تربويون: الشباب بحاجة إلى النصيحة والتوجيه بطريقة تناسب أعمارهم وفكرهم

تحقيق/ نورالدين القعاري –
من الملاحظ والمشاهد ما يطرأ على طلاب الجامعات والمدارس كثرة ارتيادهم إلى المساجد في مواسم الامتحانات فنجدهم يواظبون على الذهاب بل ومكوثهم في دور العبادة فتشهدهم يؤدون الصلاة في أوقاتها ويلازمون ذكر الله تعالى ويبتعدون عن المنكرات ما ظهر منها وبطن.
وسرعان ما ان تنتهي الامتحانات “وتعود حليمة إلى عادتها القديمة” فيقل الذهاب إلى المساجد والبعض منهم يواصل فترة التزامه ومواضبته حتى تظهر النتيجة فإن كانت النتيجة إيجابية يصلي لله شكراٍ ثم يتوقف عن الصلاة في المسجد وربما في المدرسة أو الجامعة حتى اختبارات العام القادم.
“شباب” وضع تساؤلات على عدد من الشباب والمختصين عن الأسباب التي أودت بشبابنا لهذا الأمر ولماذا لا يستمرون في انضباتهم والتزامهم في كافة حياتهم.
تقصير
يبدأ الشاب حسام حسن القحطاني بالحديث عن لجوء الشباب إلى المساجد في قرب الامتحانات حيث يقول: تنتهي مشاغل الدنيا فجأة بمجرد أن حلت الاختبارات ليعودوا الطلاب إلى المساجد وأداء الصلاة في أوقاتها وأن البعض عند تذكيره بالعبادة سرعان ما يعيد الجملة أدعو لنا وكأن دعاء الغير له يسقط عنه واجبه في الالتزام وأداء فرائضه وأضاف بأن المنتشر بين شباب اليوم عند سؤالهم عن أسباب التقصير في الصلاة يقولون إنهم مشغولون وليس لديهم وقت كافُ لأداء العبادات في أوقاتها لكنهم للأسف يتذكرونها أوقات الصعاب كالاختبارات وحدوث المشكلات.

تهاون
يوافقه محمد المحيا بأن بعض الشباب يتهاونون في أداء الصلاة ولكنهم يتذكرونها عند الاختبارات فقط أو حدوث المصائب لأن الشباب يعرفون أن هناك ربا رحيماٍ يستمع إليهم وهو المعين لهم في محنتهم وشدتهم وقال من أهم أسباب تهاون الشباب في أداء العبادات عموما والصلوات المفروضة خصوصا ويجب أداؤها في وقتها وأضاف المحيا أن أصدقاء السوء يؤثرون بشكل واضح على هؤلاء الشباب الطيبين مختتماٍ حديثه بأن الحل للخروج من هذه العادات هي مراجعة الشاب لنفسه أولا بالقرب إلى الله تعالى والابتعاد عن أصدقاء السوء.
خيار اضطراري
وعن الصعوبة التي تواجه الشباب في الاستمرار بما يلتزمون به في أداء فروضهم مكتملة يتحدث الشاب عزت عبدالمنان – ثاني ثانوي بالقول: يعلم الجميع بأن الطالب في مرحلة الاختبار يتلقى من أسرته رعاية خاصة تؤهله إلى إن يكون طالباٍ مثالياٍ يقوم بأداء مهامه وواجباته لكن ما إن تنتهي الامتحانات نجد أن الأعباء الكثيرة يتحملها الشاب من خدمة لأسرته وتكليفه كثيراٍ من الأعمال حتى يصبح أمراٍ صعباٍ ان يضل على حالته التي هو يريد أن يكون عليها.
نصيحة
أما الأستاذ أكرم عثمان الشرماني تربوي بمدرسة صناع المستقبل يرى أنها غريزة بشرية إن الإنسان كلما يصاب أو يتعرض لضائقة يعود إلى الله سبحانه وتعالى وهكذا هي النفس البشرية ولكن ما هو العيب عندما ينسى الطالب توفيق الله له بعد هذه الضائقة وهي بادرة خير لدى الشباب.
مضيفاٍ أن ما ينقص الشباب في هذه المرحلة هى النصيحة والتوجيه والإرشاد بالطريقة التي تناسب أعمارهم وفكرهم مبينا أن لكل قلب أسلوبه ومفاتيحه ومفتاح قلوب الشباب النصيحة الطيبة الحسنة التي تؤثر فيهم دون تجريح وقال إن الشاب يلجأ إلى الله وقت حدوث مصيبة أو مشكلة ليقينه التام أن الله هو المنجي له من مصيبته وكربته التي يمر بها وعليه أن يتذكر الله تعالى في الشدة والرخاء وليس في الشدة فقط.
ودعا الشباب وهم في هذه المواقف الحرجة التي يمرون بها أن يعلموا أنهم في سن الشباب ليس سن اللعب واللهو بل سن النشاط والاجتهاد والجدية مضيفاٍ بأن هناك سببا مهما يتعلق بالظاهرة وهو أن كثيرا من الشباب غرق في اللهو والشهوات وملذات الدنيا التي طغت على قلبه وفكره وأصبح مثل الأعمى الذي يركض ويلهث خلفها كما قال الشرماني بأن المسؤولية تقع أيضاٍ على ولاة الأمور وذلك بأن يبتعدوا عن الأساليب غير المجدية مثل استخدام أسلوب العنف أثناء توجيه الشباب نحو أداء فروضهم وأن الشباب دوما ينفذون ما يقتنعون به وانه بالإمكان توجيه تفكيرهم إلى أداء العبادات بالطرق المحببة اليهم.
سلوكيات
وبالحديث عن هذه الأسباب التي تؤدي بالطلاب إلى هذه السلوكيات يقول الأستاذ توفيق المساوى باحث أكاديمي : أن هذه الأساليب هي ناتج طبيعي لأن الشباب متهاونون في أداء العبادات المفروضة لأنهم تعودوا على السلوكيات فمعظمهم يقصرون في أداء العبادات الواجبة عليهم لأنهم في قرارة أنفسهم يجهلون مدى وجوبها وأهميتها ولكنهم يتكاسلون في أدائها وخير شاهد على هذا أن الطلاب يتذكرون العبادة في أوقات المشكلات أوالصعاب حيث يرفعون أيديهم إلى ربهم بالدعاء بل والأخطر من ذلك أن بعضهم سواء الشباب والفتيات دوما ما يكرر الآية التي تقول: “إن الله غفور رحيم” ويتناسون آية “إن الله شديد العقاب”.

قد يعجبك ايضا