العلفي !!

محمد النظارس –
الحديدة ليست مدينة عادية خاصة في الميدان الرياضي¡ فموقعها كعروسة على شاطئ البحر الأحمر جعلها محط العديد من السفن المحملة بألوان شتى من جنسيات العالم¡ فكانوا يرون فيها مستراحا لهم بعد طول رحلتهم¡ مما يجعلهم يمارسون رياضات عديدة شاركهم فيها سكان الحديدة.. ومن هنا بدأت تدب الحركة الرياضية في هذه المدينة¡ لتأسس بها أندية لا تنقصها العراقة كأهلي الحديدة والجيل والشباب والهلال¡ وهنا كانت الحاجة لإنشاء ملعب لكرة القدم¡ وتم ذلك بتشييد ملعب العلفي في مطلع سبعينيات القرن المنصرم.
بقيø ملعب العلفي لعشرات السنين وأظنه سيظل كذلك لمثلها من الزمن¡ بقيø وفيا◌ٍ ليس فقط لرياضيي الحديدة بل ومستضيفا◌ٍ كريما◌ٍ ومضيافا◌ٍ لجميع الفرق من مختلف المحافظات -التي لم يكن بها حوش للعب – وإذا بها اليوم تشهد (استادات) فيما الحديدة بقيت تندب حظها وتلملم أحزان رياضييها على تراب العلفي المتطاير¡ والذي يمنعك عن مشاهدة اللاعبين فما بالنا بالكرة الملعوبة.
كباقي الوزراء حط الاستاذ معمر الارياني رحاله في الحديدة مطلع مايو الجاري¡ ولأن الهم الأكبر لأبناء الحديدة هو ملعبها فقد وعد أثناء زيارته لما بقيø من أساسات أكلها ملح البحر المجاور لها بأن يضع حلا◌ٍ لما نسميه (استاد الحديدة)¡ ولم يختلف في ذلك عن وعود سابقيه الاستاذين -الاكوع وعباد- وكلهم أكدوا أنهم سيحلون المشكلة¡ وإذا بهم يغادرون الوزارة فيما ظلت المشكلة على ما هي عليه.
نعود للمغلوب على أمره (ملعب العلفي) ز◌ْرع عدة مرات وأفنى فيه عبد الله دبوان سنوات للمحافظة على أرضيته¡ ورغم ذلك لم يكرم العلفي ولا دبوان.. إن كان الأخير فردا◌ٍ ولا يستحق التكريم من قبل وزارة الشباب ومكتبها¡ فإن الأول ملعب وحيد تتعارك فيه الأندية لتضفر بساعات قليلة للتدريب¡ ويجد الحكام بشق الأنفس متسعا◌ٍ في حواشيه الترابية للتمرن فيه¡ ويقتسم الجميع (لاعبين وحكام) جميع أنواع الإصابات الناتجة من رداءة أرضيته¡ وبين هؤلاء هو ألمتنفس الرئيسي للاحتفالات التي تنهيه كملعب.
قال الوزير: سنعتمد بئرا لري الملعب¡ فهل يعلم معاليه ان الملعب لم يكن يحتوى حتى (حمام) -أكرمكم الله- وأن من قام بإنشائه الشيخ أحمد العيسي أثناء استضافة مهرجان اعتزال النجم أنور العديني والذي حضره النجوم العرب ومن بينهم ابراهيم وحسام حسن¡ ولولاهما وتبرع العيسي لم يكن ليحلم رواد الملعب بفك (زنقتهم)!.
إنارة الملعب كانت لا تفي بإقامة المهرجان لأنه سقام ليلا◌ٍ¡ وحينها قام الشيخ العيسي بإصلاح الإنارة¡ ومن جديد تعود الروح للملعب ولكن بجهود غير جهود وزارة الشباب والرياضة.
معالي الوزير ملعب العلفي بحاجة ماسة لإعادة الاعتبار إليه كونه من أوائل ملاعب الجمهورية¡ ولأنه يحمل اسما◌ٍ من أعلام ثورة سبتمبر¡ فمدرجاته لا تتسع كما يقال لعشرين ألف وإلا كانت دفنتهم تحتها¡ فهو بالكاد يكفي لستة آلاف متفرج¡ ولذا فالازدحام في المباريات الجماهيرية قد تؤدي إلى كارثة – لا سمح الله- في ظل تقادم بناء المدرجات.
كنت أتمنى في زيارة الاستاذ معمر أن أسمع أنه التقى بموظفي مكتب الحديدة وملعب العلفي ومضمار الحسينية¡ هؤلاء جميعا◌ٍ يعلمون أن لهم وزيرا◌ٍ -مع الوزراء السابقين- ويقرأون عنه ولكنهم كذلك يسمعون فقط أنه جاء للحديدة¡ فلا يوجد ترتيب للقائه بالموظفين الذين لهم هموم كبيرة لا يستطيعون بثها إلا للمسؤول الأول عنهم¡ هل يعرف معالي الوزير أن العاملين في لظى حر الحديدة بملعب العلفي ومضمار الحسينية متعاقدون وبإجور عيب أن نذكرها هنا¡ كان هؤلاء بحاجة ماسة للقاء الأخ الوزير.
مشاكل كثيرة في رياضة الحديدة وعد الوزير بحلها¡ ولن نتطرق لها هنا نظرا◌ٍ لضيق المساحة إلا بما يخص ملعب العلفي.. وكان الوزير محقا حين قال: بأن الحديدة رغم أهميتها إلا أنها محرومة.. والسؤال المطروح هل ستبقى الحديدة محرومة أيضا◌ٍ في عهده¿ أم أن وعوده ستجد طريقها للتنفيذ¿.

قد يعجبك ايضا