتهم نسيج خاص واسع الآفاق بعيدة المدى ولها خصوصياتها حيث نقلوا حضارتهم أينما حلوا لدرجة أن البعض قال إن الحضارة العربية يمنية الأصل وأن الهجرة اليمنية هي أم الهجرات ومنها انتشار الجنس البشري السامي بصفة خاصة وفقا لما ورد في كتاب “الهجرة اليمنية” محمد بامطرف¡ وفي هذا السياق نستعرض أهم الهجرات والاغتراب اليمنية التي نتناولها كالتالي:
الهجرة اليمنية من اليمن إلى شرق آسيا وأفريقيا وأوروبا وعربيا◌ٍ:
هجرة أبناء حضرموت إلى جنوب شرق آسيا: لقد خرجت من حضرموت الكثير من الهجرات الجماعية والفردية وكانت أكثر وضوحا وتأثيرا في داخل الوطن اليمني وخارجه في القرون الثلاثة الأخيرة من عصرنا الراهن واتجهت موجة هجرتها إلى كل مكان في العالم ولكنها تركزت في جزر الشرق الأقصى والهند وشرق أفريقيا وكذا في المملكة العربية السعودية وبعض دول الخليج وخاصة مع بدء عصر الثروة النفطية. ونود الإشارة إلى أن هذه الهجرة الحضرمية ارتبطت بعدة أسباب منها:
– نشر الإسلام في بعض مناطق آسيا مثل سنغافورة وإندونيسيا والفلبين وحيدر أباد.
– تأسيس بعض المهاجرين لمراكز نفوذ اقتصادي وتجاري كبير في بلدان المهجر كما هو الحال في اندونيسيا وسنغافورة والسعودية حيث برز في تلك الدول أثرياء كبار .
– العامل الاقتصادي فإن حضرموت ذات مناح صحراوي في معظم أوقات العام فغالبا◌ٍ ما تصاب بالجفاف الذي يقضي على الزرع ويجف له الضرع وأحيانا تتعرض للفيضانات والسيول المخربة للسدود والجارفة للمحاصيل الزراعية إضافة إلى ضيق العيش الناتجة عن هذه الظروف.
– اضطراب الأمن والنكبات الناشئة عن الحروب الأهلية بين حكام حضرموت أحيانا أو بين عشائرها وقبائلها وانتشار ظاهرة الثأر في الحقبة الماضية .
– كانت هجرة الكثير منهم لعدم وجود متسع لطموحاتهم في داخل الوطن أبان الحقبة الماضية نتيجة الفقر الذي يعم الوطن اليمني بالإضافة إلى اعتبار الهجرة لديهم مظهرا من مظاهر الوجاهة الاجتماعية التي وجودها ماثلة في من سبقهم من المهاجرين الذين حققوا هذه الوجاهة المقرونة بجمعهم الثروات الكثيرة .
هذه أهم النقاط التي يمكن القول بأنها من أهم الأسباب لهجرة اليمنيين الحضارمة¡ ناهيك عن أسباب أخرى لكن المهم الأسباب المذكورة آنفا◌ٍ والتي ذكرتها أكثر من دراسة وبحث للعديد من الباحثين والمهتمين يمنيين وغيرهم والذين فندوا تلك الأسباب من خلال الدراسات والبحوث الميداني.